ذكرت صحيفة هآرتس أن تقريرا أصدرته مفوضية شكاوى الجنود في وزارة الدفاع الإسرائيلية الاثنين الماضي انتقد الثغرات الحاصلة في الجيش الإسرائيلي، ومن بينها الوحدات الخاصة بالعمل في حالات الطوارئ. من جهتها أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن التقرير تحدث عن آلاف الشكايات لجنود.
وحذر التقرير الذي أصدره الجنرال يتسحاق بريك -حسب هآرتس- من أن الوضع الذي توجد فيه بعض الوحدات العسكرية الإسرائيلية ليس بعيدا عما كانت عليه الحال عشية اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 من ناحية عدم جاهزية سلاح المدرعات، كما أن عددا من الوحدات العسكرية تعاني من نقص في القوى البشرية اللازمة.
وأكدا أنه أرسل قبل نصف عام رسائل بهذا الشأن إلى قياديين في الجيش من بينهم قائد هيئة الأركان غابي آيزنكوت ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون، لكنه قبل شهر فقط وجد أن الوضع في الجيش يزداد خطورة.
وذكر معد التقرير خلال مؤتمر صحفي أنه أجرى لقاءات مغلقة مع العديد من الضباط الذين عبروا عن خيبة أملهم من عدم قيام قيادة الجيش بما يلزم لمنع تمدد هذه الثغرات.
وحذر من أنه إذا تواصل الإهمال فإن الوضع سيأخذ بالتدهور خلال عام أو عامين، بحيث يتم الإضرار بصورة كبيرة بمدى جاهزية الجيش، لاسيما سلاح المشاة، استعدادا لأي حرب قادمة.
وأشار إلى أنه بعد مرور عدة أعوام على هذه الحالة غير المرضية في صفوف أجهزة الجيش وعدم جاهزيته، فقد يصل إلى مرحلة اللاعودة، في ضوء حالة انعدام الثقة التي يبديها العديد من الضباط بين نظرائهم في المؤسسة العسكرية، ويعتقدون أن المستوى العسكري الأعلى في الجيش منفصل عن الواقع الذي يعيشونه.
من جهتها أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن التقرير العسكري تحدث عن وصول 6371 شكوى من الجنود الإسرائيليين لرئيس مفوضية شكاوى الجنود ضد الحالة التي تعيشها وحداتهم العسكرية، وهو الرقم الأعلى منذ خمس سنوات.
كما يظهر التقرير حالة مقلقة بشأن وضع الدبابات وناقلات الجند التي تستخدم في المعارك القتالية، في ضوء التقليصات المالية، سواء في الجيش النظامي أو في صفوف الاحتياط، بجانب حديث التقرير عن ظاهرة خطيرة تناولت زيادة استخدام الجنود والضباط الهواتف المحمولة خلال مهماتهم العسكرية.
فقد عثر التقرير على أن ما نسبته 70% من المحادثات البينية تجري بين الضباط وجنودهم عبر الهواتف الذكية، كما يستخدمونها مع عائلاتهم، وبدلا من إجراء المحادثات العسكرية وجها لوجه، يلجأ الضباط والجنود للحديث مع بعضهم عبر تقنية واتساب، وهو ما يحمل مخاطر جدية على اكتشاف العدو لهم خلال ساحات القتال.