بدأت إسرائيل هذا الأسبوع في إجراء الاختبار العملياتي لناقلة الجنود الثقيلة Namer المصنعة محليًا والمجهزة بنظام Trophy Active Protection System، وذلك بعد مرور عقد تقريباً عما كان مخططًا له.
وفي بيان صادر عنها الخميس، أعلنت وزارة الدفاع أنها قد أنهت دمج نظام Trophy في الناقلة Namer الأولى، وهي ناقلة جنود ثقيلة تعتمد على دبابة القتال الرئيسية المطورة محلياً Merkava Mk4.
وسوف يبدأ مكتب إنتاج الدبابات التابع للوزارة، بعد الانتهاء من سلسلة الاختبارات العملياتية التي تجري حاليًا، في القيام بعمليات تنصيب متتابعة لنظام Trophy في جميع ناقلات Namer الجديدة التي ينتجها مرفق مكتب إنتاج الدبابات شرق تل أبيب.
وفي هذا الإطار، قال مدير مكتب إنتاج الدبابات العميد باروخ ماتزلياح أنه “بنهاية سلسلة الاختبارات التي تجري حاليًا، سنقوم بتنصيب النظام في عدد من الناقلات الأخرى. كما أننا سنطبق سياسة التجهيز الخاصة بوزارة الدفاع على كل ناقلة Namer تخرج عن خط الإنتاج العملياتي بتنصيب النظام الدفاعي الفعال الوحيد في العالم”.
وأضاف: “سوف توفر الناقلة Namer المجهزة بنظام Trophy أعلى مستوى من الحماية لمقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي، كما ستمنحهم قدرًا عاليًا من الأمان، إضافة إلى العديد من المميزات الكبيرة في أرض المعركة”.
وجدير بالذكر أن النظام Trophy، الذي طورته شركة رافائيل المملوكة للدولة، كان مخططًا في البداية لتجهيز الدبابات Merkava Mk4. كما طورت شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية المملوكة للدولة نظامًا بتكلفة أقل معروف في تل أبيب باسم Iron Fist، حيث طورته في البداية لحماية جنود المشاة المنقولين على الناقلات Namer وغيرها من العربات المدرعة.
ولكن نظرًا للتنافس الداخلي بين الشركات الصناعة وعدم قدرة وزارة الدفاع على فرض التعاون بين الشركات المتنافسة، استمر إنتاج الناقلات Namer بدون توفير الحماية الضرورية التي كان من الممكن أن تنقذ أرواح العديد من رجال المشاة الإسرائيليين؛ وذلك وفقًا لتقارير عديدة حول هذا الموضوع صادرة عن المراقب العام الإسرائيلي.
وتم تصميم النظام Trophy لتحييد جميع أنواع تهديدات الطاقة الكيميائية الجوية، بدايةً من القذائف الصاروخية إلى دفعات الطلقات شديدة الانفجار، إلى جانب الرؤوس الحربية للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. ووفقًا للبيانات التسويقية الصادرة عن شركة رافائيل، فإن هذا النظام يوفر حماية 360 درجة ضد منصات إطلاق الصواريخ المتعددة، “في حين يحافظ على المنطقة الآمنة المحددة مسبقًا لقوات المشاة الصديقة”.
ويُذكر أن هذا النظام قد اُستخدم لأول مرة في مارس 2011 خلال العمليات العسكرية التي جرت على الحدود مع غزة، عندما استطاعت دبابة من طراز Mk4 مجهزة بنظام Trophy من تدمير قذيفة من طراز RPG-29 دون أن تتضرر الدبابة المحمية أو طاقمها المكون من أربعة رجال. كما سُجل اعتراض عملياتي له في أغسطس 2012 ضد صاروخ مضاد للدبابات أُطلق على دبابة من طراز Mk4 بالقرب من نقطة عبور وسط قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قال جيورا كاتز، رئيس قسم الأنظمة البرية والبحرية في شركة رافائيل، أنه خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في صيف 2014، عبر النظام Trophy عن نفسه في الكثير من المواقف، حيث قام بحماية الدبابات وأطقمها طوال ثلاثة أسابيع من عمليات المناورة التي شكلت تهديدًا كبيرًا في التجمعات السكنية دون إصابة واحدة للمنصات المحمية أو إنذار خاطيء واحد.
