خرجت علينا قبل ايام صور لوكالة اعلام تنظيم داعش لمايسميه " ولاية نينوى " تظهر شاحنه منصوب على ظهرها مدفع D-30 هاوتزر عيار 122 ملم
هذه العربه قيل انها تتبع كتيبة الفاروق " وهي كتيبة الدفاع الجوي التابعه لتنظيم داعش في نينوى "
الصور اظهرت المدفع D-30 المنصوب على ظهر الشاحنه وهو يقوم باطلاق قذائفه في السماء مستهدفا طائره نوع P-3 Orion امريكيه للاستطلاع والتي تقوم عادة بمهام الاستطلاع في سماء الموصل
المهمه الاساسيه لمدفع D-30 هاوتزر عيار 122 ملم هو ضرب الاهداف البريه , لذلك يأتي استعمال تنظيم داعش لهذا المدفع لاغراض الدفاع الجوي يؤشر النقص الشديد في وسائل الدفاع الجوي لدى تنظيم داعش للتصدي لطائرات التحالف الدولي
الصور التي تم نشرها التقطت في وقرب الموصل شمال العراق والتي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ يونيو 2014 تظهر ان تنظيم داعش استفاد من الشاحنات نوع M-35 و Navistar International 7000 الامريكيتي الصنع من اجل ان تحمل مدفع D-30 العريق " السوفييتي الصنع "
الشاحنه M-35 التي تحمل المدفع D-30 يبدو انها كانت مخفيه في ملجأ محصن , وتتحرك بشكل قليل خارج ملجئها عند ظهور هدف جوي معادي
وكانت صور اخرى قد روجها تنظيم داعش لكتيبة الفاروق للدفاع الجوي التابعه له وتظهر شاحنات تحمل رشاشات نوع ZSU-23 عيار 23 ملم و ZPU-2 عيار 14.5 ملم و Type-65 عيار 37 ملم و AZP S-60 عيار 57 ملم
كما اظهر التنظيم صور لاطلاق النيران من مدفع D-30 الهاوتزر ضد طائرات نوع P-3 Orion الامريكيه فقط والتي تستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتيه عن تنظيم داعش في المنطقه
وتقوم الطائره P-3 Orion باعمال استطلاعها بسرع منخفضه وبارتفاع ليس بالعالي وعلى شكل دوائر حول الموصل
ويبدو ان تنظيم داعش وجد ان هذه الطائره يمكن ان تشكل هدفا سهلا مقارنه بمقاتلات التحالف السريعه والعاليه الارتفاع
وعلى الرغم من ان قذائف مدفع D-30 يمكن ان تصل نظريا الى نفس ارتفاع طيران طائرات p-3 Orion الا ان هذه القذائف تفتقد الى فيوز الانفجار الموجود في القذائف المخصصه للدفاع الجوي
اي ان قذيفه المدفع يجب ان تصيب الهدف مباشره لتسقطه , حيث انه لاتستطيع الانفجار بقربه لاصابته كما تفعل صواريخ وقنابل الدفاع الجوي
وبالتالي فان احتماليه اصابه هذه الطائره بشكل مباشر بقذيفه مدفع ال D-30 تبدو احتماليه ضئيله للغايه
وعلى الرغم من ان هذا الاسلوب يبدو مضيعه للوقت والجهد الا انها ليست المره الاولى التي يتم فيها استعمال اسلحه بريه ضد اهداف جويه
فمثلا استعمل مايسمى " المجاهدين " في افغانستان مدافع المورتر وقذائف RPG-7 ضد المروحيات السوفييتيه بعد الغزو السوفييتي لافغانستان
كما استعمل الايرانيون المدفعيه البريه لمحاوله اسقاط الطائرات العراقيه التي تطير بارتفاع منخفض اثناء الحرب العراقيه-الايرانيه
ولم تفلح هذه التجارب القتاليه في اي اسقاط مؤكد او حتى اضرار بسيطه للاهداف الجويه
حيث ان اطلاق قذائف غير مزوده بفيوز لاغراض الدفاع الجوي سيؤدي حتما الى واحد من النتيجتين :
- اصابه مباشره للهدف " وهذه احتماليه ضئيله للغايه "
- عدم اصابه الهدف بشكل تام " وهو الاحتمال الاعظم والاكبر "