الجزء الثالث
تقع قاعدة كويرس الجويه حاليا تحت حصار كامل من مقاتلي داعش , وخط الحياة الوحيد الذي يربط المدافعين عن القاعده بالخارج هو اسطول من المروحيات
حيث قام سلاح الجو السوري بتخصيص سرب من مروحيات Mi-8 لاجل مهام الامداد للمدافعين عن القاعده
وتشمل الامدادات كل شئ من طعام واسلحه وذخائر
وقد يسأل البعض : لماذا لايتم الامداد بواسطه طائرات نقل ضخمه ؟
الجواب هو ان حاله سلاح الجو السوري الراهنه وامكانية استهداف هذه الطائرات الضخمه بسهوله من قبل مقاتلي داعش المحيطين بالقاعده يمنع استخدام هذا النوع من الطائرات للامداد في مطار كويرس العسكري
والغالبيه العظمى من المدافعين يعتمدون على اسلحتهم الخفيفه في القتال , كما انهم مجهزين برشاشات دراغنوف عيار 12.7 ملم وقناصات ايرانيه عيار 50. وقذائف RPG-7 ورشاشات ثقيله وصواريخ مضاه للدروع ومناظير ليليه لبنادق AKM التي يستعملها المدافعون وتعطيهم امكانية رؤيه ليليه جيده
بالمختصر سلاح المدافعين هو مايمكن ان تحمله المروحيات فقط
القوه الناريه الرئيسيه للقوات المدافعه تتمثل في 26 مدفع مقاوم للطائرات موجوده اصلا في القاعده منذ قبل الازمه
لكن لاتتوفر للمدافعين اي دبابات او مدفعيه مما يعني ان على المدافعين ان يكونوا مبدعين ويستخدموا مدافع ZPU-4 عيار 14.5 ملم و ZSU-23 عيار 23 ملم و AZP S-60 عيار 57 ملم
هذه المدافع كانت مركزه بالاساس في اربع مواقع حول القاعده لتوفير الحمايه من الطائرات المعاديه
الا ان المدافعين قاموا بنشر هذه الاسلحه في القاعده بالشكل الذي يوفر حماية تكتيكيه قصوى من الهجمات البريه
كما قام المدافعين بتركيز بعض هذه الاسلحه على اسطه ال 11 ملجا للطائرات الموجوده في القاعده
وكان من اللافت للنظر ان المدافعين السوريين قاموا بازاله السباطنتين العلويتين من مدفع ZPU-4 رباعي السبطانه والابقاء على الاثنتين السفليتين من اجل توفير تركيز ناري على الاهداف الارضيه المعاديه
تمتاز الاراضي المحيطه بمطار كويرس العسكري بانها اراضي مستويه مسطحه , وهذا يعتبر افضليه بالنسبه للمدافعين
حيث يضطر مقاتلي داعش للجري في اراض مفتوحه بدون تغطيه كافيه من اجل الوصول الى حافات القاعده
وهذه الافضليه موجوده في الجهات الشماليه والجنوبيه والشرقيه للقاعده
وكان من المثير للدهشه ان يقوم مقاتلي داعش بالهجوم على الزاويه الشماليه الشرقيه للقاعده واستطاعوا ان يستولوا لفتره قصيره على اثنين من ملاجئ الطائرات قبل ان ينسحبوا بعد ذلك تحت ضغط المدافعين
الصور ادناه تبين التضاريس المسطحه للاراضي المحيطه بالقاعده
قام المدافعون ايضا باستغلال 11 ملجأ للطائرات موجوده في الجهتين الشماليه والشرقيه من القاعده
حيث حول المدافعون هذه الملاجئ الى حصون وقلاع , فقد قاموا بتزويد سطح هذه الملاجئ " والتي تتحمل قصفا الى حد القنابل الضخمه التي ترمى من الطائرات " بمدفع مضاد للطائرات او رشاش ثقيل
كما قام المدافعون بتخزين الذخائر داخل هذه الملاجئ المحصنه
