مهما بلغ حجم الجيش أو قوته أو سرعته فإن الأمر المؤكد هو أن أي عبوة ناسفة بدائية الصنع ما تزال تشكل تهديدا خطيرا، سواء كانت مدفونة تحت الأرض أو مخبأة داخل سيارة أو مزروعة أسفل إحدى العلامات الإرشادية.
تعتبر العبوات الناسفة البدائية improvised explosive device (IED) السلاح المفضل لدى العناصر المتمردة في جميع أنحاء الكرة الأرضية اليوم، وتشكل تهديدا ليس لقوات الجيش فحسب، بل ولقوات الأمن الداخلي وقوات الدفاع المدني وعمليات الخدمات الطارئة أيضا.
وأفاد بيان صادر عن الوكالة المشتركة المتكاملة لمكافحة التهديدات Joint Integrated Threat Defeat Agency، وهي إحدى الوكالات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، بأن "انتشار المواد المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة البدائية وقلة تكاليفها وقدرتها على تحقيق نتائج استراتيجية تؤكد أن هذا النوع من العبوات الناسفة سيظل يشكل تهديدا، وأنه سيظل سلاحا رئيسيا لتحقيق خسائر بشرية لعقود طويلة قادمة".
حماية الأفراد
يأتي الأفراد على رأس قائمة أولويات أي مؤسسة عسكرية، ويعتبر تدريبهم عنصرا مهما في أي استراتيجية يتم وضعها لمكافحة العبوات الناسفة البدائية. ويستغرق هذا التدريب عاما تقريبا لتعليم الأفراد كيفية تفكيك أو تدمير أي عبوة ناسفة بدائية لم تنفجر، ولكن تلك المهارات سرعان ما تختفي إذا لم يمارسها الأفراد بانتظام. إن أقل هفوة يمكن أن تكون نتائجها مميتة. وتشير سجلات البحرية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة وحدها فقدت 130 خبيرا من خبراء تفكيك العبوات الناسفة منذ 11 سبتمبر 2011.
وإذا كان التدريب هو أول خطوة في تدابير الحماية ضد العبوات الناسفة البدائية، فإن البزات الواقية من القنابل bomb suits يمكن أن تكون آخر خطوة،
وبين الخطوة الأولى والخطوة الأخيرة تأتي المركبة المخصصة للخدمة الشاقة EOD vehicle لتعين الخبراء المتخصصين على تنفيذ هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر. ولكن هذا النوع من المركبات المخصصة للخدمة الشاقة يجب أن يكون على قدر عال من خفة الحركة والقدرة على حماية الأفراد، وأن يكون مزودا بعدة تجهيزات مختلفة ومتنوعة، بدءا من البزات المعدة للتعامل مع القنابل، مرورا بأجهزة الرادار القادرة على رصد ما في باطن الأرض، وانتهاء بإلانسان الآلي الذي يمكن التحكم فيه عن بعد.
تحتاج أي مركبة مخصصة للخدمة الشاقة إلى:
• حيز مكاني لاستخدام الأجهزة والمعدات المتخصصة.
• أجهزة رصد القنابل، سواء كانت مدحلة لإزالة القنبلة mine roller أو جهاز رادار قادر على رصد ما في باطن الأرض مثبت على مقدمة المركبة.
• خفة الحركة فوق الطرق غير المعبدة لتمكينها من عمل المناورات اللازمة للالتفاف حول الموانع والعوائق، واتخاذ طرق غير متوقعة.
• تمكن الخبراء والمتخصصين من ارتداء وخلع بزات مكافحة القنابل.
ومن المعلوم أن الشاحنات الخفيفة تفتقر إلى الحماية المصفحة اللازمة ضد الانفجارات، وأن الدبابات تفتقر إلى القدرة على التخزين أو سهولة استخدامها لتقديم الدعم اللازم للإنسان الآلي وبقية المعدات الأخرى المخصصة لتفكيك أو إزالة القنابل. وتفخر شركة Oshkosh Defense بأن لديها نسخة متخصصة من المركبة الصالحة للسير فوق كافة أنواع الطرق All-Terrain Vehicle (M-ATV) التي تتبع عائلة المركبات المحمية ضد الكمائن والمخصصة لإزالة الألغام MRAP، وهي المركبة المعروفة باسم M-ATV Engineer التي تستوفي كل هذه الشروط وأكثر. وقد بنيت هذه المركبة على قاعدة دواليب ممتدة، وتستخدم نفس الهيكلعلى شكل الحرف “V” والدروع المصفحة القوية المستخدمة في أكثر من 10 آلاف مركبة من هذا النوع، ولكنها تؤمن مركبة قابلة للتشكيل حسب رغبة العميل، بالإضافة إلى مساحة داخلية تعادل 10 أمتار مكعبة تقريبا يمكن استخدامها تبعا للمتطلبات الخاصة التي يحتاجها فريق مكافحة القنابل.
وتؤمن المركبة المعروفة باسم M-ATV Engineer قدرا هائلا من المرونة، حيث تستطيع المركبة، على سبيل المثال، أداء أكثر من مهمة واحدة مثل حمل بزتين لمكافحة القنابل أو حمل إنسان آلي و PackBot أو حمل بزة قنابل واحدة وإنسان آلي واحد.
كما يمكن تعديل مقصورة المركبة لزيادة مساحة التخزين أو زيادة عدد المقاعد لاستيعاب 11 فردا أو الجمع بين مساحتي التخزين والجلوس. أما خارج المركبة فتوجد أماكن متكاملة مخصصة لمداحل الألغام mine rollers أو أي ملحقات إضافية أخرى.
وصرح بيل موني، نائب رئيس مجلس إدارة شركة Oshkosh Defense الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن " المركبة الصالحة للسير فوق كافة أنواع الطرق All-Terrain Vehicle (M-ATV) قد تم بناؤها بحيث تسمح باستيعاب الملحقات الإضافية وأنظمة الاستشعار بكل يسر وسهولة من أجل توفير أعلى مستوى من الحماية ضد أخطر التهديدات التي تتعرض لها ساحات القتال".
وعندما تقوم المركبة المعروفة باسم M-ATV Engineer بدفع مدحلة الألغام فلا داع للقلق من إمكانية تعرض هيكلها للتلف أو تعرض محركها للمعاناة بسبب الوزن الزائد للملحقات الإضافية لأن المركبة مصممة لأداء هذا النوع من المهام. وقد انصرف نفس القدر من الاهتمام بالتفاصيل إلى التصميم الداخلي للمركبة حيث جرى تصميم مفاتيح التحكم في مدحلة الألغام بحيث يمكن لقائد المركبة الوصول إليها بكل سهولة، ومن ثم تقديم يد المساعدة لسائق المركبة في الأوقات والظروف الصعبة.
وقد جرى دمج المركبة المعروفة باسم M-ATV Engineer بشكل محكم، كما روعي في تصميمها أن تتمتع بقدر عال من المرونة. وتراهن المركبة على سمعتها الكبيرة من حيث القدرة على التكيف تماما مثل القوات المسلحة الحديثة التي تستخدمها.