خضعت أسلحة الطاقة الموجهة Directed-energy weapons مثل أسلحة الليزر للتطوير منذ عقود، وينتظر تلك الأسلحة مستقبل واعد، ويجري إخضاع عدد كبير منها للاختبارات الميدانية. ورغم أن أول سلاح لليزر لم يتم تطويره إلا في عام 1960، الا ان هناك قائمة طويلة من المؤشرات الحقيقية أو الوهمية التي تعود إلى 2500 عاما تقريبا، مثل سلاح "المرآة الحارقة" "burning mirror" weapon الذي ابتكره المخترع اليوناني أرشميدس، وهو السلاح الذي أشعل النيران، كما تقول الأسطورة، في سفن الرومان الذين هاجموا سيراكيوز في عام 212 قبل الميلاد.
وقد بدأ الجيش الأمريكي يبدي اهتماما حقيقيا بأسلحة الليزر الموجهة خلال الثمانينيات، وذلك في إطار "خطة الدفاع الاستراتيجي" Strategic Defense Initiative (SDI) التي وضعها الرئيس الأسبق رونالد ريجان، والتي طرحت تصوراتها الأولى إمكانية استخدام أسلحة الليزر المدارية orbiting lasers، مثل أشعة إكس، ثم الأسلحة الكيماوية في سياق دفاع متعدد المستويات layered defense لتدمير الصواريخ المعادية منذ لحظة إطلاقها وحتى دخولها مرحلة الخروج من الغلاف الجوي أثناء عملية التحليق. ولكن تم إلغاء هذه الفكرة في نهاية الأمر بسبب عدم كفاية الطاقة الإشعاعية والحاجة إلى مئات الأسلحة المعتمدة على الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تواضع التوقعات المنتظرة حول دقتها وكفاءتها.
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق اتجهت الأنظار نحو تطوير الليزر المحمول جواً Air-Borne Laser (ABL) وهو عبارة عن ليزر كيماوي قوي يتم تركيبه على طائرة بوينج 747 النفاثة العملاقة التي تقوم بعمل دوريات دائرية بالقرب من مواقع إطلاق الصواريخ المحتملة المعادية. ورغم أن الخبراء اعتبروا عمليات الإطلاق التجريبية الأولى ناجحة إلا أن الجيش الأمريكي لم ينتج سوى الليزر المحمول جواً Air-Borne Laser (ABL) قبل إلغاء البرنامج تماما.
وكان ستيف هيكسون، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة Northrop Grumman Aerospace Systems لبرامج الطاقة الموجهة، هو مدير برنامج الليزر المحمول جواً Air-Borne Laser (ABL) الذي شرح لنا لماذا يمثل ليزر أيودين الأكسجين الكيماوي chemical oxygen iodine laser (COIL) من فئة الميجاوات المركب على متن الطائرة Boeing 747-400F المعدلة حدثا تكنولوجياً غير قابل للتطوير، لاسيما بعد تطوير أشعات الليزر الصلبة solid- state lasers (SSLs)
وصرح هيكسون بأن "ليزر الأيودين الكيماوي المثبت على متن الطائرة بوينج 727 ليس له أي مستقبل. فبعيدا عن المسائل اللوجستية المتعلقة بالكميماويات، لا يملك سلاح الجو الأمريكي سوى طائرة بوينج أخرى ضمن أسطوله، وهي طائرة الرئيس الأمريكي Air Force One ولا أتوقع عودة أسلحة الليزر الكيماوي مرة أخرى بعد ظهور أشعات الليزر الصلبة solid- state lasers (SSLs) التي لا تحتاج إلى مثل هذه الكيماويات لأن كل ما تحتاجه هو الطاقة والتبريد. ولا تختلف أسلحة الليزر الكيماوية عن أي أسلحة حركية kinetic weapons أخرى من حيث محدودية مخزن الذخيرة. فبمجرد حدوث التفاعل الكيميائي يجب العودة إلى القاعدة، ولكن في حالة وجود الليزر الصلب يمكنك متابعة المهمة". وأردف أن إضافة أشعات الليزر الصلبة solid- state lasers (SSLs) أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من أي خطة يضعها سلاح الجو للمستقبل.
