أعلنت الحكومة الأذرية، السبت، مقتل 12 من جنودها وإسقاط إحدى مروحياتها بأيدي القوات الأرمينية، في معارك غير معهودة في حدتها في إقليم "ناغورني قره باغ" الانفصالي المتنازع عليه بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان لها: إنه "قتل 12 جندياً في معارك، وأسقطت مروحية بأيدي القوات الأرمينية"، مضيفة أن الجيش الأذربيجاني استعاد السيطرة على "تلتين استراتيجيتين وبلدة" في ناغورني قره باغ.
وكانت الدولتان الجارتان أكدتا في وقت سابق اندلاع المعارك التي بدأت ليل الجمعة، ولا تزال مستمرة حتى عصر السبت.
وادعت أرمينيا أن "أذربيجان شنت مساء الجمعة هجوماً عنيفاً على حدود ناغورني قره باغ بالدبابات والمدفعية والمروحيات"، موضحة أن القوات الانفصالية في الإقليم المدعومة منها أسقطت مروحية وكبدت العدو "خسائر جسيمة".
لكن أذربيجان نفت فوراً هذه الرواية، مؤكدة أن قواتها لم تقم سوى بالتصدي لهجوم من الجانب الأرميني "بالمدفعية من العيار الثقيل وقاذفات القنابل".
وأكد الجانبان استمرار المعارك السبت في مناطق "خوجاوند-فضولي واغديري-تارتار-آغدام".
وأشارت يريفان إلى مقتل طفل في الثانية عشرة من العمر في القصف المدفعي الأذربيجاني لقرية قريبة من الحدود، في حين تحدث الأذربيجانيون عن مقتل مدني من جانبهم.
وفي موسكو التي تدعم أرمينيا، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين، لوكالات الأنباء الروسية إن الرئيس "دعا الجانبين إلى وقف فوري لإطلاق النار وضبط النفس تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا".
وفي يريفان دعا رئيس الوزراء، هوفيك ابراهميان، إلى اجتماع عاجل للحكومة في مواجهة "هذه الأعمال العدائية غير المقبولة في مداها من قبل العدو"، مؤكداً استعداده "لاتخاذ الإجراءات لإحلال الاستقرار".
ويدور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حول هذه المنطقة التي تسكنها غالبية أرمنية، لكنها ضمت إلى أذربيجان إبان الحقبة السوفييتية.
وشهدت المنطقة حرباً أدت إلى سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف بين 1988 و1994.
وأنهى وقف لإطلاق النار الحرب في 1994 لكنه لم يؤد إلى حل المشكلة، في حين تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود. لكن معارك الجمعة والسبت تبدو أكبر من تبادل إطلاق النار الذي يجري عادة. وكانت آخر المعارك الكبيرة في المنطقة في 1994.
وتهدد أذربيجان التي تتجاوز ميزانيتها الدفاعية ميزانية أرمينيا بأكملها في بعض الأحيان، باستعادة المنطقة الانفصالية بالقوة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. وتؤكد أرمينيا المدعومة من روسيا من جهتها أنها قادرة على مواجهة أي هجوم.
وكان رئيس أذربيجان، إلهام علييف، طالب خلال وجوده في واشنطن للمشاركة في القمة الدولية للأمن النووي في نهاية الأسبوع، أمام وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أرمينيا بسحب قواتها "فوراً" من إقليم ناغورني قره باغ.
وأعرب علييف خلال استقباله من قبل كيري عن "امتنانه للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل للنزاع الطويل بين أرمينيا وأذربيجان".