مناورات سعودية تركية مشتركة..
بدأت القوات الجوية التركية والسعودية في 15 شباط/فبارير مناورات مشتركة فوق تركيا لخمسة أيام في وقت يؤكد البلدان استعدادهما لتكثيف العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ووفقاً لوكالة فرانس برس، قالت رئاسة الأركان التركية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن ست مقاتلات سعودية من نوع أف-15 (F-15) ستشارك في تلك المناورات التي تجري في منطقة قونية (وسط).
وتأتي هذه المناورات بعدما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 13 شباط/فبراير أن أنقرة والرياض قد تشاركان في تدخل عسكري بري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، الأمر الذي يثبت ويفعّل نيّة ومصداقية العمل البري في سوريا، وفي ظلّ تحسن العلاقات بين أنقرة والرياض بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، بعد فتور على خلفية تأييد الرياض في 2013 لإطاحة الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي القريب من أنقرة.
هذا وأعلنت السعودية أنها ستنشر في الأيام المقبلة مقاتلات في قاعدة انجرليك العسكرية التركية (جنوب) في إطار التحالف الدولي المناهض للجهاديين بقيادة أميركية، في حين أكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أنه يتوقع وصول أربع مقاتلات أف-15 سعودية إلى قاعدة انجرليك حيث تنتشر طائرات أميركية وألمانية تابعة لقوات التحالف.
وتختلف الآراء حول ما إذا كانت فكرة إرسال قوات برية إلى سوريا هي الحل الأفضل لحل الأزمة السورية. فمن جهتها، تعتبر المملكة العربية السعودية أن قرار الرياض إشراك قوات برية في الحرب على تنظيم داعش المتشدد بسوريا "لا رجعة فيه"، وهي جاهزة لإرسال قوات إلى سوريا لقتال داعش بمجرد اتخاذ هذا القرار من التحالف الدولي. وقد أيّدت كل من الإمارات وقطر هذا التدخل، حيث أكدت الأولى موافقتها على إرسال قوات خاصة إلى مناطق القتال في شمال سوريا، في حين اعتبرت الثانية أن إرسال قوات إلى سوريا بات "ضرورة ملحة".
أما روما مثلاً، فهي لا تنوي إرسال قوات برية إلى سوريا، كونها مقتنعة من عدم جدوى ذلك في معالجة الأزمة، في حين حذّر رئيس وزراء روسيا دميترى ميدفيديف، من خطر "حرب عالمية" في حال تدخل برى أجنبى فى سوريا.
يُشار إلى أن السعودية وتركيا أجريتا سابقاً تمارين جوية مشتركة بما في ذلك تمرين "نسر الأناضول" في الأجواء التركية بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية بأنواعها الهجومي والدفاعي وطائرات الإنذار المبكر، بالإضافة إلى مناورات "صقور السلام الأول" المشتركة مع باكستان في سماء المملكة. وتمكّن تلك التمرينات القوات الجوية المشاركة من وضع سيناريوهات مشابهة إلى حد كبير لما يمكن حدوثه على أرض الواقع، كما تمكّن الأطقم الجوية من التواصل مع الأطقم الجوية للقوات الصديقة واكتشاف الطرق المثلى في التعاون مع القوات الجوية الأخرى من أجل تجاوز العقبات المتوقع حدوثها في العمليات الجوية الحربية.