وبالتالي اصبحت مهمه مقاتلي داعش في تدمير اي ملجأ من هذه الملاجئ بالمدفعيه " على سبيل المثال " مهمه شبه مستحيله
كما قام المدافعون بحفر الخنادق حول القاعده وبناء المواضع بالاكياس الرمليه من اجل الدفاع وتوفير الحمايه لتحركات الجنود المدافعين في المواضع الدفاعيه
كما قام المدافعون بتشكيل وحده من العربات المسلحه بالرشاشات الثقيله او مدافع ZSU-23 تكون كقوه هجوم مقابل سريع ضد اي خرق قد يحدث في دفاعات القاعده
وقاعده كويرس الجويه محاصره منذ سنتين ونصف , وهي مده طويله اتاحت للمدافعين الوقت الكافي من اجل ترتيب وتقويه الدفاعات
كما ان قيام مقاتلي داعش بالعديد من الهجمات الصغيره " الاستنزافيه " ساعد المدافعين على كشف نقاط الضعف في الخطوط الدفاعيه ومعالجتها
لقد شهد مجمع السكن العسكري غرب القاعده قتالا شديدا بين مقاتلي داعش والقوات السوريه المدافعه عن القاعده
وقد اطلق تنظيم داعش كميات كبيره من قذائف المدفعيه على هذا المجمع العسكري والذي ادى لتحطيمه بشكل شبه كامل
الا ان القتال تحول من بيت الى بيت ولايزال المدافعون يسيطرون على ماتبقى من المجمع
واذا سيطر مقاتلي داعش على مجمع السكن العسكري , فان المدافعون وفروا خط دفاع ثاني لمنع مسلحي داعش من اكتساح القاعده
الخط الثاني يتكون من مباني محصنه وخنادق ومواضع رشاشات ثقيله ومدافع مضادة للطائرات
ومن الناحية النظريه تستتطيع القوات السوريه المتمركزه في شرق حلب ان تقوم بهجوم ضد مسلحي داعش لمنعهم من الاستيلاء على قاعدة كويرس الجويه
الا ان القيمه العسكريه الضئيله والضغط الموجود اصلا على القوات السوريه المنتشره في حلب وريفها تجعل من المستبعد القيام بمثل هكذا هجوم والتضحيه بالقوات والموارد الثمينه
ويبقى الاحتمال الاكبر في حال ان اصبح الوضح حرجا في القاعده بان يقوم المدافعين بشق طريقهم بنفسهم خلال الحصار بمساعدة مقاتلات سلاح الجو السوري
وقد حاول تنظيم داعش اغراء المدافعين بالاستسلام مقابل النجاه من القتل , بل وترك للمدافعين ارقام تلفونات للمدافعين لغرض الاتصال بداعش تمهيدا لتسليم انفسهم
ولكن يبدو من المستبعد تماما ان ينشق اي عسكري سوري من المدافعين عن القاعده
فهؤلاء المدافعين يتمتعون بمعنويات عاليه وقد عاشوا مع بعض لاربع سنين متواصله
وقد يفضلون الموت في القتال على التسليم لتنظيم داعش
واخيرا قام احد المدافعين عن القاعده بنشر صور 11 عسكري سوري قضوا الى حد يوم 7 مايو 2015 ومن ضمنهم قائد القاعده الجنرال المثنى
وبعد مضي 4 سنوات على الحرب في سوريا , يكاد من الصعب معرفه الطرف الفائز فيها
وبالنظر لطبيعه التحصينات التي انشاها المدافعون والمعنويات التي يتحلون بها فمن المستبعد ان تسقط القاعده بيد داعش قريبا
وبالختام نستنتج بان اي هجوم لداعش على قاعدة كويرس الجويه هو هجوم لاغراض دعائيه لحاجه التنظيم لنصر رمزي وليس هجوما لاغراض عسكريه استراتيجيه
ولو كان الهجوم الذي يشنه تنظيم داعش حاليا كبير الحجم كما تقول بعض المصادر فلايستبعد ان يحصل التنظيم على مبتغاه " الدعايه "
تمت بعونه تعالى