أرجع قائد الفيلق الثاني في قوات الحرس الجمهوري العراقي، في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، الفريق الركن رعد الحمداني، أسباب التخبط العسكري والأمني الذي يعيشه العراق، إلى الأسس التي بنيت عليها المؤسستان العسكرية والأمنية من قبل الإدارة الأميركية، واصفاً إياها بالأسس “الخاطئة”، وهي الأسس التي ما تزال معتمده للآن.
الحمداني، وعلى هامش مشاركته في مؤتمر المبادرة الوطنية “موطني” الذي انطلق في عمّان اليوم الثلاثاء، اعتبر في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أنّ “المشكلة الأساسية في بناء المؤسسة العسكرية التي وضعت قواعدها إدارة الاحتلال في يونيو/ حزيران 2013 عدم تغليب المصلحة الوطنية للدولة، وغياب القواعد الاحترافية”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من وجود كفاءات عسكرية عراقية حالياً، لكنها لن تتمكن من التعامل مع التحديات التي تعيشها البلاد، لأن المشكلة في بنية المؤسسة”، مشدداً على أن المؤسسة العسكرية، بحاجة اليوم إلى قرار سياسي لإعادة بنائها من جديد على أسس صحيحة.
وفي ما يتعلق بالآثار التي خلفها قرار حل الجيش العراقي السابق، وقانون اجتثاث حزب البعث على الواقع العراقي وخاصة العسكري، دعا الحمداني إلى ضرورة التمييز في التعامل مع الأمر.
وقال “خلال فترة حكم البعث، كان ينظر إلى كل مواطن عراقي على اعتباره بعثياً، الحزب وفي ظل غياب الحريات الحزبية وقتها كان يعتبر كل مواطن بعثياً، لكن بعد ذلك انتهى تأثير حزب البعث، ومن تبقى يدين بالولاء للحزب أقلية من القيادات والمرتبطين فيه بشكل عقائدي”.
ويعتقد أن “المواطن العراقي اليوم يميّز بين من أساؤوا له خلال حكم البعث ومن لم يسيئوا”، ويعتقد الحمداني باستحالة إدماج الجيش العراقي المنحل، أو الاستعانة بخبراته في المؤسسة العسكرية الحالية، مؤكداً أن الحل يكمن في “إعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية على أسس وطنية”.
وفي ما يتعلق بالتحاق عناصر الجيش العراقي المنحل بالتنظيمات الإرهابية على غرار “داعش”، رفض الحمداني التعميم، لكنه أقرّ بقيام عناصر من الجيش وقيادات من الجيش المنحل بالالتحاق بتنظيم الدولة، وهو الالتحاق الذي تم على مبدأ “عدو عدوي صديقي” كما يقول.
وأضاف “هناك من التحق بتلك التنظيمات كرد فعل نتيجة لما أصابهم وأصاب عائلاتهم من ظلم”، كاشفاً أن أحد الضباط الذين كانوا تحت إمرته التحق بتنظيم الدولة، مضيفاً “اتصل بي بعد التحاقه بالتنظيم، وعندما سألته لماذا فعل ذلك، قالي لي: سيدي لم يبق لنا خيار، ظلمنا ظلماً فاحشاً”.
إلى ذلك، أوضح الحمداني الذي يقيم في عمّان منذ احتلال العراق، أن مواطن بلده وبعد 13 عاماً من العملية السياسية، بات يشعر أنه كان أداة في يد المتاجرين به لأغراض سياسية وطائفية.