موضوع: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الأحد مايو 29 2016, 18:30
الخاطفون استسلموا لكن... هل نجحت المهمة؟
في 19 شباط 1978، أغارت قوات مصرية بقيادة العقيد أركان حرب مصطفى الشناوي (قائد قوة المهمات الخاصة)، على مطار لارنكا الدولي في قبرص. هذه الإغارة كانت محاولة لتحرير رهائن قامت باختطافهم مجموعة صبري البنا المعروف باسم «أبو نضال» (شخصية سياسية فلسطينية، أسس ما عرف باسم فتح - المجلس الثوري أو منظمة أبو نضال)،
أما النهاية فلم تكن سعيدة...
الاحتجاز
كان الخاطفون قد اغتالوا الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة في عهد الرئيس أنور السادات في 18 شباط 1978، وتابعوا عمليتهم باحتجاز عدد من المصريين والعرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرًا في نيقوسيا، بحيث هدّدوا الحكومة القبرصية بقتلهم إن لم تضع في تصرّفهم طائرة لنقلهم إلى خارج قبرص.
وعندما حاول الخاطفون الهبوط بالطائرة DC-8 وعلى متنها 16 شخصًا، في عدّة مطارات من سوريا إلى ليبيا واليمن وجوبِهوا بالرفض، هبطوا اضطراريًا في جيبوتي ثم قرّروا العودة إلى مطار لارنكا.
تدخّل القوات المصرية
حزن الرئيس السادات لاغتيال الوزير السباعي وهو صديق مقرّب منه، وطلب من الرئيس القبرصي سبيروس كبريانو إنقاذ الرهائن وتسليم الخاطفين للقاهرة. فذهب الرئيس القبرصي بنفسه إلى المطار وحاول التفاوض مع الخاطفين، ولكن جهوده باءت بالفشل.
بعد تأخّر عملية تحرير الرهائن، أرسل الرئيس السادات نخبة من القوات الخاصة المصرية المتخصصة في مكافحة الإرهاب (الوحدة 777 قتال) إلى قبرص. الوحدة حملت معها رسالة للرئيس القبرصي مفادها: «الرجال في طريقهم لإنقاذ الرهائن»، وذلك من دون أي توضيح. ومنذ لحظة وصول الوحدة 777 إلى مطار لارنكا، بدأت الهجوم من دون أي تصريح من الدولة القبرصية، وهذا ما يُعد في القانون الدولي عملية غزو عسكري لدولة مستقلة ذات سيادة على أراضيها.
سير العملية
خرج من الطائرة C-130 التي كانت تُقل الوحدة 777، جيب عسكري بداخله ثلاثة رجال، هؤلاء كانوا مقدّمة طابور ضمّ 58 رجلًا من الوحدة، تقدّموا باتجاه الطائرة المخطوفة التي أحاطت بها قوات الأمن القبرصية. أطلق رجال الأمن القبارصة إنذارًا شفهيًا بوجوب التوقف وعودة المصريين إلى طائرتهم لعدم حصولهم على إذن بتحرير المخطوفين، ومع عدم تجاوبهم، تبادل الطرفان إطلاق النار وتمّ تدمير الجيب بقذيفة «آ ربي جي» قبرصية، ما أدّى إلى مقتل طاقمه.
كانت القوات الخاصة المصرية تفتقر لأي تغطية، فتفرّق عناصرها في أنحاء المدرّج، واحتمى بعض أفرادها بطائرات فرنسية قريبة، وتابع الطرفان تبادل إطلاق النار لأكثر من ساعة بالأسلحة والرشاشات الثقيلة. وقصف القبارصة الطائرة المصرية بقذيفة مضادة للدبابات من عيار 106 ملم، ما أدّى إلى مقتل طاقمها.
الرئيس القبرصي كان في برج المراقبة يراقب ما يحدث من دون تحريك ساكن، حتى أجبر على إخلاء البرج الذي استهدفه المصريون بالأسلحة الثقيلة.
نهاية مأسوية
في خضمّ الهجوم، استسلم خاطفو الطائرة. لكن المعلومات حول مصيرهم تضاربت، فبعضها يخبر أنّهم سلّموا لاحقًا للقاهرة حيث حكم عليهم بالإعدام ثم خفف الحكم. وبعضها الآخر قال إنّ القضاء القبرصي حكم على الخاطفين بالإعدام، وبعد عدّة أشهر أصدر الرئيس القبرصي قرارًا بتخفيف الحكم ليصبح السجن مدى الحياة. وبعدها تمّ إطلاق سراحهم وتهريبهم إلى خارج قبرص بصورة سرية وبجوازات سفر مزوّرة. أسفرت العملية عن مقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين وجرح ما يزيد على ثمانين من الطرفين. وتمّ القبض على باقي عناصر القوة 777 الذين يُقال أنهم رفضوا تسليم أنفسهم حتى تمّ التفاوض مع القاهرة لإصدار أمر بالانسحاب بعد مهمّة دبلوماسية. وقد انتهت المفاوضات مع الحكومة القبرصية بالإفراج عن القوة المصرية وعودتها لأرض الوطن بكامل سلاحها. وتمّ تكريم أفرادها في مجلس الشعب وتصوير الأمر على أنه نصر، لكنه من الناحية العسكرية اعتبر هزيمة.
