سوف لانتطرق في هذا المقال الى الصراع التاريخي بين العراق وأيران في عهد الدوله العثمانيه والدوله الفارسيه . بل سنكتفي بالصراعات في عهد الدوله العراقيه الحديثه 1921 وسنجتاز فترة الحكم الملكي العراقي ونكتفي بالعهد الجمهوري من ثورة 14 تموز 1958 لغاية حرب السنوات الثمان .
الطبيعه الجغرافيه
...............
تربط العراق بايران حدود يبلغ طولها 1200 كم بالامكان تقسيمها كما يلي :-
1. من رأس البيشه وخور عبد الله والفاو جنوبا - البصره وهي اراضي مستنقعات ومسطحات مائيه عموما .
2. العماره من العزير - جسر المنيحه - قرية البيضه والسوده - الى بحيرة ام النعاج - سبل الولد - الكحلاء وهذه منطقة اهوار - ثم تمتد بسلسله جبليه وسهول الى كميت - علي الغربي - مخفر الطيب .
3. من الشرهاني والزبيدات الى الكوت ارض جبليه وسهول - لتصل الى بدره وجصان وزرباطيه وهور الشويجه
4. تمتد السلسله الجبليه والسهول الى ديالى - المنذريه - خانقين - جلولاء
5. ثم تمتد في الشمال الى كفري - مقابل كركوك
6. سلسله جبال السليمانيه
7. سلسلة جبال اربيل
8. سلسلة جبال دهوك
الطبيعه التاريخيه
................
تنظر دول الغرب عموما الى شمال العراق كمنطقة التقاء مصالح وبذلك تتمرد كردستان عموما عن مركز العراق وبالامكان تقسيم المنطقه الكرديه الى قسمين :-
1. الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو تخضع لنفوذه كل من اربيل ودهوك ويعتبر تركيا هي الضهير القومي له . ( كان زعيمه الملا مصطفى البرزاني وحاليا ابنه مسعود ).
2. حزب الاتحاد الوطني الكردستاني - منطقة نفوذه السليمانيه . وتعتبر ايران هي الضهير القومي له ( بزعامة جلال الطلباني وفؤاد معصوم وغيرهم )
في 11 اذار 1970 صدر بيان اعتراف الحكومه العراقيه بالحقوق القوميه للكرد - ورفضه الملا مصطفى البارزاني . في اذار 1974 . اعلنت الحكومه العراقيه ( الحكم الذاتي للكرد ) وتم رفضه من قبل الكرد .
الصراعات الايرانيه العراقيه الحديثه
.............................
الحقيقه لم تكن حكومة شاه ايران أكثر وداعة مع العراق سوى ان الفرق هو أن نظام الشاه نظام علماني ينظر الى الدول المجاوره العربيه خصوصا من منظار ( الامبراطوريه الفارسيه ) وخضوع الدويلات العربيه المجاوره لها . والذي اختلف في الثوره الايرانيه عام 1979 وهي ثوره دينيه تنظر الى المرشد الاعلى انه أمام المسلمين وهو الذي يحكم العالم الاسلامي بالنيابه عن المهدي المنتظر لحين ظهوره ( المهديه ) . وبذلك خططت المخابرات الامريكيه للثوره الايرانيه . ولكون مهندس الثوره مع المخابرات الامريكيه هو السيد ( صادق قطب زاده ) . فقد حكم عليه بالاعدام وعندما تم توقيع حكم الاعدام عليه من قبل الخميني قال الخميني ( الان ساوقع على اعدام اخي ) وبذلك تم التخلص من حامل اسرار الثوره .
1. يوم 6 أيلول 1961 . حشد اللواء الركن عبد الكريم قاسم رئيس الجمهوريه العراقيه قطعات الجيش العراقي على الحدود العراقيه الايرانيه في شمال العراق حيث تمرد الاقطاعيون .
ا. رشيد لولان
ب. عباس مامند
ج . شيخ حسن بوسكين
د . علي أغا المذكور
ه. سماعيل سوار أغا
و. أنور بيك - بيتواته
بدعم واسناد من من نظام الشاه والسفاره الامريكيه في طهران . وكان الشاه ينوي زعزعة الحكم في العراق . وقد اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الاضراب العام في كردستان وبذلك اندلعت الحرب .
2. في زمن المشير الركن الرئيس عبد السلام محمد عارف . استمرت الحرب في شمال العراق وكانت تسمى ( حركات الشمال ) .
3. كانت فتره الهدوء في زمن الرئيس المشير عبد الرحمن محمد عارف التي استمرت سنتان وبضعة اشهر . لان الرئيس عبد الرحمن عارف زار ومعه وفد كل من الملا مصطفى البرزاني وايجاد حلول للنزاعات ثم زار الرئيس عبد الرحمن عارف شاه ايران في طهران لحل المشاكل بين الطرفين .
