تشهد رأس الخيمة، رابع أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، نموًا سريعًا لتصبح مركزًا عالميًا لصناعة المركبات المدرعة؛ حيث تنتج أكثر من 4،000 مركبة مدرعة سنويًا، وذلك وفقًا لبعض الأرقام.
هذه الإمارة الشمالية الهادئة هي موطن لــ 10 شركات كبرى مُصنّعة للمركبات المدرعة التي تنتج المركبات التكتيكية وغير التكتيكية للسوق الإقليمي المتنامي.
ووفقًا للتقرير الصادر عن موقع Markets and Markets لعام 2014 بشأن السوق العالمي للمركبات المدرعة، فإن منطقة الشرق الأوسط وآسيا هما من يقودا النمو في جميع أنحاء العالم.
وذكر التقرير أن تطوير المنشآت المحلية في الإمارات والأردن والجزائر يوفر مزيد من التوسع في السوق العالمية في مناطق جديدة وغير مُستغلة مثل اليمن والصومال وليبيا.
وقال “أحمد نعمان” مدير التسويق في المنطقة الحرة برأس الخيمة، أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في نمو مركز التصنيع الجديد في الإمارات، منها عدم الاستقرار السياسي في الآونة الأخيرة الناتج عن ثورات الربيع العربي في المنطقة، والذي يستضيف أربعة من أكبر الشركات المُصنعة في الإمارة.
وقال نعمان، أن: “عدم الاستقرار السياسي الحالي في المنطقة وفي دول الجوار والحدود المرتبطة بها أدى بهذه الحكومات الأجنبية لتعزيز قدراتها الأمنية الداخلية في الدفاع المدني، والأمن القومي ومراقبة الحدود.”
وأضاف: “تقع منطقة التجارة الحرة في بيئة آمنة ومستقرة سياسيًا في الإمارات، وتقدم موقعًا ممتازًا يمكن من خلاله الوصول إلى أسواق المركبات المدرعة من الناحية اللوجستية. يستغرق الوصول لهذه المنطقة أقل من ساعة بالسيارة من مطار دبي الدولي، ويمكن أيضًا الوصول إليها بسهولة من كل مكان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تعتبر موقع متميز لمصانع إنتاج المركبات المدرعة.”
تقع الإمارة في الطرف الشمالي من دولة الإمارات العربية المتحدة وتطل على مضيق هرمز الاستراتيجي والخليج العربي. وتعاني حكومة الإمارة من نقص في احتياطي النفط، وأصبح لها تاريخ في الإنتاج الصناعي منذ عام 1910.
وشكر نعمان أن: “إمارة رأس الخيمة اليوم لديها أعلى مستوى من التصنيع في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ساهم العمل الصناعي في الإمارة بنسبة 26٪ من الناتج الإجمالي المحلي في العام الماضي.”
كما توفر الحكومة المحلية خدمات سريعة وفعّالة من حيث التكلفة للشركات الدولية لتأسيس مشروعاتها في الإمارة.
وأضاف نعمان: “إن تكلفة استئجار المنشآت والأراضي لأغراض التنمية، وشراء التراخيص وتوفير السكن للموظفين، إلى جانب التكاليف الأخرى، يمكن أن يكون أقل بنسبة 25 إلى 50 % في إمارة رأس الخيمة عنه في الإمارات الأخرى، مما يسمح لشركات المركبات المدرعة من زيادة أرباحها.”
في عام 2006، أنشأت شركة Streit Group منشآتها التي تبلغ مساحتها 1.4 مليون قدم مربع في رأس الخيمة. وفي شهر يونيو، وقعت الشركة اتفاقية مع المنطقة الحرة برأس الخيمة من أجل مضاعفة حجم منشآتها لثلاثة مرات لتصل إلى 4.5 مليون قدم مربع.
وكتبت الشركة في رسالة بالبريد الالكتروني لصحيفة Defense News: “تأسست شركة Streit Group للمركبات المدرعة في رأس الخيمة في أوائل عام 2006، الأمر الذي سمح لنا بجولة في سوق الشرق الأوسط، مما يتيح لنا دعم المناطق المضطربة في المنطقة من الناحية اللوجستية.”
