وقعت دولة الكويت رسالة نوايا تنص على شراء 28 مقاتلة أف-18 سوبر هورنيت (F-18 Super Hornet) المتطورة من شركة بوينغ (Boeing) بقيمة ثلاث مليارات دولار بما في ذلك الانظمة المتطورة، التسليح، والمستلزمات التشغيلية واللوجستية من دعم أرضي وجوي إضافة إلى برامج التدريب الجوية والفنية.
ويأتي هذا العقد في ظل التحالفات الإقليمية والدولية والحملات العسكرية لمواجهة التهديدات الإرهابية والأزمات في المنطقة العربية عامة والخليج العربي خاصة حيث تبرز حاجة الكويت الملحّة لمثل هذه المقاتلات الحديثة ذات القدرات الجوية النارية الضاربة لضمان تفوقها الجوي على ساحة المعركة.
وفي حديث خاص لمجلة "الأمن والدفاع العربي" مع مدير العلاقات الدولية لدى شركة بوينغ، سكوت داي، لم يعلّق على الصفقة، بل قال: "نحن نعود في هذا الموضوع إلى الحكومة الأميركية لأي معلومات عن المبيعات العسكرية الأجنية. فإن أي طلب أجنبي يُضاف إلى تمويل الكونغرس الأميركي لـِ 12 مقاتلة سوبر هورنيت للبحرية الأميركية هذا العام، سيسمح لشركتنا بمواصلة توفير هذه الطائرة دون توقف عمل خطوط الإنتاج". وحول مواصفات المقاتلة، علّق داي: "تعدّ سوبر هورنيت مقاتلة ذات قدرات عالية وأسعار مقبولة، وتتميّز بتعدّدية مهامها وتفوّقها الجوي. يجري إضافة تحسينات وتحديثات عدّة على المقاتلة بشكل مستمر، الأمر الذي يساعدها على استباق التهديدات الأكثر تقدّماً في العالم".
وستعزز هذه الصفقة قدرات سلاح الجو الكويتي وستزيد من قدرته على حماية الأجواء الكويتية وبالتالي تعزيز القدرات الجوية لتحالف دول الخليج العربي في ظل الحملات الجوية التي يقودها هذا التحالف خاصة وأنه تم تصميمها لتوفير التفوق الجوي. ستوفر مقاتلة أف-18 لسلاح الجو الكويتي إمكانية القيام بعمليات متعددة المهام في كل الظروف المناخية، خاصة وأنها برهنت على تميّز قدراتها وأثبتت فعاليتها في العراق وأفغانستان. كما تتميز بقيامها بعمليات الإقلاع والهبوط من حاملات الطائرات، وإن لم تمتلك الكويت مثل هذه الحاملات إلا أن ذلك سيساعدهاعلى أن تكون شريكاً فاعلاً في أي تحالف دولي يتطلب توافر مثل هذه القدرات.
ولقد وقع اختيار دولة الكويت على هذه المقاتلة بالذات لأنها تتميز بمواصفات عدّة، منها نظام البحث والتعقّب العامل بالأشعة دون الحمراء (IRST)، من إنتاج شركتي بوينغ ولوكهيد مارتن والذي يتم تزويده على المقاتلة. ولقد حصل النظام على موافقة الإنتاج من قبل البحرية الأميركية. يُضاف إلى ذلك، إمكانية تزويد المقاتلة بالرادار العامل بتكنولوجيا منظومات المسح الإلكترونية النشط (AESA) من نوع AN/APG-79، التي ستسمح لسلاح الجو الكويتي من فهم الواقع الميداني بشكل متفوق، إضافة إلى حواضن الاستهداف المتقدمة للرؤية الأمامية العاملة بالأشعة دون الحمراء (ATFLIR) من نوع AN/ASQ-228 التي تعدّ جهاز الاستشعار الكهروضوئي الرئيس وحاضن الاستهداف العامل بالليزر الأساسي لمقاتلة سوبر هورنيت.
تمتلك الكويت اليوم سرباً من الجيل الأول من مقاتلات أف-18، ذات المحركين والأسرع من الصوت، كانت قد حصلت عليها في التسعينات بعد التدخل الأميركي في حرب الخليج الثانية، وستشمل الصفقة تسليم الكويت الجيل الثاني المحدث من تلك المقاتلات الذي يتضمن تحسينات عدّة منها زيادة سعة صهاريج الوقود الذي سيزيد من شعاع عمل الطائرة، وحواضن الأسلحة المغلق الذي سيزيد من قدراتها النارية الضاربة، ومحركاتها المحدّثة لتوفير قدرات أعلى على المناورة وتحقيق السيطرة الجوية.
وتعود علاقة شركة بوينغ والكويت إلى أعوام عدّة، بحيث تمتلك الكويت إضافة إلى طائرات سوبر هورينت، طائرة C-17 Globemaster III التي تم استلامها موخراً وقد أسهمت هذه العلاقة المتينة بتوفير أرضية صالحة لإنجاز هذه الصفقة.
ومن المتوقع أن تكون انتهت مناقشة تفاصيل الصفقة على هامش قمة كامب دايفيد التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج في واشنطن والتي عقدت في البيت الأبيض في 13 أيار/مايو ومن ثم في كامب دايفيد في 14 أيار/مايو. وسعت دول الخليج الست، الكويت والسعودية والبحرين والإمارات وعمان وقطر، إلى الحصول على ضمانات أميركية في ما يتعلق بالمباحثات الجارية مع إيران حول برنامجها النووي من جهة وسبل توفير التفوق النوعي الاستراتيجي لضمان أمن وسيادة هذه الدول.
من جهة أخرى، ستشكل هذه الصفقة - بحال وافق عليها الكونغرس الأميركي وفقاً للقواعد المعمول بها في عمليات بيع المعدات الدفاعية إلى الخارج - إنجازاً لمجموعة بوينغ على منافسيها في حقل الصناعات العسكرية، كما ستسمح الصفقة لشركة بوينغ بمواصلة إنتاج هذه الطائرة دون توقف واستمرار عمل خطوط الإنتاج بسانت لويس لغاية 2019، خاصة وأن الشركة كانت أعلنت سابقاً أنها ستعلق الإنتاج في هذا المصنع بحلول عام 2017