عمليه Spring of Youth كما تعرف اسرائيليا هي جزء من عمليات Wrath of God او غضب لله الاسرائيليه والتي استهدفت منظمه التحرير الفلسطينيه عموما واعضاء منظمة ايلول الاسود خصوصا
جرت العمليات مساء يوم 9 ابريل وصباح يوم 10 ابريل 1973 , حيث هاجمت وحدات اسرائيليه اهدافا فلسطينيه في بيروت و صيدا في لبنان
هذه العمليات تمثل عمليه ثأريه ضد منظمه ايلول الاسود المسؤوله عن مذبحه الرهائن الرياضيين الاسرائيليين في اولومبياد ميونخ عام 1972
العمليه الاولى " عمليه فردان "
وصلت القوات الاسرائيليه المهاجمه الى السواحل اللبنانيه على متن زوارق سريعه انطلقت من سفن صواريخ اسرائيليه , القوات الاسرائيليه التي وصلت للساحل وجدت عملاء من الموساد الاسرائيلي بانتظارهم هناك لاغراض الدلاله والتوصيل , حيث جلب عملاء الموساد معهم سيارات مستأجره اقلوا بها القوه الاسرائيليه المهاجمه الى اهدافها ومن ثم اعادتهم للشاطئ من اجل الانسحاب بعد اتمام العمليه
اثناء العمليه فردان تم اغتيال ثلاثه من القاده رفيعي المناصب في منظمة التحرير الفلسطينيه داخل منازلهم , كما تم قتل العديد من اعظاء منظمة التحرير الفلسطينيه الاخرين ورجال امن لبنانيين ومدنيين
خسرت القوه الاسرائيليه المهاجمه 2 من مقاتليها قتلا اثناء العمليه
الخلفيه :
في فبراير 1973 , حصل ايهود باراك والذي كان انذاك قائد وحده النخبه الاسرائيليه سيريت ميتكال
على صور ومعلومات مؤكده ودقيقه بخصوص ثلاثه من قاده منظمة التحرير الفلسطينيه وهم :
- محمد يوسف النجار: وهو قائد عمليات في منظمة ايلول الاسود المسؤوله عن مذبحه الرياضيين الاسرائيليين في ميونخ
ويعتبر من احد نواب ياسر عرفات ومن قاده الخط الثالث في منظمة التحرير الفلسطينيه
- كمال عدوان : وهو قائد عمليات في منظمة التحرير الفلسطينيه ومسؤول عن عدد من العمليات الفدائيه ضد اهداف اسرائيليه
- كمال ناصر : وهو متحدث رسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينيه وعضو في اللجنه التنفيذيه الخاصه بها
عاش هؤلاء الرجال في شقق داخل اثنين من المباني ذات ال 7 طوابق في ضاحيه فردان في بيروت الغربيه , هذه المباني كانت تمثل سكنا لعوائل عربيه وايطاليه وبريطانيه
عاش محمد يوسف النجار في شقه داخل واحده من هذه البنايات فيما عاش ناصر وعدوان في مبنى مقابل عبر الشارع
فور حصول ايهود باراك على المعلومات فقد رسم الخطط ليقوم هو ووحدته سيريت ميتكال باغتيال هؤلاء القاده
الخطه النهائيه استقرت ان تهبط القوه الاسرائيليه على الشواطئ اللبنانيه عن طريق سفن البحريه الاسرائيليه , ثم تنتشر القوه الاسرائيليه تحت غطاء سياح قادمون للبنان كما سيتنكر بعض اعضاء القوه الاسرائيليه بزي نساء
حيث تنكر قائد القوه ايهود باراك في زي امرأه بشعر بني !!!
قبل القيام بالعمليه قامت القوه الاسرائيليه بالتدرب على العمليه في مجمع شقق شمال تل ابيب كما تدرب اعضاء القوه على التنكر بزي السياح والنساء والمشي بازواج مثل العشاق !!