وذكرت الشركة في البريد الإلكتروني: “اعتبارًا من عام 2012، أصبحنا أكبر شركة مملوكة ملكية خاصة ومُصنّعة للمركبات المدرعة من حيث الحجم والإنتاج، وقد وصلت طاقتنا الإنتاجية إلى 380 مركبة في الشهر. ومثل هذا التوسع والنفوذ لم يكن ممكنًا في المناطق الأخرى الحرة المتشبعة حول دولة الإمارات العربية المتحدة.”
وبموجب عقد الإيجار المُمدد مع شركة Streit، فإنه يُسمح للشركة زيادة الإنتاج من 1،450 إلى 1،500 وحدة سنويًا، وسوف يشمل التوسع مصنع للزجاج، ومرافق جاهزة، ومحطات وقود، ومهبط للطائرات ومرافق دعم التصنيع.
وقال نعمان أن تنمية رأس الخيمة كوجهة تصنيع عالمية نشأت من رؤية القيادة، من الشيخ سعود بن صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة، الذي أدرك أنها مثل دبي، فإن إمارة رأس الخيمة لديها احتياطي نفط وغاز ضئيل، وبالتالي كان عليها التركيز على الموارد الأخرى.
وأوضح نعمان: “في رأس الخيمة، تشمل هذه الموارد الحجر الجيري والصخور والطين، مما سمح بتطوير الإسمنت والسيراميك والصناعات اليدوية وصناعات البناء. اهتمت قيادة هذه الإمارة بالموارد المتاحة لهم، وقررت تطوير الصناعات التحويلية الثقيلة.”
وأضاف أن: “القضايا المستمرة وحالة الشك في كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد زاد من جاذبية الإمارات ورأس الخيمة. عندما يبحث المستثمرون الأذكياء عن مكان لإنشاء مركز وقاعدة لهم، فإنهم في معظم الأوقات يكتشفوا أن الإمارات هي الوجهة الوحيدة ذات المصداقية للاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تدعمه المناطق الحرة في رأس الخيمة”.
وقال الشيخ سعود في حديثه أثناء افتتاح شركة Streit: “أن يكون لديك أكبر منشأة مملوكة ملكية خاصة للمركبات المدرعة في العالم فإن هذا إنجاز لدولة الإمارات ورأس الخيمة.”
بالإضافة إلى شركة Streit Group، فإن المجموعة الدولية المدرعة (IAG) في فلوريدا، تقوم بإنشاء منشأة بطاقة إنتاجية بين 80 و100 مركبة في الشهر. تنتج المجموعة الدولية المدرعة المركبات المدرعة وتزود بها الحكومات والقوات المسلحة وخبراء الأمن والمقاولين والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية.
شركة TAG Middle East FZE، هي المورد لمُجمّع متخصص في المركبات المدرعة، وشركة Ultimate Armour Works ومقرها الإمارات العربية المتحدة، ذكرا أنهما اختارا إمارة رأس الخيمة بسبب فعّالية التكلفة والقيمة السوقية.
وقال نعمان أنه من أجل حماية عملاء صناعة المركبات المدرعة، لا يمكن أن تنشر منطقة التجارة الحرة الإجراءات والمميزات التي تتمتع بها ولكنها ذكرت أنه يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة والتكتيكات لضمان حماية هذه المواقع.
تخطط الإمارة لتوسيع منشآت إنتاج المركبات المدرعة الخاصة بها.
كما ذكر نعمان: “سوف نستمر في توسيع مجموعة من المركبات المدرعة في [منطقة التجارة الحرة]، والخطوة التالية هي دعم المجموعة عن طريق جلب الشركات المتخصصة مثل شركات إنتاج قطع الغيار، بما في ذلك الشركات التي تصنع مانع الصدمات، والزجاج المدرع، وغيرهم. وسوف نطرح باقي السلسلة لدعم مصنع تجميع المركبات المدرعة.”
----------------------