أدّت هذه العملية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين قبرص والقاهرة لعدّة سنوات.
وانتهت الأزمة بين البلدين بعد اغتيال الرئيس أنور السادات العام 1981، حيث طلب الرئيس القبرصي إعادة العلاقات مع تقديم اعتذار رسمي، مشدّدًا على أنه لم يكن ممكنًا إعطاء الإذن للمصريين للهجوم على الطائرة.
عدل سابقا من قبل mi-17 في الثلاثاء مايو 31 2016, 14:06 عدل 1 مرات
emas alsamarai
رقيب
الموقع : EU
موضوع: رد: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الإثنين مايو 30 2016, 15:28
الخرق المصري واضح جدا ومرفوض بموجب أحكام وضوابط القانون الدولي.
فأي دولة ذات سيادة على أراضيها تكون هي المسؤول الأول والأخير عند التعامل مع كافة الحالات الطارئة على أراضيها وحتى إن كان الأمر يخص أرواح مواطنين من دولا أخرى.
وربما كان التصرف المصري عبارة عن تصرف فردي بأمر من الرئيس السادات ومن دون إستشارة أي مستشار قانوني أو أمني قبل القيام بذلك العمل المتهور.
وربما تكريم الرئيس السادات لعناصر تلك المجموعة هو لغرض التستر والتمويه على الفشل الذي تسبب به وما أدى الى كارثة لم تقبل به أيا من دول العالم بالتجاوز والخرق لسيادة دولة تستطيع التعامل على اراضيها بكل حزم وثبات.
وتعامل القبارصة ضد القوة المصرية يوضح الرد الفوري والاستعداد الكامل للمعاملة عند التجاوز على سيادة دولتهم.
منجاوي
مشرف
موضوع: رد: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الإثنين مايو 30 2016, 21:38
اسود يقودهم حمير. خطر ببالي هذا الوصف المقتبس عن الحرب العالمية الاولى
emas alsamarai
رقيب
الموقع : EU
موضوع: رد: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الثلاثاء مايو 31 2016, 07:29
عملية إغتيال الرئيس السادات عام ١٩٨٢ أثبتت لمصر بشكل خاص وللعالم أجمع الفشل المصري الأمني الذريع والى درجة وصفه من قبل المحللين العسكريين والأمنيين والأعلاميين بأنه كان مهزلة المهازل !!!
حيث أنه من المعلوم والمتعارف عليه منذ القدم بأن الإنقلابات والإغتيالات تحدث أغلبها عند الإستعراضات العسكرية.
والرئيس السادات بنفسه وكافة المسؤولين الأمنيين يعلمون علم اليقين بأنه يوجد مخاطر وتهديدات حقيقية من قبل جهات داخلية وخارجية بسبب سياسة السادات مع إسرائيل !!!
ومن العجيب أن تعيب القيادة المصرية على الدولة القبرصية تعاملها مع العناصر الخاطفة للطائرة وتتدخل عسكريا بقوات النخبة /777 التي كثر ومازال الحديث عنها ...
بينما بعد ٤ سنوات من تلك الحادثة يقتل الرئيس السادات حتف أنفه وأمام شبكات التلفزة وبالبث المباشر ولم يفعل شيئا لحماية نفسه داخليا وهو من كان يحاول حماية أفراد شعبه خارجيا !!!
فكيف مثلا :
١- عدم تفتيش العناصر المشتركة بالإستعراض من خلوها من العتاد بشكل كامل وأكيد.
٢- أين ذهبت تقارير الأمن العسكري عن التوجهات والميول الدينية والسياسية لكل عسكري؟
وخاصة عن الذين سيشتركون بالإستعراض؟
٣- أين خط الصد من الحرس الرئاسي ؟
٤- أين تدابير الإجراءات الأمنية التي أعدت بالتأكيد لمعالجة أي عملية إنقلاب أو أغتيال عند الإستعراض؟
٥- أين مرافقي السادات ومرافقي كبار القادة والمسؤولين الأمنيين للتعامل مع المهاجمين والذين كانوا فقط ٤ أشخاص ؟
٥- كيف ققي الرئيس السادات مدفونا تحت الكراسي بعد العملية وهو يحاول جاهدا كما في الفيلم الحي المسجل بأن يرفع الكراسي عنه بنفسه ولامن أي مرافقه الذين هربوا بجلودهم لتقديم المساعدة لرئيس البلاد؟
............
الى متى سيبقى الحال هكذا بالمفاخرة والتهويل والمكابرة ؟؟؟
salah_5999
عريف أول
موضوع: رد: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الثلاثاء مايو 31 2016, 21:18
القارئ للموضوع يشعر انها نكته /طرفة بل لربما استمتع الخاطفين بالمشهد الهزلي امامهم
f22 raptor
القيادة العامة
موضوع: رد: عملية القوة 777 في مطار لارنكا في قبرص 1978 الثلاثاء مايو 31 2016, 21:24
نقطة سوداء في تاريخ العمليات الخاصة القرار الذي اتخذ بتنفيذها ينم عن غرور لا مثيل له و استخفاف كبير بالآخر و كانت عاقبته هزيمة نكراء و فضيحة مدوية.