مدريد – «القدس العربي»: بعد سباق التسلح بينهما بشكل كبير للغاية خلال السنوات الأخيرة، يرغب المغرب والجزائر في الانتقال إلى التصنيع الحربي، وإن كان الأمر سيقتصر على عتاد حربي محدود للغاية بحكم ضعف النسيج الصناعي في البلدين وصعوبة الحصول على التكنولوجيا الحربية.
وركزت التقارير الاستراتيجية الخاصة بصفقات الأسلحة على السباق المهول الذي دخل فيه كل من المغرب والجزائر خلال العشر سنوات الأخيرة بهدف تطوير ترسانتهما الحربية، من سلاح بحري وبري وجوي، إذ تصدرا الدول الأفريقية تسليحا، وكذلك تخصيص أكبر الميزانيات مقارنة بإنتاجهما الداخلي.
وينوي البلدان الآن الانتقال إلى التصنيع الحربي، خاصة ابتداء من 2017 بعدما سيكونان قد أنهيا دورة التسلح كاملة، أي التوفر على مقاتلات متطورة وفرقاطات حديثة وأسلحة برية. واستكمال دورة التسلح سيوفر لهما أموالا سيتم استثمارها في محاولة إنشاء صناعة حربية ولو محدودة للغاية، إسوة بالكثير من الدول من العالم الثالث.
في هذا الصدد، كشف الجنرال خوان مانويل غارسيا مونتانيو المشرف على مديرية السلاح في وزارة الدفاع الإسبانية عن مباحثات جرت بينه وبين ممثلين عن المغرب مؤخرا، طلبوا من مدريد المساعدة التقنية والتعاون وتفويت التكنولوجيا في صناعة بعض أنواع الأسلحة.
وصرح هذا المسؤول للموقع الرقمي «دفينسا» أن هذه المباحثات جرت خلال المعرض العسكري في لندن (الأسبوع الماضي)، وتجلت في دراسة اتفاقيات تجارية وتعاون ومنها تفويت التكنولوجيا لكي يتمكن المغرب من بدء برامج عسكرية مرتقبة». ولم يقدم المسؤول الإسباني نوعية المساعدة والتكنولوجيا التي طلبها المغرب أو نوعية العتاد العسكري الذي يفكر في صناعته المغرب.
ولا ينتظر أن يبدأ المغرب بصناعة عسكرية متطورة لأنه يفتقد للكثير من المقومات، بل قد يبدأ بتصنيع بعض المصفحات، كما أن إسبانيا لا يمكن أن تفوت له تكنولوجيا متقدمة بسبب غياب الثقة بين الطرفين وبحكم استيراد إسبانيا تكنولوجيا الحرب من دول مثل الولايات المتحدة، إذ أن كل تفويت يتطلب ترخيصا من البنتاغون.
في هذا الصدد، كان قد أعرب المغرب عن إعجابه بالمصفحات «فامتاك» الإسبانية لنقل الجنود، ولا يستبعد أنه يرغب في صناعتها في المغرب بدعم من إسبانيا. وكان الوزير المنتدب في الدفاع عبد اللطيف لوديي قد زار مصنع «فامتاك» سنة 2013. كما يرغب المغرب في صنع بعض القنابل والمتفجرات.
ومن المنتظر أن يكون المغرب قد تقدم بالطلب نفسه إلى دول أوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا، حيث كانت وثيقة سرية تسربت وقف وراءها القرصان «كولمان» الذي سرب وثائق مغربية سرية، قد تحدثت عن مفاوضات أولية بين الجيش المغربي وشركة بلجيكية.
وهذه أول مرة يتم فيها الحديث علانية عن رغبة المغرب في تنفيذ برامج صناعة حربية، ولكن يبدو أن هذه الرغبة تعود لسنوات شأنه شأن الجزائر. وكانت تقارير في الصحافة الدولية ولدى معاهد الدراسات الاستراتيجية قد تحدثت عن نية الجزائر في تصنيع حربي مع دول مثل إيران وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وفي حالة الرهان على التصنيع، فكل المشاريع ستكون محدودة للغاية بسبب ضعف النسيج الصناعي في البلدين وغياب جامعات تقدم أبحاثا علمية متطورة. ولكن يمكن أن يتفاديا هذا نسبيا في حالة تخصيص ميزانية كبيرة والدخول في مشاريع مع دول متقدمة والحصول على رخص التكنولوجيا الحربية. وحتى إذا توفرت هذه الشروط، فالأمر لن يتعدى صنع بعض القذائف والقنابل وسيارات مصفحة وطائرات من دون طيار.
http://www.alquds.co.uk/?p=408134