ليس من المستغرب على الجيش الأميركي أن يعزز قدراته العسكرية جوية كانت، بحرية أو برية. وفي ظل سباق التسلّح والمخاوف المستمرّة من مكافحة الإرهاب العالمي إلى مواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية إلى التصدي للهجمات الإلكترونية ومع رصد أكبر ميزانية للإنفاق العسكري في العالم، من الطبيعي أن تسعى دولة كالولايات المتحدة إلى التزوّد بأحدث التقنيات العسكرية.
فقد وقّعت القوات الجوية الأميركية عقدا مع شركة رايثيون لاستكمال تزويد صواريخ كروز الجوية بأنظمة مكافحة موجات المايكرووايف، المعروفة باسم CHMAP . ونظام CHAMP هو حمولة ثابتة يمكنها تعطيل أنظمة العدو الإلكترونية. وكجزء من العقد ستقوم شركة رايثيون بتحديث هذه الأنظمة وتسليمها لمختبرات القوات الجوية الأميركية. وتعتبر هذه أول عملية ضخمة لتزويد صواريخ بهذه الأنظمة بعد أن عرض مختبر القوات الجوية الأميركية هذه التقنية بنجاح في تشرين الأول من عام 2012.
وقال در. ثوماس بوسينغ، نائب رئيس شركة رايثون للأنظمة الصاروخية المتطورة، ” الأنظمة الغير حركية تعطي الولايات المتحدة قدرة التغلب على البنى التحتية للأعداء بأقل أعراض جانبية ممكنة”. وأضاف ” إن توأمة نظام CHAMP وصواريخ كروز الجوية CALCM، هي سلاح فعّال منخفض المخاطر ويضع امكانيات الغد بين أيدينا اليوم”.
ويشمل فريق صناعة أنظمة CHAMP مصنعي صواريخ كروز الجوية شركة بوينغ ومختبرات سانديا الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن أنظمة CHAMP، هي حمولة غير حركية، طوّرتها شركة رايثيون لتعطيل أنظمة الأعداء الإلكترونية. ويتم تزويد صواريخ كروز ومنصات أخرى الجوية بنظام CHAMP.
ولا يقتصر تعزيز القدرات العسكرية الأميركية على الصواريخ الجوية، فالولايات المتحدة تعمد إلى إعادة بناء مركباتها بأحدث التقنيات لتستطيع أن تواكب الحروب المستقبلية. فستقوم شركة أوشكوش للدفاع بإعادة هيكلة 1212 مركبة تكتيكية ثقيلة الوزن وانتاج 345 مقطورة لصالح الجيش الأميركي بموجب عقد بقيمة 430$ مليون. ستحدّث شركة أوشكوش أسطول الشاحنات التكتيكية الثقيلة HEMTT وأنظمة تحميل المنصات المتنقّلة PLS للحصول على أداء متميّز بأسعار متندية. سيتم العمل بالعقد في ويسكونسون ومن المتوقّع انتهاء التسليم بين 2016 و 2017.
ومنذ عام 1995، قامت أوشكوش بإعادة هيكلة أكثر من 12000 آلية من مركبات الجيش الأميركي الثقيلة لتجهيز الجنود بأحدث التكنولوجيا وتقنيات السلامة للوصول إلى الجهوزية التشغيلية. من خلال إعادة الهيكلة، تستعيد أوشكوش المركبات المستخدمة بكثافة، ويتم إعادتها إلى الهيكل الرئيسي ومن ثم يعاد بناؤها من جديد.
ويبقى السؤال، إذا كانت الدول الكبرى والرائدة في صناعة الدفاع تسعى حاليا إلى الاستحواذ على أحدث التقنيات العسكرية لمكافحة الحرب الإلكترونية والحرب العسكرية فهل هذا يعني الإقتراب من فتح جبهات جديدة لاجراء التجارب الواقعية على منتجاتها العسكرية أو أنها فقط تعزز كفّتها في ميزان القوى العسكرية؟