وأضاف "أننا دخولنا عالم أشعات الليزر الصلبة لم يمنعنا من البحث عن أي تطبيقات تجارية يمكن استغلالها من الجيل التالي من الليثوغرافية الضوئية photolithography، ووجدنا أن من الممكن تحجيم قدراتها بحيث تقتصر على الأسلحة التكتيكية فقط". وقال "لقد كنا أول من طرح تقنية تزيد على 100 كيلو وات في عام 2009 في سياق برنامج أُطلق عليه اسم "الليزر الصلب المشترك عالي القوة" Joint High Power Solid State Laser [JHPSSL] وباستخدام هذا النوع من التكنولوجيا أمكننا مؤخرا (في عام 2011) استخدام الليزر في المهام البحرية. ونأمل في وضع أسلحة الليزر على متن القطع البحرية السطحية والطائرات لأغراض الدفاع عن النفس".
الدفاع المنصوب على الأرض Ground-based defense
يتعامل الجيش الأمريكي مع أسلحة الليزر باعتبارها أسلحة لتحقيق الدفاع المنصوب على الأرض، ومن ثم الهجوم في نهاية الأمر. وجرت محاولتان في هذا السياق، هما "خطة الليزر الكهربي القوي" Robust Electric Laser Initiative (RELI) التي ترمي إلى تعزيز تقنية الليزر الكهربي لخدمة قيادة الدفاع الفضائي والدفاع الصاروخي التابعة للجيش الأمريكي لتقديم خدمات متعددة وتطبيقات الجيل التالي من أسلحة الليزر، و "تجربة قاعدة اختبار الليزر الصلب" Solid State Laser Testbed Experiment (SSLTE) ب "مختبر تجربة الليزر ذي الطاقة العالية" التابع للجيش الأمريكي في "مضمار الصواريخ" في "وايت ساند" بولاية نيومكسيكو. وتعتمد "تجربة قاعدة اختبار الليزر الصلب" Solid State Laser Testbed Experiment (SSLTE) أساسا على الليزر الصلب بقدرة 105 كيلو وات الذي أنتجته لشركة Northrop Grumman
وصرح هيكسون بأن "أي نوع من الليزر المنصوب على الأرض يجب تهيئته بحيث يناسب المركبات المتحركة بدلا من المركبات الثابتة والمكشوفة أمام أعين العدو. وبالنظر إلى ما يفعله "برنامج عرض الليزر البحري" Maritime Laser Demonstration وبرامج هيئة البحوث البحرية ONR [the Office of Naval Research] الأخرى مع ليزر السفن السطحية، نجد أن هذه المهام تعتبر كلها مهاما للدفاع عن النفس ضد الزوارق الصغيرة والمركبات الجوية الآلية (غير المأهولة) المتدفقة بأعداد كبيرة، ومن ثم التصدي لصواريخ كروز المضادة للسفن. وعندما ننظر إلى التطبيقات المجوقلة فلا يمكننا أن نتوقع في القريب العاجل أن يطلب العملاء أكثر من أسلحة الدفاع عن النفس".
وتنظر القيادة العليا لأسلحة الجيش والبحرية وسلاح الجو إلى أسلحة الليزر عالية القدرة باعتبارها أسلحة رئيسية خلال العقود القادمة، خصوصا فيما يتعلق بتوفير الذخيرة والإمدادات اللوجستية والصيانة والمدى والأحمال التي تؤثر على ساعات التشغيل والدقة العالية مع قلة المخاطر المترتبة على إصابة الأهداف الثانوية. ومع تقلص الميزانية العسكرية للجيش تمثل أسلحة الليزر عالية القدرة انقلابا حقيقيا من حيث القدرة على "توجيه" أشعة الليزر إلى أعلى أو إلى أسفل لتلبية متطلبات المهمة المحددة، ومن ثم تقليل الحاجة إلى استخدام عدة أسلحة مختلفة في مسارح العمليات.
وهذا هو المجال الذي تخلفت فيه الولايات المتحدة بدلا من أن تقود عملية التطوير واستخدام تقنية الليزر عالي القدرة كسلاح عملي.