وفي تصريحات له خلال مقابلة صحفية أجرتها معه ديفينس نيوز عقب الحرب المعروفة في تل أبيب باسم الجرف الصامد، أضاف كاتز أن “هذه الدبابات تعمل بواقع 24/7 في مسارح القتال الحضرية عالية الكثافة حيث تطلق مئات العناصر المعادية مختلف التهديدات علينا، بينما كانت مئات أخرى من أنظمتنا تطلق النيران على العناصر المعادية”.
وفي مقابلة صحفية له في قاعدة عسكرية متمركز على الحدود مع غزة، لم يستطع النقيب تزوري ديل، قائد دبابة من طراز Merkava Mk4 tank تابعة للكتيبة 46 من اللواء 401، التوقف عن الإطراء على مزايا الدبابات المجهزة بنظام Trophy نظرًا لما يوفره للدبابات من قدرات قتالية أثناء الحرب، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معنويات أفراد سلاح المدرعات.
وروى حادثة وقعت خلال عمليات الجرف الصامد عندما تم استهداف دبابة يقودها زميل له بصاروخ مضاد للدبابات من طراز Kornet من على بعد حوالي 3.5 كيلومتر. وقال: “أدركنا أن الدبابة فد اُستهدفت، ولكن كان للنظام مفعول السحر، حيث حيّد النظام Trophy التهديد بشكل تلقائي”.
وأضاف ديل أن “مستوى الحماية المتوفرة لنا والقوة النارية التي لدينا تشعرنا بمزيد من الثقة بالنفس. فقادة الدبابات يعرفون جيدًا أنه يمكنهم التحرك في أي مكان”. “إننا ندرك أن التدريب الذي نتلقاه والانضباط الذي نتمتع به، إلى جانب هذا النظام الذي يوفر لنا الحماية، يسمح لنا بالقيام بمهامنا؛ وهي البحث عن العدو وقتله”.
وفي مقابلة صحفية أخرى أُجريت مؤخرًا على الحدود مع غزة، قال قائد من لواء غولاني أن رجاله متحمسون للغاية تجاه الاستلام المتوقع لناقلات جند من طراز Namer مجهزة بنظام APS. وأضاف النقيب ران تينيكيجوي في تصريحات لديفينس نيوز: “لدينا أفضل مدرعة في العالم، وسنكون قريبًا على استعداد لمواجهة أي سيناريو بشكل أفضل، وذلك بوجود قدرات APS الجديدة هذه”.
وقال اللواء ركن جوي زور، قائد القوات البرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، أن الناقلات Namer ستكون بمثابة خطورة هائلة في سبيل تطوير قدرات المناورة للمشاة. وعن نظام اعتراض الصورايخ والصواريخ قصيرة المدى الذي طورته أيضًا شركة رافائيل، قال زور أن ” نظام APS حديث للغاية ويعمل بشكل يفوق التوقعات. كما سيكون بمثابة القبة الحديدية الجديدة لقواتنا البرية”.
غير أنه أشار إلى أن هذا النظام غير متوفر لتغطية كامل الخدمة الفعلية، وبالطبع لن يكون متوفرًا لتجهيز جميع قوات المشاة الاحتياطية نظرًا لتكلفة الوحدة العالية.
وفي تصريحات له خلال مقابلة صحفية أُجريت العام الماضي، قال زور لديفينس نيوز أنه “لن يكون هذا النظام ضمن المتطلبات الضرورية بسبب تكلفته العالية، حيث يجب تجهيز كل منصة”. وأضاف: “لذا يجب علينا تحديد الأولويات وتجهيز الوحدات التي تواجه تهديدات معقدة فحسب”.
وأشار زور إلى أنه “في وقت ما في المستقبل ليس ببعيد”، قد يتمكن نظام APS من الدفاع عن منصات متعددة، ربما “كتيبة كاملة أو حتى لواء”. وأردف أن الخطط المستقبلية تهدف لمتابعة توفير جيل جديد من الحماية الفعالة من شأنها توفير نطاق من التغطية الوقائية يكون أوسع بكثير من المنصة الوقائية Trophy المفردة الموجودة لدينا اليوم.
وأضاف: “هذا هو هدفنا؛ وحتى لو كانت التكلفة أكبر عشر مرات من النظام المفرد، فإننا لن نكون بحاجة إلى 100 أو 1000 نظامًا، بل ربما 10 فقط”.