4. عام 1974 عادت الحرب مجددا بين الجيش العراقي والمتمردين الكرد . ففي مايس 1974 . أرسل الشاه بطريتين مقاومة الطائرات الى شمال العراق ( حاج عمران ) قاطع اربيل . ثم تم تعزيزها بكتيبتي مدفعيه ميدان عيار 130 ملم ايرانيه . تمكنت وحدات الدفاع الجوي الايرانيه من اسقاط الطائرات العراقيه التاليه :-
أ. طائره Huker Henter في راوندوز
ب. طائره TU -16 -BAJER في جومان
ج . طائره SU-7 في منطقة برزيوه قرب راوندوز
5. عام 1975 عقدت اتفاقية الجزائر بين العراق وايران تنازل بموجبها العراق عن نصف شط العرب لصالح ايران مقابل توقف الشاه عن دعم المجموعات المسلحه في شمال العراق . وبذلك سادت شمال العراق سلم نسبي .
حرب السنوات الثمان وفرص السلام المرفوضه
...........................................
كانت ايران تقصف المخافر الحدوديه والملاحه بشط العرب وتجاوزات اخرى وقد احتفظت ايران بالمخافر الحدوديه ( سيف سعد - خضر - هيله ) في القاطع الاوسط ولم تستجيب ايران للمطالبات بها والكف عن التدخلات الحدوديه . فقد ارسلت أيران طائره مقاتله قبل ايلول 1980 بقيادة الطيار ( حسين لشكري ) وقد اسقطت وحدات الدفاع الجوي العراقيه الطائره وتم الاحتفاظ بالطيار ( لم يجري تبديله بأسرى الحرب بأعتباره مستمسك على مبادأة ايران بالحرب ) . بعد ستة ايام من الحرب خاطب العراق ايران بأننا نريد السلام وليس لنا اطماع بالاراضي الايرانيه .وكان لتزمت القياده الايرانيه وتجاهلها دعوات السلام ان تستمر الحرب لثمان سنوات على الرغم من أن القياده العراقيه لم تكن مخططه لحرب طويله وادناه مبادرات السلام التي رفضتها ايران :-
1. يوم 23 ايلول 1980 وجه الامين العام للامم المتحده ( كورت فولد هايم ) لوقف اطلاق النار بين العراق وايران . وافق العراق ورفضت ايران
2.يوم 28 ايلول 1980 صدر قرار مجلس الامن الدولي 479 بوقف اطلاق النار . وافق العراق ورفضته ايران
3. من 27- 28 ايلول 1980 أجرى الرئيس الباكستاني ضياء الحق والسيد الحبيب الشطي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي مباحثات بين الطرفين رحب بها العراق لكن الخميني رفض استقبالهم .معلناَ أن الحرب ستستمر الى أخر جندي أيراني .
4. يوم 29 أيلول 1980 عقد السفير الايراني في موسكو ( محمد القرين ) مؤتمرا اعلاميا نشرت الصحف الاجنبيه ومنها صحيفة ( اللوموند الفرنسيه ) يوم 1 ت1 1980 اعلن فيه أن أجراء مفاوضات مع العراق يخضع لشروط اساسيه منها :-
أ. سقوط النظام العراقي وانهاءه
ب . أحتلال ايران لمدينة البصره كغرامه عن خسائر الحرب على ان يتم اجراء استفتاء بعد ذلك في المدينه وتقرير مصير شعبها وتحديد تبعية العراق لايران .
ج . اجراء استفتاء في كردستان العراقيه لتقرير مصيرها واستقلالها الذاتي أو الحاقها بأيران .
5. يوم 6 ت1 1980 جددت منظمة المؤتمر الاسلامي مبادرتها فأكد العراق رسميا قبول المبادره وعدم وجود نوايا عراقيه للبقاء في الاراضي الايرانيه لكن ايران رفضت وقد اكد السيد الحبيب الشطي وقف العمليات الحربيه بين البلدين خلال فترة الحج من 8 - 22 تشرين اول 1980 وفق احكام الشريعه التي تحرم القتال في الشهر المبارك . استجاب العراق ورفضت ايران .
