نفذت عناصر الوحدات الخاصة البحرية والهليكوبتر وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات وعشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات المناورة البحرية بالذخيرة الحية "ذات الصواري" في 17 آذار/ مارس بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحسب ما نقلت وزارة الدفاع المصرية. وتضمنت المناورات العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات، والتي من بينها تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحري وتأمين الوحدات البحرية ضد مخاطر الألغام وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر ضد الأهداف المعادية بالصواريخ السطح سطح والسطح جو والمدفعيات والطوربيدات وقذائف الأعماق .
وقام الرئيس السيسي برفع علم مصر على متن الفرقاطة فريم "تحيا مصر"، واستمع إلى عرض تتضمن الفكرة التكتيكية للمناورة التى تقدم صورة واقعية لما تقوم به القوات البحرية من أنشطة تدريبية ومهام قتالية لحماية السواحل المصرية بالبحرين المتوسط والأحمر والمجرى الملاحى لقناة السويس، كما تفقد غرفة عمليات الفرقاطة "تحيا مصر"، والتى تتميز بتقنيات عالية وقدرات قتالية فائقة تمكنها من تنفيذ كافة المهام التى تسند إليها تحت مختلف الظروف البحرية .
وبدأت البيانات والأنشطة التخصصية للمناورة "ذات الصواري" بعرض إجراءات الدفاع والحراسة للمسطح المائي لميناء الإسكندرية، وشاهد الرئيس السيسى من على متن الفرقاطة "تحيا مصر" إجراءات تأمين الميناء والممرات الملاحية والسفن المتحركة عبر الميناء من تهديدات المتسللين ومخاطر العائمات المعادية من خلال عمل الدوريات المتحركة ونقاط المراقبة الساحلية ولنشات المرور لتأمين المسطح المائى للميناء وإلقاء العبوات المتفجرة المضادة للضفادع البشرية المعادية .
كما تضمنت المناورات إجراءات السفينة للدفاع ضد العائمات السريعة المشتبه بها التى تقترب من السفينة والتعامل معها وفقًا لقواعد الاشتباك باستخدام الأسلحة الخفيفة لعدم الامتثال للإنذار الموجه لها، ودفع لنشات المرور السريعة لمطاردة العائمات المشبوهة واقتيادها الى أقرب ميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها .
وتضمنت المناورة قيام مجموعة من الوحدات البحرية وصائدات الألغام بتأمين الممرات البحرية والبواغيز وطرق الاقتراب من مخاطر الألغام البحرية والتأكد من خلو الممر الملاحى من الألغام، حيث قامت إحدى السفن صائدة الألغام باكتشاف وتمييز عددًا من الألغام، والتعامل معها بإبطال مفعولها أو تدميرها .
وقامت الفرقاطة "تحيا مصر" بالتوجه لموقع السفينة المشبوهة واعتراضها، وإنزال جماعات الصاعقة البحرية لتنفيذ الاقتحام السطحى للسفينة باستخدام اللنشات السريعة وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش، حيث أفاد قائد قوة الاقتحام بأنها تقوم بأعمال تخالف قوانين الدولة، وتمت السيطرة على الطاقم واحتجازهم بمقدمة السفينة واقتيادها إلى الميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها .
وفى واحدة من أعقد المهام التى تكلف بها القوات البحرية، قام تشكيل من المدمرات والقناصات بالبحث عن وتدمير الغواصات المعادية، وذلك لسرية عمل الغواصات تحت سطح الماء وصعوبة اكتشافها، وتعتمد عملية الكشف على الأحوال الجومائية والهيدرولوجية لمنطقة البحث عن الغواصات، مما يتطلب تزويد الوحدات البحرية بأجهزة سونار متطورة وذات إمكانيات فنية وتقنية عالية . حيث أقلعت طائرة هليكوبتر من سطح إحدى الفرقاطات لتأكيد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار وإطلاق طوربيد من الطائرة على العدو المكتشف، وقامت إحدى المدمرات بإطلاق طوربيد صاروخى على الغواصة المعادية، وتأمين موقعها بإطلاق مجموعة من قذائف الأعماق الصاروخية من وحدات قنص الغواصات للتأكد من تدميرها .
وفي توقيت متزامن وتنسيق يعكس التعاون الكامل بين الأفرع الرئيسية لتنفيذ مهمة قتالية فى العمق، تم إنزال المجموعات القتالية من الضفادع البشرية ومعهم معداتهم جوًا باستخدام إحدى الطائرات الهليكوبتر، وبحرًا بواسطة غواصة فى وضع الشنور (الطفو) لتوجيه ضربات مؤثرة وفعالة ضد الوحدات البحرية المعادية فوق وتحت السطح .
وفي منظومة متكاملة تعكس مستوى الكفاءة القتالية العالية، قامت مجموعة من لنشات الصواريخ من طراز سليمان عزت والتى انضمت للخدمة حديثًا ضمن أسطول القوات البحرية بتنفيذ رمايات سطح/ سطح بالذخيرة الحية وبالأعيرة المختلفة، أظهرت مدى الدقة فى إصابة الأهداف والتعامل معها وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية .
كما قامت الوحدات البحرية بالتصدى لهجوم جوي معادٍ، وذلك باستخدام وسائل وأسلحة الدفاع الجوي الذاتية الموجودة بالسفن والصواريخ سطح/ جو قريبة المدى والمدفعية المضادة للطائرات . وفي نهاية المناورة قامت الوحدات البحرية المشاركة بالمرور مصطفة بسرعات محددة وخط سير ثابت أمام الفرقاطة "تحيا مصر" لتقديم التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة باستخدام المشاعل الضوئية والأعلام والصفارات البحرية .
وحضر المناورة قادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من طلبة الجامعات المصرية.