وأفاد أحد التقارير التي أصدرها سلاح البحرية الأمريكي أثناء الاختبارات التي أجرتها سفينة النقل البرمائية USS Ponce بأن ""نظام التسلح الليزري" Laser Weapon System (LaWS) نجح في إصابة أهدافه المنصوبة على متن أحد الزوارق الصغيرة السريعة المعادية، وإصابة مركبة جوية آلية من طراز Scan Eagle وتدمير أهداف متحركة أخرى في البحر، واستم أداء السلاح بالدقة الشديدة ودون أي أخطاء، والقدرة على العمل في الأحوال الجوية القاسية مثل الرياح الشديدة والحرارة والرطوبة... وهو ما فاق كل التوقعات المنتظرة فيما يتعلق بإمكانية الاعتماد على هذا النظام ومدى سهولة صيانته".
أسلحة ليزر دولية International laser weapons
وتعمل دول كثيرة أخرى حاليا على إنتاج أسلحة هجومية ودفاعية موجهة بالليزر، وقد ضخت دول مثل إسرائيل والصين وروسيا، على وجه الخصوص، استثمارات ضخمة تقدر بمليارات الدولارات لتمويل البحوث الخاصة بإنتاج الليزر عالي الطاقة.
وخلال معرض سنغافورة للطيران 2014 كشفت شركة Rafael، النقاب عن "الأشعة الفولاذية" "Iron Beam"، وهي عبارة نظام ليزري متحرك عالي القوة للدفاع الدفاع الجوي. وطبقا لمسؤولي الشركة، ما يزال سلاح "الأشعة الفولاذية" قيد التطوير، وهو قادر على شل حركة الصواريخ المعادية من على بُعد ميلين ونصف، وإسقاط "قذائف الهاون (المورتر) كالذباب".
وتخلت الصين عن طبيعتها المعتادة عندما كشفت النقاب عن النجاح الذي حققه برنامجها الليزري، والذي يشمل نظاما دفاعيا قادرا على إسقاط مركبات جوية آلية صغيرة تحلق على ارتفاعات منخفضة بسرعة 80 ميلا في الساعة من على مسافة تتجاوز الميل طبقا لأحد التقارير التي نشرتها الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية.
وتعمل روسيا حاليا على إنتاج أسلحة ليزر سطحية ومجوقلة، وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأن وزارة الدفاع "تعاقدت مع شركات التصنيع العسكرية لاستئناف عملية تطوير أسلحة الليزر القتالية (منذ ثلاث سنوات). ونقلت صحيفة "إزفستيا" الروسية عن مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الروسية أن العقد ركز على تحديث المختبر الجوي A-60 flying laboratory على متن طائرة النقل الروسية Ilyushin-76".
وفي شهر ديسمبر عام 2014 صرح ألكسندر خرامتشيكن، نائب مدير معهد التحليلات السياسية والعسكرية"، لوكالة "تاس" الروسية بأن "أصبح واضحا وضوح النهار أن عملية تحويل سيناريوهات "حرب النجوم" إلى واقع قد باءت بالفشل، ولكن من الضروري تطوير أسلحة الليزر في إطار استراتيجيات الدفاع الجوي التكتيكية. وهذا هو المخرج الوحيد، ولكن لا بديل عن أسلحة الليزر التي أصبحت مهمتها اليوم تقتصر على القتال لأن المشكلات المتعلقة بالطاقة وتوزيع الأشعة من على مسافات بعيدة يصعب حلها في المرحلة الحالية".
أما بالنسبة إلى أوروبا، فنجد أنها، إلى جانب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، متخلفة عن السباق، حيث انتظرت منظمة العلوم والتكنولوجيا التابعة للناتو حتى شهر نوفمبر عام 2014 قبل أن توافق على تأسيس مجموعة لدراسة التأثيرات التكتيكية للجيل التالي من أسلحة الطاقة الموجهة، مع التركيز على القضايا المتعلقة بكيفية استخدامها في سماء الدول الأعضاء في الحلف.
نشر الأسلحة في الشرق الأوسط
لجأ سلاح البحرية الأمريكي إلى تمديد فترة انتشار "نظام التسلح الليزري" Laser Weapon System (LaWS) في منطقة الشرق الأوسط من أجل متابعة نجاحاته المبكرة، خاصة في بيئات التشغيل الحرجة مثل مضيق هرمز الواقع على مدخل الخليج العربي".
