أكد باحث أميركي في الشؤون العسكرية أن الولايات المتحدة بدأت تفقد ريادتها في مجال القدرات التكنولوجية المستخدمة في ساحات القتال، ورأى أن روسيا والصين تقارعانها الآن هذه الميزة.
وقال آرون بيكوزي الباحث العسكري في مجلس العلاقات الخارجية -وهو من المراكز البحثية الأميركية- في مقال بمجلة نيوزويك إن الولايات المتحدة ظلت تتمتع بتفوق تكتيكي في قتالها أعداء غير قادرين على مجاراة براعتها التكنولوجية العسكرية، مشيرا إلى أن استخدامها أسلحة حديثة ضد قوات تملك عتادا عسكريا عتيقا وباليا أدى إلى نجاح عملياتها في ساحات المعارك، لا سيما ضد حركة طالبان في أفغانستان.
وأضاف الكاتب أن الثقة في التكنولوجيا القتالية ودقتها لم تكن يوما مسألة تؤرق الولايات المتحدة خلال النزاعات الماضية أو الحالية، غير أن هذه الميزة الهائلة للتكنولوجيا الأميركية ستُنتقص في حال نشوب صراع مع روسيا نتيجة عدوانها على أوكرانيا، أو مع الصين في توسعها في بحري جنوب الصين وشرق الصين المتنازع عليهما.
وتستطيع كلا الدولتين -يوضح بيكوزي- مقارعة الولايات المتحدة بما ظلت تعتقد أنها ميزة فريدة تتمتع بها طوال ربع القرن الماضي. بل إن هناك من الإمكانيات التكنولوجية التي طالما اعتمدت عليها، بمقدور جيوش الصين أو روسيا "العصرية" مواجهتها أو حتى إبطال مفعولها.
وجاء في المقال أيضا أن الجيش الأميركي، باعتماده على وسائل الاتصال وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، درج على أن تكون له ميزة حاسمة تتمثل في إلمامه بساحة القتال.
ولعل أكثر ما كان يميز الولايات المتحدة عن غيرها في الحروب قدرتها على الهيمنة على الأجواء، فالطائرات المسيرة (من دون طيار) تُعد وسيلة فعالة في عملياتها العسكرية لقدرتها على المراقبة والاستطلاع لفترات أطول مما تستطيع الطائرات المأهولة القيام به.
وثمة مزاعم متضاربة بأن بعض الدول -ومن بينها إيران- اعترضت الطائرات المسيرة، بيد أن "جماعات متمردة وحكومات منقسمة" تناصب الولايات المتحدة العداء لا تمتلك حتى الآن القدرة على اعتراض تدفق المعلومات التي تبثها تلك الطائرات.
ويؤكد بيكوزي في مقاله أن للصين وروسيا هذه القدرة، وقد تستهدفان تلك الإمكانيات المحسوسة وغير المحسوسة التي تملكها أميركا في وقت الصراع. وقد كشفت هاتان الدولتان عن قدرتهما على العمل في المجال الافتراضي، إما "بسرقة مخططات لطائرات عسكرية وإما بانتهاك البريد الإلكتروني" لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).
وخلص الكاتب إلى أنه بينما تضيق الفجوة التقنية بين الفرقاء المتحاربين -إما عبر العولمة وإما عبر الانتشار- فإن الجيوش ستضطر للاعتماد بصورة متزايدة على المهارات "القديمة"، التي ينبغي أن تحتفظ بفعاليتها وأن تُستخدم مراراً وليس في الحالات الطارئة فحسب.