سيتدعم الجيش الجزائري تماشيا مع عصرنة آلياته العسكرية، وفي إطار إمداد الوحدات القتالية بالتكنولوجيا الحربية الفائقة الجودة، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والإجرام العابر للحدود، بمروحيات قتالية "جد متطورة" من إنتاج وطني.
ويأتي ذلك تنفيذا لتوصيات الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أعلن منذ شهر من تيزي وزو، دخول الجزائر في تصنيع مروحيات قتالية للاستخدام الداخلي وللتصدير، بالشراكة مع مصنع سلاح أجنبي.
وعلى عكس ما توقعه خبراء في الشؤون العسكرية والتسليح في استحواذ المصنع الأوروبي العملاق للمروحيات "إيرباص هيلكوبتر" على صفقة لإنجاز مصنع للمقاتلات الحربية بأرض الوطن، لارتباطه بعقود شراكة وتعاون مع وزارة الدفاع الوطني، إلا أن موقع "مينا ديفانس" المهتم بشؤون الدفاع والسلاح في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فند ذلك ناقلا عن مسؤولين فاعلين من معرض "أوروسات روي" للسلاح المقام بفرنسا، احتمالية كبيرة في ظفر المصنّع الجنوب إفريقي العملاق لصناعة المروحيات القتالية "دينيل رويفالك" بالصفقة، وهذا بالإضافة للاتفاق على توفير صيانة متقدمة ومتابعة لما بين 24 إلى 48 مروحية مقاتلة جديدة من نوع "أن.أ.أش"، من تصميم الجنوب إفريقي للسلاح "دينيل رويفالك".
وفي حين لا تتوفر الجزائر على صناعة حربية خاصة بها، إذ تستورد جل معداتها العسكرية من روسيا، ومع غياب أي نوع من الصادرات الحربية الجزائرية نحو الخارج، فإن المروحيات القتالية المنتظرة، ستكون أول منتج حربي جزائري موجه للتصدير.
ويشير المصدر إلى أن مصنع المروحيات القتالية المنتظر تجسيده من قبل عملاق السلاح الجنوب إفريقي "دينيل روافالك" في الجزائر، كان مقترحا ما بين سنتي 2009 و2012 مع المصنع الجنوب إفريقي للسلاح "أي.تي.أو" قبل توقف نشاطه، ولكن باستعادة نشاطه مجددا بالتعاون مع شركة "باراماونت"، توجه المصنّع لتجسيد المصنع بليبيا. لكن يبدو أنه ومنذ ذلك الحين قامت الهيئة المسؤولة عن توريد الأسلحة الجنوب إفريقية بربط الاتصال مع شركة "دينيل" للسماح لمروحية "أن.أي.أش" القتالية بالخروج إلى السوق.
وتعتبر مروحية "أن.أي.اش" أو "المروحية الهجومية الحديثة" تطورا طبيعيا لمروحية "رويفالك" وليست عملية تحديث فقط للمروحية الهجومية الجنوب إفريقية. وإنما التصميم الحالي قد استفاد في الحقيقة من عودة خبرة شركة "أي.تي.أو" في ما يخص قمرات القيادة، الأفيونيك، نظام الأسلحة والهندسة التي طبقت على مروحيات "مي 24.أم.كا إي " الجزائرية، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من طراز "موكوبا". في المقابل، حافظ التصميم على محركات وأجزاء المؤخرة والذيل الموجودة على مروحية "رويفالك". ولفت موقع "مينا ديفانس" المتخصص، إلى أن "مروحية "أن.أي.أش" المطورة عن نموذج "رويفالك" القتالية، تم اقتراحها على الجزائر أيام قائد الأركان السابق محمد العماري، الذي كان المخطط الرئيسي للتقارب العسكري بين الجزائر وبريتوريا، ولكن المروحية اعتبرت باهظة الثمن حينها". وقد شجع نقل الإنتاج وتوطينه بالجزائر على المضي قدما في المشروع حاليا".