"كيدون" وتعني الخنجر الذي يغمد في البندقية أو (الحربة) وهي وحدة ضمن قسم العمليات الخاصة فى الموساد "ميتسادا" والمسئولة عن الاغتيالات في جهاز الموساد، وتعتبر "كيدون" الوحدة الوحيدة في العالم المجازة رسمياً من حيث تنفيذ الاغتيالات، تتكون من فرق كل فرقة تضم اثني عشر شخصا، وتسمى أيضاً "قيساريا".
برأي د. رونين بيرغمان، مُحلل الشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ وحدة (كيدون)، في الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) هي موساد داخل موساد، حيث تتدرّب الوحدة في مكانٍ معزولٍ، وحتى باقي عناصر الموساد لا يعرفون الأسماء الحقيقيّة لعناصرها. ومن المهّام الرئيسية التي يُكلّف بها عملاء الموساد تنفيذ مهّمات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد هذه الوحدة الخاصّة لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مرارًا على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة، حيث من أهم أهداف تأسيسها الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية لإسرائيل كهدفٍ عامٍ للموساد.
عقيدة القتل لدى"كيدون":
يقوم الموساد بتدريب عناصر "كيدون "على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد أو إطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسه ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟
( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا أو مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في آخر النهار.
يُعتبر أعضاء هذه الوحدة نخبة النخبة في جهاز الموساد ومدربون على العمل تحت أسماء وشخصيات وهمية. علاوة على ذلك، الصمود في ظروف جسدية ونفسيه غاية في الصعوبة والتعقيد، حيث يمتد تدريبهم لفترةٍ طويلةٍ جدًا ويجري اختيارهم من بين صفوف العاملين في الموساد بمختلف أقسامه ووحداته.
وتحمل جدران الغرفة التابعة لقسم قيساريا ثلاث صور تخلد ثلاثة من أعضاء القسم قضوا خلال تنفيذ مهماتهم واحدة منها للجاسوس الإسرائيليّ ايلي كوهن الذي أُعدم وسط دمشق 1965 فيما خلدت الصورتان الثانية والثالثة عميلين للموساد يشار اليهما بالأحرف “أ” و”ع″ قضيتا خلال حادث سير وقع في أيار (مايو) من العام 1992 خلال مطاردتهم لإيرانيّ اعتبره الموساد شريكًا لتاجر السلاح الإسرائيلي ناحوم مانبر، الذي حكمت عليه محكمة إسرائيليّة بالسجن لمدّة 16 عامًا بعد إدانته ببيع الأسلحة لإيران.
أشهر عمليات الاغتيال التي نفذتها:
امتلكت الوحدة أساليب مختلفة في عمليات القتل والاغتيال كلها تظهر حجم الحقد الذي يخفيه ويظهره قادة اسرائيل ، حيث برزت أوسعها في الرد على عملية ميونخ التي نفذها الفلسطينيون ضد البعثة الرياضية الاسرائيليه أوائل السبعينيات:
1 في أكتوبر، 1972 م اغتيال الشهيد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ايطاليا كان بواسطة إطلاق اثني عشر رصاصة في أماكن مختلفة في جسده.
2. في يناير، 1973م اغتيال الشهيد حسين البشير ممثل فتح فى قبرص بشحنة ناسفه تحت سريره في الفندق الأوليمبي بنيقوسيا.
3. في إبريل، 1973م اغتيال الشهيد الدكتور ياسر القبوسى أستاذ القانون بالجامعة الأمريكية ببيروت الذى تم تصفيته ب12 رصاصة في باريس كما فى حالة زعيتر.
4.في ديسمبر ، 1977م اغتيال الشهيد محمد الهمشرى ممثل منظمة التحرير في فرنسا الذي يعتقد أنه رئيس أيلول الأسود في فرنسا ، كان الاغتيال بواسطة شحنة متفجرة زرعت تحت مكتبه. حيث رتب عميل الموساد الذي انتحل شخصية صحفي إجراء حديث صحفي تليفوني معه ليعطي إشارة لمفجر القنبلة بالتفجير حين وصول الهمشري مكتبه.
5. في مارس ،1990 م قام الموساد باغتيال «جيرالد بول» العالم الكندي الذي قام بتطوير البرنامج العسكري الشهير (الأسلحة المدمرة) لصالح العراق وذلك بغرفته في مدينة بروكسل حيث كان لهذه العملية أكبر الأثر في وقف تطوير هذا البرنامج.
6. في اكتوبر، 1995م اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مالطا، الذي تم تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب من الجهة اليمنى .
7. يقال انها كانت مسؤوله عن قتل بعض علماء الذره الايرانيين
8. مسؤوله عن اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010
العمليات الفاشلة:
1. في 1973م في "وليلهامر" في النرويج قتلت "كيدون" أحمد بوشيخى النادل المغربى الذى كان خارجا مع زوجته الحامل ذاهبا إلى بيته بعد أن ظنت انه حسن علي سلامة قائد عملية ميونخ الفدائية ، وتم اعتقال عملاء "كيدون" من قبل السلطات النرويجية والتي عرفت بفضيحة "ليلهامر"، وبعدها توقفت ملاحقة حسن علي سلامة فترة لتعود من جديد في عهد مناحيم بيجين فعادت فكرة التصفية وكلف مايك هراري للمهمة ، وقضى حسن علي سلامة بسيارة مفخخة بعد 5 محاولات فاشلة حيث أطلق عليه العدو لقب "الأمير الأحمر" لشدة تخفيه.
2. في أوائل التسعينيات قتل اثنان من الوحدة "كيدون" في العاصمة النمساوية "فينا" أثناء ملاحقتهما لنائب وزير الدفاع الإيراني مجيد عبسفور في انقلاب لدراجتهما وارتطامهما في سيارة مسرعة، ولا تزال الرقابة الاسرائيليه تمنع حتى هذه اللحظة نشر اسميهما رغم مرور 14 عاماً على موتهما ، وقد علقت صورهم في غرفة بجوار إيلي كوهين الجاسوس الصهيوني الذي اعدم في دمشق.
3.في 1997م كانت أول محاولة لـ"كيدون" على أرض عربية هي محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برش السم،
حيث كانت عمليات الاغتيال تنفذ في الدول العربية بواسطة وحدات خاصة تابعة للجيش مثل "سرية الأركان" أو سيرت متكال والتي قتلت الشهيد أبو جهاد القائد الثاني في حركة فتح في تونس.
أشهر قادتها:
· حجاي هاداس مسئول طاقم المفاوضات في ملف شاليط ، وحسب تقارير أجنبية أنه كان يقود الوحدة عند اغتيال الشهيد الشقاقي 1995م.
· تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيليه السابقة ، وفي تقرير فرنسي كشف أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983م.