العمليه :
مساء يوم 9 ابريل 1973 غادرت سفن صواريخ اسرائيليه القاعده البحريه في حيفا , وقد حملت هذه السفن افراد القوه الخاصه الاسرائيليه مع زوارق Zodiac
وعندما وصت السفن الاسرائيليه الى قرب سواحل بيروت تم انزال زوارق Zodiac الى الماء , ثم نزلت القوه الاسرائيليه على متن هذه الزوارق واتجهت الى سواحل بيروت
عند وصولهم الى بعد مئات الياردات من الساحل اطفأ رجال القوه الاسرائيليه محركات زوارقهم حتى لاينكشف امرهم بسبب الضجه
وصل رجال القوه الاسرائيليه الى الساحل الللبناني ونزلوا عليه وكان بانتظارهم عدد من عملاء الموساد ومعهم 3 سيارات مستأجره
ركبت القوه الاسرائيليه السيارات الثلاث فيما تولى عملاء الموساد قياده السيارات وقاموا بايصال القوه الاسرائيليه الى اهدفها في بيروت الغربيه
كانت الخطه تنص ان يقوم 3 فرق كوماندوس اسرائيليه بالدخول الى المباني حيث يتواجد القاده الفلسطينيين الثلاث ثم يقومون بتفخيخ ابواب شقق الضحايا
فيما تظل فرقه رابعه بقياده ايهود باراك خارج المباني وتتولى تقديم الدعم عند الضروره والتصدي لاي محاوله من قبل مسلحي منظمه التحرير الفلسطينيه او القوى الامنيه اللبنانيه من اجل افشال العمليه
انفجرت القنابل ودمرت ابواب شقق الضحايا , ثم دخلت القوه المهاجمه واغتالت القاده الثلاثه واستولت على كميه من الوثائق الهامه
وحسب شهادات العيان بعد العمليه فقد قيل ان كمال ناصر وهو مسيحي اغتيل امام افراد عائلته , وتم رسم علامه الصليب على جسده بوابل من الرصاصات الاسرائيليه
كما قتلت زوجه محمد يوسف النجار وامراه ايطاليه
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً لها من بيروت ضمنته مقابلة مع المواطن اللبناني منعم عبد المنى و كان عمره وقت تحرير التقرير ستين عاماً، و الذي كان يقيم في المبنى الذي حدث فيه الاغتيال في شارع فردان في بيروت
تذكر عبد المنى ما حدث في ليلة التاسع من ابريل 1973، و في تلك الليلة كان منعم و زوجته و ولداه الصغيران نائمون في غرفة صغيرة في طابق أرضي في البناية التي استهدفها باراك و من معه، و استيقظ منعم و ذهب إلى النافذة ليرى امرأة شقراء تضع رشاشاً على خاصرتها و تطلق النار على الغرفة . عاد منعم إلى ابنه الصغير و خبأه تحت السرير و رمت زوجته نفسها على ابنهما الثاني، و فيما بعد وجدا أكثر من 40 من فوارغ الرصاص في الموقع .
فريق الدعم بقياده ايهود بارك انخرط في قتال عنيف مع قوه من رجال الامن اللبنانيين ومسلحين فلسطينيين , لكن القوه الاسرائيليه قتلت اثنان من رجال الامن الللبنانيين والفلسطيننين وتراجعت القوه الداعمه
استقل رجال القوه الاسرائيليه السيارات الثلاث وعادوا الى الساحل اللبناني بقياده عملاء الموساد واستقلوا زوارق Zodiac عائدين الى سفن الصواريخ الاسرائيليه القريبه من الساحل اللبناني
شهاده ابو اياد
في كتابه <فلسطيني بلا هوية>، يتحدث الزعيم الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد) عما حدث في (ربيع فردان)، وربط ذلك بالأجواء التي أعقبت عملية ميونخ، حيث تواصلت حرب الأشباح بين المخابرات الاسرائيليه والفلسطينيين، وبدأت كما هو معلوم بالاغتيالات، وإرسال الطرود الملغومة التي طالت مسؤولين فلسطينيين في مختلف العواصم العربية والعالمية، وبالرد الفلسطيني بتنفيذ عمليات ناجحة طالت رجال لـالموساد في عواصم مختلفة أيضاً، ومن بين ما قام به الفلسطينيون محاولتان استهدفتا مقر سفير إسرائيل في نيقوسيا، والأخرى ضد طائرة تابعة لشركة العال الاسرئيليه كانت جاثمة في مطار قبرص. كان ذلك في التاسع من نيسان/ ابريل، وفي اليوم التالي كانت وحدات الكوماندوس الاسرائيلي تنزل إلى بيروت وتغتال القادة الثلاثة.
وفي التاسع من نيسان/ ابريل، كان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يعقد جلسة له في بيروت، طالت حتى ساعة متأخرة من الليل، وقضى أبو إياد ليلته في شقة كمال ناصر. وفي اليوم التالي عرض أبو إياد على كمال ناصر أن يقضي السهرة في شقته، ولكن كمال ناصر أجابه مازحاًأفضّل أن أموت على أن أستقبلك عندي)، وأوضح أنه يريد أن ينظّم مرثاة في الشاعر عيسى نخلة المتوفى حديثاً، وأن وجود أبي إياد سيلهيه عن تلك المهمة.
