أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي " الناتو " ينس ستولتنبرغ في 3 آذار/ مارس عن رغبة الحلف في تعزيز التعاون مع الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى للمساهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة ككل . مؤكدا أن الحلف ودول المنطقة يواجهون عدوا مشتركا ومخاطر مشتركة.
وقال الأمين العام لحلف الناتو في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات أثناء زيارته إلى الإمارات إن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى شركاء ذوو قيمة عالية لدى الحلف . وكان أمين عام حلف ناتو أجرى مباحثات في الإمارات حول تعزيز التعاون وذلك بعد زيارة إلى كل من العراق والكويت تهدف أيضا إلى تعزيز تعاون الحلف مع دول المنطقة.
وأضاف ستولتنبرغ " أن الإمارات تتعاون منذ عقود مع " الناتو " حيث شاركت في عمليات الحلف في كل من البوسنة والبلقان وافغانستان وليبيا ونود أن نبني على هذا التاريخ من التعاون ونتحرك إلى المستقبل معا ". وقال إن الحاجة إلى التعاون بين الحلف وشركائه تتزايد لأننا نواجه البيئة الأمنية نفسها وخصوصا في ما يتعلق بتنظيم داعش ولذا بحثت خلال زيارتي إلى الإمارات طرق التعاون بيننا.
وأضاف ستولتنبرغ " أن المباحثات تناولت كيفية العمل على نحو أوثق في ما يتعلق بالتمارين العسكرية ولتعلم كيفية عمل قواتنا مع بعضها على نحو أوثق كما نبحث في كيفية التعاون السياسي والعملي في مجالات كثيرة" .
كما أشار إلى توقيع الحلف والكويت اتفاقية هذا الأسبوع تتيح للحلف نقل عتاد وجنود وإمدادات من وإلى الكويت . وقال " إن الاتفاقية توفر الإطار القانوني لعمليات الحلف في الكويت إضافة إلى تحسين الدعم اللوجستي لعمليات الحلف في أفغانستان ومناطق أخرى في المستقبل وهو ما يساهم في تعزيز الأمن الدولي ".
وأضاف ستولتنبرغ " أن التعاون مع الامارات والكويت والدول الأخرى في المنطقة يأتي في إطار عام هو مواجهة تنظيم داعش الارهابي والتنظيمات الارهابية الأخرى " .
وفي رده على سؤال حول مستقبل التعاون بين حلف ناتو ودول الخليج العربية بعد الاتفاق النووي بين مجموعة " 5+1 " مع إيران قال أمين عام حلف ناتو " إننا نتعاون مع دول الخليج العربية بطرق مختلفة من بينها مبادرة اسطنبول للتعاون وهي إطار للحوار السياسي والتعاون بين الحلف ودول الخليج العربية" .
وأضاف " أن من المهم جدا أن يكون الحوار مع دول الخليج أقوى ما يمكن وخصوصا عندما نرى تزايد التوترات وانعدام الاستقرار في المنطقة" . وأكد ستولتنبرغ أن الهدف من الاتفاق النووي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي . وأضاف " الولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية وأوروبا تصب تركيزها على أهمية تنفيذ بنود الاتفاق وعلى أهمية احترامه". وعلى المستوى الأعم بحسب ستولتنبرغ فإن حلف ناتو يدعم معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية " إن بي تي" التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1968.
وأوضح أن هذا الجهد يستند إلى ثلاث ركائز هي : منع الانتشار كإجراء وقائي ونزع السلاح ثم تشجيع الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأضاف " لقد خدمتنا هذه المعاهدة في الماضي ونحتاج إلى ضمان أنها ستساعدنا أيضا في المستقبل" .
هذا وأعرب ستولتنبرغ عن تأييد حلف ناتو القوي لجهود منع الانتشار النووي واسلحة التدمير الشامل بما فيها الاسلحة النووية . وقال " لذلك من المهم أن يكون هناك تنفيذ كامل للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة " 5+1 " وأن يتم تنفيذ آليات التحقق من التزام إيران بتنفيذ بنوده كاملة وسبب ذلك هو أن علينا أن نمنع انتشار الأسلحة النووية".
وفي سياق الرد على السؤال قال ستولتنبرغ إن حلف ناتو يرد على التهديدات التي تشكلها الصواريخ البالستية . وأضاف " إن حلف الناتو يؤسس الآن منظمة دفاع ضد الصواريخ البالستية وقد أنشأ موقعين لهذه المنظمة في رومانيا وبولندا ويعمل على تطوير منشآت أخرى في سياق بناء هذه المنظومة الدفاعية."