6. يوم 12 ت1 1980 زار السيد الحبيب الشطي ايران وصرّح بأن موقفها الاصرار على عدم ايقاف العمليات العسكريه
7. يوم 20 ت1 1980 تدخلت لجنة النوايا الحسنه برئاسة السيد ( أيسيدور ومالميركا وزير خارجية كوبا مع دول - باكستان - زامبيا - الهند - منظمة التحرير الفلسطينيه ( منظمة دول عدم الانحياز ) . وافق العراق بدون شروط مسبقه . اعلنت ايران قبل البدء بالتفاوض اعتبار العراق مدانا كشرط من شروط التفاوض
8. في اذار 1981 تدخل مؤتمر الطائف ( لجنة المساعي الحميده ) رفضتها ايران
9. يوم 13 مايس 1981 تدخلت لجنة المساعي الحميده لوقف القتال وافق العراق ورفضت ايران
10 . يوم 8 اب 1981 زارت لجنة المساعي الحميده بغداد وطهران ورفضت ايران وقف القتال
11. 1980 طالب مؤتمر كولومبوا الاسلامي بوقف القتال وافق العراق ورفضت ايران
12 . في ت1 1981 عاد مؤتمر الطائف ( لجنة المساعي الحميده ) التوسط بين الطرفين وافق العراق ورفضت ايران
13 .عام 1982 صدر قرار مجلس الامن 514 بوقف اطلاق النار وافق العراق ورفضت ايران
14 . في اذار 1982 عاد مؤتمر الطائف للمره الثالثه مساعيه لوقف القتال وافق العراق ورفضت ايران
15 . في اذار 1982 زار الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري مع اعضاء لجنة المساعي الحميده بغداد وافقت الحكومه العراقيه على وقف القتال . رفضت ايران وقالت سنقاتل حتى أنتصار ( الاسلام ) .
16 . يوم 29 نيسان 1982 تقدمت نفس اللجنه بمساعي اخرى من 4 نقاط قبلها العراق ورفضتها ايران .
17 . يوم 25 مايس 1982 وجه السيد الامن العام للامم المتحده ( خافير بيريز ديكويلار ) رسائل عارضا انهاء الحرب بعد حصوله على تخويل من مجلس الامن لايجاد حلول . وافق العراق ورفضت ايران عبر مندوبها الدائم في الامم المتحده ( فراساتي ) .
18 . يوم 4 ت1 1982 صدر قرار مجلس الامن 522 بوقف القتال . رفضت ايران وسجل مجلس الامن ترحيب العراق بالقرار .
19 . يوم 22 ت1 1982 صدر قرار الجمعيه العامه للامم المتحده بضروره وقف القتال بين الطرفين نتيجة لرفض القياده الايرانيه قرارات مجلس الامن . قام الامين العام السيد كورت فولد هايم بتكليف السيد ( أولف بالما ) رئيس وزراء السويد يعاونه المستشار النمساوي ( برنو كرايسكي ) بخمسة جولات لاحلال السلام بين البلدين - رفض الجانب الايراني
20 . يوم 12 اذار 1983 اعلنت السيده أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند ورئيسة مؤتمر دول عدم الانحياز مبادره جديده لانهاء الحرب اثر انعقاد المؤتمر وافق العراق ورفضتها ايران
21 . عام 1983 تدخل المؤتمر الاسلامي الشعبي الاول لاصلاح ذات البين - رفضت ايران استقبال اللجنه
22 . يوم 26 شباط 1983 اعلنت الحكومه العراقيه استعدادها للتفاوض مع ايران في اي وقت ومكان تحدده القياده الايرانيه حتى لو كان المكان في طهران - رفضت ايران
23 . في ت1 1983 صدر قرار مجلس الامن الدولي 540 لضمان حقوق الملاحه في شط العرب وافق العراق ورفضته ايران
24 . يوم 12 حزيران 1984 اعلن السيد الامن العام للامم المتحده ( خافير بيريز ديكويلار ) رغبة مجلس الامن بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الامن - وافق العراق ورفضت ايران
25 . يوم 16 اب1984 تقدمت حركة عدم الانحياز بأشراك جمهورية مصر العربيه بمبادره جديده لانهاء الحرب وافق العراق ورفضت ايران
26 . يوم 29 ك1 1984 طالب المؤتمر الاسلامي بدورته رقم 15 المنعقده في اليمن - صنعاء ضرورة وقف القتال - وافق العراق ورفضت ايران
27 . عام 1985 مبادره الندوه الاسلاميه العالميه - دكار - السنغال - وافق العراق ورفضت ايران
29 . يوم 23 ايلول 1985 صدر اعلان المجموعه الاوربيه ودعوتها لوقف القتال - وافق العراق ورفضت ايران .
لم يكن أمام الشعب العراقي سوى أن ( يصمد وينصر ) فلا خيار اخر امامه .
( الشعب العراقي هو اعرف شعوب الارض بقيمة ومعنى السلام لانه خاض حروبا متتاليه .... أثنان من هذه الحروب هي حروب كونيه عالميه عام 1991 و2003 سنأتي لكتابتها أن بقى في العمر بقيه . ربنا لاتؤخذنا أن نسينا أو أخطانا )