أخذ التقارب التركي القطري خطوات سريعة وملموسة، بشأن تحريك الملفات الساخنة في المنطقة، وأهمها الجبهة السورية، في ظل تقارير أخيراً حول إنشاء تحالف عسكري بين البلدين إلى جانب السعودية ضد نظام بشار الأسد.
ولفهم شكل هذا التقارب بصورة عملية، يقول السفير التركي في قطر، أحمد ديميروك، إن كلاً من قطر وتركيا تتبنيان رؤية وسياسة خارجية مشتركة فيما يخص سوريا بهدف "إيجاد حل يخدم مصالح الناس، ويحقق الاستقرار عن طريق الديمقراطية".
وأوضح ديميروك في حوار مع صحيفة "ديلي صباح" التركية، نشرته الاثنين، أن بلاده وقطر تؤمنان أن "السلام الدائم والاستقرار سيتحققان فقط بإسقاط نظام الأسد وبناء إدارة جديدة تحتوي جميع شرائح المجتمع السوري"، مؤكداً أن قطر وتركيا ستستمران في دعم السوريين حتى النهاية.
وفي سؤال آخر حول تقارير سابقة العام الماضي، أفادت بأن تركيا تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية في قطر كجزء من اتفاقية دفاع أبرمت بين الطرفين، أكد ديميروك أن "تركيا وقطر تواجهان مشاكل وأعداء مشتركين وأن الوضع الإقليمي يقلقهما، وفي هذا الوقت الحساس بالشرق الأوسط يعتبر التعاون بين البلدين ضرورياً وحيوياً (...)، عليه فإن العلاقات العسكرية بين الدولتين تتعزز أكثر فأكثر".
وبين أن القاعدة العسكرية التركية التي سيتم إنشاؤها في قطر (دون موعد واضح) سوف تكون الأولى بالنسبة لتركيا في الشرق الأوسط، وسوف تضم كتائب مشاة ووحدات جوية وبحرية، ومدربين عسكريين وقوات عمليات خاصة، وسوف تستخدم مكاناً للتدريبات المشتركة.
وفي هذا السياق قال: إن "الحفاظ على استقرار الخليج هو سياسة تركية مهمة، وأنا أؤمن بأن هذه القاعدة ستدعم السياسة التركية، وستكون موطئ قدم مهم لتركيا وقطر في خطة التعاون الإقليمي".
وعلى الصعيد الدولي، يقول ديميروك: "تجتمع قطر وتركيا بعدة دوائر؛ إذ تشكلان جزءاً من التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، كما تدعمان بنفس المقدار محادثات جنيف وتأملان أن تؤتي الجهود الدولية ثمارها".
ووجهت الصحيفة التركية سؤالاً آخر حول رد فعل الشعب القطري على التقارير الأخيرة التي تحدثت عن العملية السعودية-التركية-القطرية المشتركة ضد نظام الأسد في سوريا، وإن كان هذا التحالف "واقعياً"، ليرد ديميروك قائلاً: إن "الديناميكيات الإقليمية الراهنة وتهديدات الإرهاب وتحديات إقليمية أخرى تستلزم تعاوناً أكبر".
وهنا يذكر أن تركيا وقطر والسعودية هي من الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، كما أن للدولتين الخليجيتين وجود عسكري في قاعدة إنجرليك التركية.
وأضاف السفير: "علينا أن نلاحظ أن تركيا وقطر والسعودية هي دول شقيقة تطمح للاستقرار والتقدم والسلام في الإقليم المشترك"، وعليه فإن التحالف بين الدول الثلاث هو بمنزلة "بصيص من الأمل في المنطقة".
وتابع: "عن طريق الحوار المكثف سوف يكون هذا التحالف مثالاً يساعد الناس ودول المنطقة على فهم قيمة العمل المشترك (...)، فشعوب المنطقة تعاني من تفويض مشاكلها لدول أجنبية لتقوم بحلّها. ومع ذلك علينا أن نصل لنقطة نقوم فيها بإيجاد الحلول لأنفسنا بأنفسنا".
وأضاف أنه يرى الرأي العام القطري يوافق هذا التوجه كذلك، إذ "يقدّر القطريون المبادرات الإقليمية ويؤمنون بأن وحدة قوى المنطقة ستؤدي لتخطي المشاكل".