وذكر مابوس أن "القوة المتفاوتة لأسلحة الليزر تمنح القدرة للعسكريين على ردع أو شل أو تدمير كل الأهداف المعادية باستخدام سلاح واحد. إن تكلفة "طلقة" ليزرية واحدة من "نظام التسلح الليزري" أقل من دولار واحد، إذا ما قورنت بمئات الآلاف أو الملايين من الدولارات التي نتكبدها للدفاع عن أنفسنا في الوقت الراهن".
وأوضح مابوس أن "الليزر لم يثبت قدرته على تحمل الحرارة الشديدة في منطقة الشرق الأوسط والمجالات البحرية فحسب، بل وقدرته أيضا على تدمير الزوارق الصغيرة والأهداف المجوقلة. كل ما تحتاجه هو بحار واحد مسؤول عن تشغيل النظام، كما يمكن استخدامه كمنظار (تلسكوب) أيضا".
تدمير المركبات الجوية الآلية (بدون طيار)
في صيف عام 2015 نجحت شركة بوينج في تدمير إحدى المركبات الجوية الآلية (بدون طيار) فوق أحد مواقع الاختبارات في ولاية كاليفورنيا باستخدام أحد نظام لديها من أنظمة الليزر عالية الطاقة المعروف باسم "سلاح الليزر المدمج" Compact Laser Weapon (CLW) وهو أصغر حجما وأخف وزنا من نظيره HEL MD ويزن "سلاح الليزر المدمج" حوالي 650 رطلا، ويمكن تعبئته داخل أربع حاويات بحجم حقائب السفر، كما يمكن تركيبه في غضون دقائق قليلة، الأمر الذي يجعله أسهل حملا، ومن ثم محل اهتمام كبير من جانب الوحدات العسكرية الصغيرة السريعة الحركة مثل سلاح مشاة البحرية (المارينز) وقوات "العمليات الخاصة".
وفي وقت سابق من العام الجاري، عرض خبراء شركة بوينج قدرات المراقبة التي يتمتع بها "سلاح الليزر المدمج" على سلاح المارينز خلال تجربة ميدانية قام فيها السلاح بتتبع ورصد الطائرات المروحية المحلقة والمركبات الجوية الآلية (بدون طيار) من على مسافات تُقدر بعدة أميال. وقد تم بالفعل تسليم أول نموذج ل"سلاح الليزر المدمج" إلى أحد العملاء العسكريين الذي لم تفصح الشركة عن هويته، بينما قام فريق DeYoung بتطوير نموذج من الجيل الثاني بناء على توصيه العميل.
وصرح DeYoung ب "أننا نتعاون مع عدة عملاء مختلفين من أجل تحويل "سلاح الليزر المدمج" إلى سلاح ميداني قادر على تدمير هدف بحجم مركبة جوية آلية (بدون طيار) كمهمة أولى، رغم قدرته على تدمير عدة أهداف أخرى مثل الأنظمة المضادة لجمع المعلومات والمراقبة والاستطلاع counter-ISR [intelligence, surveillance, and reconnaissance] ونتطلع حاليا إلى إنتاج جيل جديد من أنظمة التسلح الكبر حجما، مع الاستمرار في إنتاج نظام HEL MD وبرنامج الليزر المنصوب على الأرض التابع للجيش الأمريكي، والعمل على تحديث النظام بما يسمح له بقبول ليزر أعلى طاقة وقوة".
وتركز شركة بوينج، وهي تفكر في حاجة وزارة الدفاع الأمريكية إلى امتلاك أنظمة قابلة للعمل مع بعضها البعض بصورة متوافقة تجنباً لتكرار البحوث، تركز عملها على نظام HEL MD و "سلاح الليزر المدمج" من أجل تصميم نموذج ل "نظام التحكم في الأشعة العالية الطاقة الثانوي" High Power Beam Control Subsystem (HP BCSS)، ويتميز هذا النظام يتوافقه في العمل مع أنظمة الليزر الصلب ذي الطاقة العالية التي تعمل الشركات الأخرى على تصمصمها لبرنامج "تعزيز تكنولوجيا الليزر الصلب" ONR's Solid State Laser Technology Maturation (SSL-TM) program
أسلحة ليزر الألياف والإلكترونات الحرة Fiber and free-electron lasers
من المتوقع أن تركز أسلحة البحرية الهجومية وأسلحة الطاقة الموجهة المستقبلية على أسلحة ليزر الألياف والإلكترونات الحرة Fiber and free-electron lasers، ويرى الخبراء أن تطوير التقنيات الخاصة بالتحكم في الأشعة التي يمكن تطبيقها على أنواع مختلفة من أسلحة الطاقة الموجهة مثل التصميم modelling والمحاكاة simulation لدعم عملية تطوير واختبار أسلحة الطاقة الموجهة. وبالنظر إلى حجم ووزن وقوة أشعات الليزر الحالية، والأهداف الرئيسية للتصدي لهجمات العدو المضادة للسفن، فمن المرجح أن يتم تخصيص أول إنتاج من أسلحة الطاقة الموجهة إلى حاملات الطائرات التابعة لسلاح البحرية الأمريكي.
