كشفت مجلة "بوليتيكو" عن دراسة أمريكية سرية لإستهداف روسيا، وذلك بعد ربع قرن على انتهاء الحرب الباردة، في ظل تجدد قلق البنتاغون من القوة العسكرية الروسية.
وحول هذا الموضوع، كتب بريان بينيدر في المجلة عن أن اللفتنانت جنرال إتش آر ماكماستر، الذي يملك سمعة المحارب الأكثر ثقافة في الجيش الأمريكي، والذي يكثر من اقتباس أقوال الجنرال البروسي المشهور كارل فون كلوزفتز، خاض قبل سنة معركة داخل البنتاغون من أجل وضع مفهوم جديد للحرب لمواجهة تهديد الإرهابيين الإسلاميين والمتمردين في أفغانستان والعراق، وفي أماكن أخرى مضطربة.
الصحوة الروسية
وأضاف: "اليوم مهمته (ماكماستر) أكثر تركيزاً. والهدف موسكو. وعقب النجاح الصادم للغزو شبه السري الروسي لأوكرانيا، يشرق ماكماستر بهدوء على لجنة حكومية عالية المستوى، تعتزم تحديد الطريقة التي يجب على الجيش أن يتبناها في مواجهة الصحوة الروسية. وجزئياً، يمثل ذلك إقراراً ضمنياً بإخفاق الجيش- والحكومة الأمريكية على نطاق أوسع".
وكان ماكماستر أبلغ إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي أنه "فيما كان جيشنا منخرطاً في أفغانستان والعراق، درست روسيا القدرات الأمريكية ونقاط الضعف، وأطلقت جهداً طموحاً تحديثياً ناجحاً". وأوضح: "في أوكرانيا مثلاً، فإن المزج بين الأنظمة الجوية من دون طيار والهجوم الإلكتروني وقدرات الحرب الإلكترونية المتقدمة، تشكل درجة عالية من التكنولوجيا المعقدة".
تفوق موسكو
وتشير المجلة إلى أن "المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين قلقون حيال تفوق موسكو في مجالات أساسية، فالمدرعات الخفيفة مثل تلك التي اعتمد عليها الجيش بكثرة في العراق وأفغانستان تعتبر قابلة للإختراق من الأسلحة الروسية الجديدة. ودبابة تي- 90 - التي يعتقد أنها مفارقة كبيرة في آخر النزاعات - لا تزال عاملاً حاسماً". وقال ماكماستر إن روسيا "تمتلك أنظمة مختلفة من الصواريخ وأنظمة المدفعية التي هي أكثر فاعلية ومدى من أنظمة الجيش الأمريكي وذخائره".
ويقول الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك الذي تولى قيادة حلف شمال الأطلسي بين عامي 1997 و2000، إن الدبابات الروسية أُدخلت عليها تحسينات بحيث باتت "منيعة إلى حد كبير في مواجهة الصواريخ المضادة للدبابات".
والرد الذي يملكه ماكماستر هو "دراسة الجيل الجديد من الحرب الروسية"، وتشير المجلة إلى قيام مسؤولين حكوميون يشاركون هذه الدراسة بزيارات غير معلنة إلى خطوط الجبهة في أوكرانيا.
ويهدف الجهد عالي المستوى ولكن الهادئ في الوقت عينه، إلى إطلاق إعادة دراسة كاملة -وربما إعادة صياغة – للجيش، في حال كان يتعين عليه مواجهة الروس في أوروبا الشرقية، ومن المتوقع أن يكون لذلك تأثير عميق على الصورة التي سيبدو عليها الجيش في الأعوام المقبلة، وأنواع التجهيزات التي سيشتريها، والطريقة التي سيدرب وحداته عليها، وسيتم استخلاص بعض الدروس الأولى خلال مناورة عسكرية واسعة في يونيو (حزيران) ببولونيا.
جيل جديد من الحرب
ومن بين الذين درسوا العملية الروسية في أوكرانيا عن كثب، فيليب كاربر، رئيس "مؤسسة بوتوماك" والضابط السابق في المارينز، الذي قام ب22 زيارة لأوكرانيا منذ 2014.
ولاحظ كاربر أن "قليلين في الغرب انتبهوا لتحول روسيا إلى جيل جديد من الحرب، حتى أظهرت ذلك في أوكرانيا"، مضيفاً أن المفاجأة الأخرى كانت "الافتقار النسبي للانتباه في الغرب، خصوصاً في ما يتعلق بالنطاق غير المتوقع للنزاع ولمدته، وكذلك العدوانية الروسية غير المتوقعة التي رعته".
ويصف كلارك مهمة ماكماستر بانها التفكير الأكثر دراماتيكية منذ انهيار الإتحاد السوفياتي. ويقول: "هذا هو النوع من القضايا التي لم يعمل عليها الجيش الأمريكي منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 25 سنة".
موضوع: دراسة أمريكية سرية لمواجهة "الصحوة العسكرية" الروسية 
السبت أبريل 16 2016, 14:15