لماذا مازال المهندسين الروس يعملون في مصنع للغاز يبعد عن الرقة ٦٠ ميل وتحت سيطرة داعش؟
سؤال تحاول الإجابة عليه مجلة السياسات الخارجية الامريكية
المصنع أنشأته شركة ستروي ترانزغاز الروسية، التي استخدمت شركة مقاولات سورية اسمها Hesco يملكها حامل الجنسيتين السورية والروسية جورج حسواني والتي تملك شراكات مع نفس الشركة الروسية في السودان والجزائر والعراق منذ العام ٢٠٠٠، ويدير شركة هيسكو في موسكو، يوسف عربش صهر جورج حسواني.
تمت السيطرة على المصنع من قبل فصائل مسلحة اهمها النصرة المرتبطة بالقاعدة بتاريخ يناير ٢٠١٣، وعند سيطرتهم عليه المهندسين الروس فروا من المصنع، وبقي الموظفين السوريين، وقررت الفصائل المسلحة والنصرة تقديم الحماية للمنشأة التي سيطر عليها داعش منذ اوائل العام ٢٠١٤، والغريب ان شركة هسكو استمرت بأعمال الإنشاء وبموافقة داعش وعاد المهندسين الروس للقيام بأعمالهم. هذا وقد نشرت صحيفة تشرين تقريراً في يناير ٢٠١٤ يشير الى ان الشركة الروسية ستروي ترانز غاز أتمت ٨٠٪ من أعمالها وأنها ستتم باقي أعمالها وتسلم المصنع للنظام خلال النصف الثاني من العام، وأغفلت الصحيفة ذكر سيطرة داعش على المصنع.
ووفق الوثائق من جورج حسواني، ان المرحلة التشغيلية الاولى في نهاية ٢٠١٤، وانه اصبح بحالة تشغيلية كاملة خلال ٢٠١٥، قسم من الغاز يضخ الى محطة الطاقة في حلب، والتي تشغل تحت حماية داعش وباقي الغاز يضخ الى حمص ودمشق.
ووفق تصريح ابو خالد قائد احد الفصائل العسكرية هناك، ان جورج حسواني رتب صفقة بين النظام وداعش وفق مصالحهما المشتركة، “مما سمح للشركة الروسية ان تعيد مهندسيها للعمل في المصنع، لقاء حصة كبيرة من الغار واموال الحماية” ابو خالد صرح بأن معلوماته حصل عليها من قيادات من الفصائل العسكرية التي تقاتل داعش هناك وأضاف “ان موظفي المصنع يقومون بالتبديل وفق جداول عملهم عبر القاعدة العسكرية للنظام في محافظة حماة”.
حسواني أنكر اتهامات وزارة الخزانة الامريكية حول قيامه بترتيب هذه الصفقة ولكنه لم ينكر ان شركته استمرت بالعمل في المصنع بعد سيطرة داعش عليه.
هذا وقد افاد المهندسين العاملين في المصنع ان النظام يحصل على ٥٠ ميغاوات من الكهرباء وداعش ٧٠ ميغاوات و٣٠٠ برميل من الغاز المكثف، بالاضافة الى ٥٠،٠٠٠ دولار شهرياً من شركة الحسواني لقاء حماية المنشأة.