قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة وضعت خطة لشن هجوم إلكتروني كبير على إيران، إذا أخفقت المحاولات الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي.
وبينت الصحيفة أنه في السنوات الأولى لإدارة أوباما، وضعت الولايات المتحدة خطة مفصلة لهجوم إلكتروني على إيران؛ في حال فشلت الجهود الدبلوماسية للحد من برنامجها النووي، وتحول الأمر إلى صراع عسكري، وذلك وفقاً لفيلم وثائقي ومقابلات مع مسؤولين عسكريين ومخابرات.
وأشارت إلى أن "الخطة التي أطلق عليها اسم "نيترو زيوس"، استنبطت لتعطيل الدفاعات الجوية، وأنظمة الاتصالات وأجزاء مهمة من شبكة الكهرباء في إيران"، وبحسب الصحيفة فإنها "كانت معدة وموضوعة على الرف، على الأقل في المستقبل المنظور، بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الأخرى الصيف الماضي".
وأوضحت أن "نيترو زيوس كانت جزءاً من جهد أكد عليه الرئيس أوباما في ايجاد بدائل، في حال نشوب حرب واسعة النطاق، إذا ضربت إيران عُرض الحائط الاتفاق مع الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة".
ويقول مسؤولون: إن "التخطيط لنيترو زيوس شارك فيه الآلاف من أفراد الجيش والمخابرات الأمريكية، وتم إنفاق عشرات الملايين من الدولارات، ووضع الغرسات الإلكترونية في شبكات الكمبيوتر الإيرانية، فيما اعتبروه "تحضير ساحة المعركة"، في لغة وزارة الدفاع الأمريكية"، وفقاً للصحيفة.
وتابعت: "لقد طور الجيش الأمريكي خطط طوارئ لجميع أنواع النزاعات المحتملة، مثل الهجوم الكوري الشمالي على الجنوب، والأسلحة النووية "السائبة" في جنوب آسيا، أو الانتفاضات في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، ويتم تحديث هذه الخطط كل بضع سنوات، لكن خطة "نيترو زيوس" كانت واحدة من الخطط التي صممت بكثير من الاستعجال".
ويرجع ذلك الاستعجال جزئياً- تقول الصحيفة- "إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون وجود فرصة بأن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وسيتم وضع الولايات المتحدة في وجه الأعمال العدائية التي تعقب ذلك".
وتضيف أن "وكالة الاستخبارات الأمريكية ارتأت أن تكون الخطة أكثر ضيقاً، من خلال التركيز على تعطيل موقع التخصيب النووي "فوردو" الذي أنشأته إيران في عمق جبل بالقرب من مدينة قم، وقد يحدث الهجوم في عملية سرية، ويمكن للرئيس أن يأذن بها حتى في حالة عدم وجود صراع مستمر".
ولفتت إلى أن "فوردو يعتبر لفترة طويلة واحداً من أصعب الأهداف في إيران، مدفوناً على عمق كبير جداً للجميع، ولكن ليس لأقوى التحصينات الخارقة في الترسانة الأمريكية، إذ تتضمن العملية الاستخباراتية المقترحة إدخال "دودة" الحاسوب في المنشأة بهدف تعطيل أنظمة حاسوب "فوردو" وتأجيل فعل أو تدمير قدرة أجهزة الطرد المركزي الإيرانية لتخصيب اليورانيوم في الموقع".
وذكرت الصحيفة أن "نيترو زيوس سرعان ما برزت كواحدة من الردود الممكنة لأوباما؛ باعتبارها وسيلة لإيقاف العناصر الحاسمة للبنية التحتية الإيرانية دون إطلاق رصاصة واحدة".
واستطردت: "ومع ذلك، فإن المخططين حذروا من أن هذا يتوقف على كيفية تكشف الصراع، إذ يمكن أن يكون هناك آثار كبيرة على المدنيين، خاصة إذا قامت الولايات المتحدة بقطع خطوط الربط الكهربائي وشبكات الاتصالات العنكبوتية عن مساحات واسعة في البلاد".
ومن غير الواضح، بحسب النيويورك تايمز، "كيف خطط جواسيس أمريكا للوصول إلى داخل منشأة نووية تحت الأرض- جسدياً أو عن بعد - وإذا كانت الولايات المتحدة أو حليف مثل إسرائيل قد يضطرون إلى استخدام مصادر بشرية داخل البلاد لإجراء الهجوم على الشبكة".
وتابعت: "ومن غير الواضح أيضاً إلى أي مدى قد تعاونت وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية في هذا البرنامج، خصوصاً بعد تبادل الاتهامات في عام 2010 مع وجود أكثر من دليل على أن إسرائيل سارعت قدماً في إنتاج نسخة من "دودة" الحاسوب دون اختبار صحيح مما أدى إلى كشفها".