تطور الدعم اللوجستي:
قامت البحرية و سلاح الجو بتوسيع قدراتهما في الانتشار الاستراتيجي بشكل ساعد الجيش على تطبيق رؤيته في سرعة نشر القوات حسب التحديات. و تشمل هذه الانظمة البحرية التالية:
1- 8 سفن نقل سريع قادرة على الابحار بسرعة 33 عقدة (اي ان الزمن المستغرق من سواحل امريكا الشرقية الى هو 6 ايام و الى الخليج العربي عبر قناة السويس 18 يوما فقط. و كل سفينة قادرة على حمل معدات كتيبة مدرعة. اي ان الثمان سفن قادرة على حمل معدات فرقة دروع كاملة للجيش الامريكي!
2- تم اضافة 20 سفينة نقل جديدة للاسطول الامريكي قادرة على نقل 58 دبابة و 48 الية مجنزرة اخرى ضمن قوة عمل متنقلة و كذلك 900 شاحنة و عربة مدولبة! و تعمل بسرعة 24 عقدة في الساعة.
3- تم اضافة سفن قادرة على تنزيل القوات و المعدات في المياه الضحلة. و هذه حلت مشكلة كبيرة للسفن الكبيرة التي تحتاج مياه عميقة و موانئ كبيرة. و واحدة من هذه السفن قادرة على السير بسرعة 40 عقدة و تحمل 350 جندي بمعداتهم و عليها منصة للطائرات المروحية و تستطيع افراغ حمولتها بعشرين دقيقة. و السفينة الواحدة تقوم بحمولة تساوي حمولة 23 طائرة نقل استراتيجي C-17.
4- طائرات النقل C-17 القادرة على النقل الاستراتيجي (دبابة واحدة ابرامز او 105 جندي مجهز) و انزالهم في المناطق الامامية. او حتى الانزال المظلي. و الاسطول الجوي الامريكي يملك 134 طائرة من هذا الطراز من ضمنها 14 للعمليات الخاصة.
5- مع وجود 60% من الجيش على القارة الامريكية. حرصت القيادة على وضع مخزون كبير من المعدات في قواعد امامية (عددها 7: 2 في وسط اوروبا، واحدة في ايطاليا، واحدة في كوريا، 2 في جنوب شرق اسيا و واحدة عائمة!). ليسهل عملية نقل المعدات.
6- يوجد لدى مشاة البحرية 16 سفينة انزال. كل واحدة قادرة على ادامة 17000 جندي لمدة شهر. سواء في مياه عميقة او ضحلة باستخدام سفن مساعدة.
و بدون اي سابق انذار, دخل الجيش الامريكي معمعة الحرب على الارهاب. حيث تم ترجمة رؤية الرئيس الامريكي بعيد احداث سبتمبر 2011 الى عقيدة تقوم على الردع المبكر و حتى المسبق و هزيمة العدو بشكل حاسم. و رغم ان هذا التغير في الرؤية الاستراتيجية ينسجم مع الجيش الامريكي الجديد الغير مكتمل بعد. فإن ساحة افغانستان كانت اسوأ ساحة يمكن تخيلها لتجربة التقنيات الجديدة. فهي من ابعد النقاط التي من الممكن تخيلها عن قارة امريكا اضافة الى سوء العلاقات مع الباكستان و ايران. و البلاد بالكاد تحوي بنية تحتية. و طالبات هي ميليشيا مسلحة انسحبت من اي مواجهة الى اسلوب الكر و الفر. و رغم ذلك فقد نجح الجيش في ترجمة تصوراته الى قوة تدخل سريع قادرة على الحسم العسكري و بعدها التحول لإعادة الاعمار و بالعكس بسرعة و بشكل مستدام. و هو ما سيتم تجربته مرة اخرى في العراق.
توجت العمليات في افغانستان بانتصار "سريع" خلال اسابيع بعد اخلاء طالبان لقندهار اخر معاقلهم بعد شهرين من القتال. و لكن كان نجاح معظم قيادات طالبان في الهرب بسبب فشل قوات التحالف المحلية من سد منافذ الهرب في منطقة تورا بور. بدأ وصول القوات الامريكية الثقيلة (الفرقة العاشرة الجبلية و الفرقتان 82 و 101 المجوقلتان) في شهر فبراير من 2002. و قد كشفت العملية عن ضعف التنسيق الجوي الارضي (كان الدعم الجوي يصل متأخرا احيانا) و كذلك عن وجود ثغرات بين التشكيلات المقاتلة سمحت للعدو باستغلالها للانسحاب.