ويصف اللواء بحري مايكل منازير، مدير الحرب الجوية، حاملة الطائرات بأنها "منصة رائعة لاستخدام الطاقة الموجهة" من أجل الأغراض الدفاعية أولا، ولكن مع تقدم هذا النوع من التكنولوجيا فسيكون من الممكن استخدامها للأغراض الهجومية أيضا. وقد تم تصميم حاملات الطائرات الجديدة من طراز "فورد" بحيث تكون قدرة على استيعاب هذه الأسلحة القادرة على توليد ثلاثة أضعاف القوة الكهربية لحاملة الطائرات القديمة "نيميتز" – 13,800 فولت مقابل 4,160 فولت. كما أن محولاتها الكهربية الأربعة بقوة 26 ميجاوات تمنح حاملة الطائرات قوة دفع تعادل 104 ميجاوات.
مستقبل أسلحة الليزر
ما زالت التطورات المستقبلية المتعلقة بأسلحة الليزر ذات الطاقة العالية وأسلحة الطاقة الموجهة عموما تواجه سلسلة من التحديات الصعبة، مثل كيفية مواكبة التقنيات المتلاحقة السريعة في مجال الحاسب الآلي والطاقة والتبريد والمواد، وكيفية ترجمة التكنولوجيا النظرية إلى أسلحة عسكرية بصورة تجارية.
وصرح DeYoung من شركة بوينج بأن "استمرار التطورات المتلاحقة من شأنه أن يطور طاقة كبيرة يمكن أن تستفيد منها هذه الأنظمة التكتيكية، وتستطيع التقنيات الحالية إنجاز هذه المهام، وكل ما ينقصها هو تنقيحها وتحويلها إلى أسلحة عسكرية".
وصرح هيكسون من شركة Northrop Grumman بأن من الضروري إحراز المزيد من التطور والتقدم من أجل تلبية المتطلبات. وقال إن "الشركات الصناعية تبحث اليوم بشدة عن تطوير الليزر وجعل أسلحة الليزر مدمجة نوعا ما، ولكن علينا أيضا أن نفكر في أنظمة التبريد وأنظمة الطاقة اللازم حملها على نفس المنصة مع أسلحة الليزر تلك، وأن نعمل على تصغير حجم النظام –وليس الليزر فحسب- ككل بقدر الإمكان. وأضاف "أن علينا مستقبلا أن نبدأ رحلة البحث عن كيفية تصغير عملية التحكم في الأشعة وأنظمة التبريد وأنظمة الطاقة، والتأكد من أنها كلها مناسبة لنظام القيادة والسيطرة الحالي الموجود على متن الطائرة أو السفينة أو المركبة الأرضية.
قرار المقاتلات الحربية
كل هذا يعني أن القرار بيد المقاتلات الحربية في نهاية المطاف، وأن الأمر يتوقف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها العدو، والوسيلة المثلى للتعامل معها. وقال DeYoung إن"الخطر الأكبر اليوم يتمثل في المركبات الجوية الآلية (بدون طيار) التي تحلق على ارتفاعات منخفضة والبطيئة السرعة والصغيرة الحجم التي يتعين على سلاح الليزر التعامل معها وتحييد خطرها. ويتيح سلاح الليزر للمقاتلات الحربية إمكانية توفير الصواريخ الباهظة الثمن في عمليات الاشتباك مع العدو، والتي يمكن استخدامها –من الناحيتين الاقتصادية أو اللوجستية- ضد أهداف أكثر تكلفة. لهذا، يجب منح المقاتلات الحربية مزيدا من الخيارات، حيث يوجد أشياء كثيرة يمكن لأسلحة الليزر أن تتعامل معها".