وذهب أبو إياد إلى المبنى الذي كان يقطنه القادة الثلاثة بعد ورود الأنباء عن اغتيالهم، وفي شقة كمال ناصر، وجده ممدّداً على شكل صليب على الأرض بعد إصابته في وجهه بخمس عشرة رصاصة على الأقل، ويعتقد أن المهاجمين لم يغفلوا عن حقيقة أن ناصر مسيحي الديانة، فمدّدوه على شكل صليب وأطلقوا النار على وجهه. ولاحظ أبو إياد أن شباك النافذة كان مفتوحاً والستائر منتزعة، الأمر الذي ربما يشير إلى أن ناصر كان قد حاول الفرار، ولم يتمكن من ذلك، فردّ على المهاجمين بمسدس صغير وجد بجانب جثته. وبالنسبة لأبي يوسف النجار اتضح أن الاسرائيليين نسفوا مدخل شقته بقنبلة بلاستيكية، بينما كان هو نائماً مبكراً كما يحب، والأولاد يذاكرون دروسهم في غرفهم، وعندما تم نسف المدخل اندفع باتجاهه ابن الشهيد يوسف، وكان عمره 16 عاماً، ولكن رجال الكوماندوس المهاجمين صرخوا به سائلين عن والده، فرجع يوسف إلى غرفته، ونزل من شباكها إلى الطابق الخامس، وخلال ذلك أغلق أبو يوسف النجار باب الغرفة التي يوجد فيها وطلب من زوجته أن تناوله مسدسه، ولكن الصهاينة اقتحموا الغرفة وأصابوه، وتم قتل الزوجين معاً.
وفي الطابق الثاني، كانت مجموعة أخرى تقتحم شقة كمال عدوان الذي كان ما زال يعمل، وعندما سمع بالجلبة أمام الباب أمسك برشاشه، وقبل أن تتاح له فرصة استخدامه كانت مجموعة أخرى من الكوماندوس الاسرائيلي تدخل من نافذة المطبخ وتصيبه في ظهره.
واتهم أبو إياد شركاء محليين لاسرائيل بالتواطؤ وتسهيل عملية الاغتيال، وأكد أن الجيش اللبناني والدرك والأمن العام لم يحاولوا التدخل، وقبيل الهجوم على المبنى في فردان ببضع دقائق حدث انقطاع في التيار الكهربائي، وكان المهاجمون يتنقلون في بيروت بحرية ويسر مذهلين…
العمليات الاخرى :
في نفس الوقت كانت هنالك قوه كوماندوس اسرائيليه مكونه من 14 فرد من وحده سريت تزانهانيم Tzanhanim تهاجم بنايه متعدده الطوابق تحوي مسلحين من الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين
هذه القوه الاسرائيليه كانت بقياده امنون شاحاك
القوه الاسرائيليه المهاجمه واجهت مقاومه من قرابه 100 مسلح فلسطيني الا انها اشتبكت معهم وتمكنت من قتل العديد منهم وخسرت القوه الاسرائيليه قتيلان
كما شنت اسرائيل في نفس الوقت عمليتان ثانويتان ضد مقر لقياده فتح جنوب بيروت خاص باداره العمليات الفدائيه في غزه
كما قامت وحده الكوماندوس البحري الاسرائيليه Shayetet 13 بالهجوم على معمل تابع لحركه فتح شمال بيروت وهذا المعمل مخصص لصناعه القنابل والمتفجرات
كما هاجمت فرقه اخرى من المظليين الاسرائيليين كراج تابع لحركه فتح جنوب مدينه صيدا اللبنانيه
ردود الافعال :
كان لعملية فردان ارتدادتها على الساحة السياسية اللبنانية، فقد سارعت منظمة التحرير الفلسطينية الى تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية متهمة اجهزة الامن في لبنان بالتراخي، ما اتاح دخول القوات الصهيونية الى قلب بيروت ونجاحها في الوصول الى منازل القادة الفلسطينيين الثلاثة. والاخطر من ذلك كان توجيه اتهامات علنية ووقحة للمكتب الثاني اللبناني وبعض رموز قيادة الجيش اللبناني، بالتواطؤ مع <الإسرائيليين>.
وشيّعت بيروت القادة الثلاثة في جنازة مهيبة شارك فيها جميع قادة الأحزاب الوطنية وبعض قادة القوى والأحزاب المارونية، وكان ضمنهم الشيخ (بيار الجميل) زعيم حزب الكتائب. وألقى زعماء المسلمين الذين شاركوا في الجنازة خطباً رنانة هاجموا فيها تواطؤ السلطة اللبنانية، وطعنوا في تركيب أجهزتها ومؤسساتها المدنية والأمنية، وطالبوا بإقالة قائد الجيش وقتذاك العماد اسكندر غانم.
وحسب الاوساط السياسية المتابعة فان الجنازة كانت فرصة مهمة، استعرضت فيها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أسلحتها وقدراتها العسكرية والجماهيرية بطريقة أقلقت السلطات اللبنانية، ونبّهت أجهزتها الأمنية من الخطر، وأرعبت بعض القوى المسيحية التي رأت في منظمة التحرير قوة أخلت بالتوازن الداخلي لصالح المسلمين عامة، والسنة على وجه الخصوص. ورغم علمانية الحركة الوطنية اللبنانية، وتبوّء كثير من المسيحيين مراكز قيادية أولى فيها، إلا أن تخوّفات الحركة السياسية المسيحية كان لها ما يبررها في بلدٍ تنخره الطائفية الدينية والسياسية.