وقال " إنه في سياق الرد على التهديدات التي تشكلها الصواريخ البالستية نشرت الولايات المتحدة أيضا سفنا حربية مجهزة بنظام إيجيس لتوفير مقدرات الدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ البالستية في الوقت نفسه في عرض البحر . وتمتد هذه المواجهة مع المخاطر المتعددة في كل المنطقة حيث يسعى الحلف إلى تعزيز الاستقرار والحوار السياسي فيها " .
وأضاف أمين عام الحلف في تعليقه على الوضع في سوريا إن ما يهم الآن هو أن الحلف والتحالف الدولي يجب أن يواصلوا محارية التنظيم في سوريا وأن ما يهم أيضا هو أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا ما بين روسيا والولايات المتحدة متماسك عموما رغم الخروقات ". وقال ستولتنبرغ " رسالتي هي أولا : إننا يجب أن ندفع نحو تمديد للهدنة في سوريا وثانيا : يجب أن يوفر وقف الأعمال العدائية أساسا للمحادثات السياسية والانتقال السياسي في سوريا " .
ورحب أمين عام حلف ناتو بجهود المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي مستورا قائلا " إنه يجب أن تؤسس لحل سلمي سياسي للنزاع عبر التفاوض بين الأطراف المعنية. وأكد أمين عام الحلف أن " الناتو " رغم أجواء العلاقات السائدة حاليا مع روسيا في أوروبا لا يسعى إلى المواجهة لحل أية نزاعات بل إلى تعزيز الحوار " .
ولدى سؤاله عما إذا كان الحلف يرى في الأفق حلا للأزمة في سوريا قال ستولتنبرغ " أعتقد أن ذلك ممكن .. ليس الأمر سهلا فالطريق طويلة . ستكون هناك نكسات وخيبات أمل على هذا الطريق" . وحذر ستولتنبرغ من أن بديل الحل السياسي في سوريا هو استمرار الحرب فيها وهو سيناريو وصفه بأنه " سيء جدا لأن كثيرا من السوريين فقدوا حياتهم هناك والكثيرون منهم يعانون أو تم اجبارهم على الفرار من البلاد .. إنه أمر مروع حقا .. إنها مأساة إنسانية ".
وفي تأكيد على واقعية تعاطي حلف " ناتو " مع حلول مستقبلة للأزمة قال ستولتنبرغ " ليست لدينا أوهام حول سهولة الأمر لكن البديل أسوأ بكثير " . وأكد ستولتنبرغ على أن الأمر الثالث المهم في الهدنة في سوريا هو أنها يجب أن توفر أساسا لإيصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال "من المهم للغاية أن تتمكن المنظمات الإنسانية الدولية من الوصول بحرية إلى المناطق المحاصرة لايصال المساعدات الانسانية للذين يعانون هناك منذ زمن طويل " . وأضاف ستولتنبرغ أن الحلف ساعد في ايصال المساعدات الانسانية في سوريا حيث أن دول الحلف هي أيضا أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وقال ستولتنبرغ:" الناتو لا يشن عمليات عسكرية في سوريا لكن الدول الأعضاء تشكل جزءا من ذلك الجهد . وأضاف " أن روسيا لعبت دورها في فرض الهدنة التي وصفها بأنها " تطور مشجع " وأدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتخفيف حدة التوتر." وكبديل عن العمليات العسكرية قال ستولتنبرغ إن حلف ناتو يركز على إمكانية بناء القدرات المحلية في المنطقة لتحقيق الاستقرار ومحاربة داعش على غرار عمليات الحلف في أفغانستان مثلا حيث ساعد الحلف في تدريب ومساعدة وتجهيز قوات الأمن المحلية لمكافحة الارهاب .
وأشار إلى أن الحلف سيبدأ في هذا السياق في تدريب ضباط الأمن العراقيين لتعزيز مقدرات الحكومة ومساعدتها على تحقيق الاستقرار في البلاد ومحاربة داعش. وفي رده على سؤال حول ما اذا كان حلف ناتو يدعم تدخلا بريا في سوريا بقيادة السعودية ومشاركة دول خليجية وعربية واسلامية قال ستولتنبرغ إن الحلف يركز على الهدنة ويدعم جهود التحالف الدولي بنشر طائرات انذار مبكر من طراز أواكس للعمل في المجال الجوي في العراق وتركيا وسوريا لدعم قدرات المراقبة في سياق الحرب على داعش.