هدوء في عاصمة جنوب السودان بعد إعلان وقف إطلاق النار
تشهد عاصمة جنوب السودان هدوءا ملحوظا خلال الساعات الماضية بعد اشتباكات استمرت 4 أيام بين القوات الموالية للرئيس سالفاكير ميارديت والقوات الموالية لنائبه رياك مشار.
وأعلن سالفا كير ومشار وقفا لإطلاق النار في الساعة الثالثة بعد ظهيرة الإثنين تم خرقه لكنه صمد منذ ظهيرة الثلاثاء.
وأفاد شهود وسكان في العاصمة جوبا أن المدينة هادئة منذ ظهيرة الثلاثاء ولاتسمع اصوات إطلاق نار او قذائف مروحيات كما كان الحال في الأيام الماضية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من تزايد مضطرد في أعداد النازحين في عاصمة جمهورية جنوب السودان، جوبا، بعد أيام من المعارك بين القوات الموالية للرئيس سالفا كير ميارديت وأنصار نائبه الأول رياك ماشار.
وقالت المنظمة إن عدد مَن هجروا منازلهم بسبب المعارك تعدى ثلاثين ألف شخص، وإنه مرشح للزيادة خلال الأيام المقبلة.
وأكد عاملون في قطاع الإغاثة تدهور الأوضاع الإنسانية في جوبا بسبب المعارك الأخيرة.
وقالت منظمات إنسانية إن البلاد تشهد نقصا في الغذاء والماء الصالح للشرب.
وتحدثت التقارير عن هروب آلاف المدنيين من ديارهم واختبائهم في الكنائس، والمجمعات التابعة للمنظمات الإنسانية.
وفي الوقت الحالي، عاد المعارك في جوبا خاصة حول منطقة المطار حسب ما أكد مايكل ماكوي أحد وزراء حكومة سالفا كير ميارديت.
وتمارس الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الجوار ضغطا على سالفا كير وماشار للالتزام بوقف إطلاق النار المعلن بين الطرفين المتنازعين، من أجل تجنيب البلاد حربا أهلية جديدة.
وقالت الولايات المتحدة إن أعمال العنف، التي أسفرت عن مئات القتلى في جنوب السودان، "لابد أن تتوقف".
وأعلنت اوغندا انها بصدد غرسال قوات إلى جوبا لإجلاء مواطنيها العالقين هناك.
لماذا اندلعت الاشتباكات؟
يبدو أن جنديين من الفصيلين المتنازعين اختلفا في نقطة تفتيش، فحدث إطلاق نار، الخميس قتل فيه 5 جنود، ثم تطور الخلاف إلى اشتباكات مسلحة خطيرة بدءا من يوم الجمعة.
وتصاعد التوتر منذ أبريل/ نيسان، عندما عاد ماشار إلى جوبا، وفق اتفاق سلام، بعد عامين من الحرب الأهلية.
واصطحب ماشار معه قوات حماية قوامها 1300 جندي، كان يفترض أن تبدأ دوريات مشتركة مع القوات الموالية للرئيس، سالفا كير، ولكن انعدام الثقة بين الجانبين، عطل الشروع في هذه الدوريات.
هل هي حرب أهلية جديدة؟
يخشى الكثيرون أن ما يجري شبيه بما حدث في ديسمبر/ كانون الأول 2013، إذ أن الحرب الأهلية اندلعت وقتها، بسبب اشتباكات بين جنود من الفصيلين في جوبا، تطورت إلى نزاع مسلح عبر كامل البلاد، أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى.
واندلعت الحرب بين أكبر فصيلين عرقيين في جنوب السودان، هما قبائل الدينكا التي ينتمي إليها سالفا كير، وقبائل النوير التي ينتمي إليها ماشار.
ما الذي يمكن أن تفعله المجموعة الدولية؟
أدت المجموعة الدولية دورا كبيرا في إنشاء دولة جنوب السودان، وسعت إلى التأثير في مسيرتها منذ الاستقلال عام 2011.
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى وقف فوري للقتال، ودعمتهما في ذلك مجموعة دول شرقي أفريقيا، التي توسطت في التوقيع على اتفاق السلام.