طالب الدبلوماسي الإسرائيلي إيلان باروخ، الحكومة الألمانية، بوقف تزويد إسرائيل بالغواصات المتطورة وعدم إبرام المزيد من الصفقات مع سلاح البحرية الإسرائيلي في هذا الصدد، قبل أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق سياسي مع السلطة الفلسطينية.
وأدلى باروخ الذي كان قد عمل سفيرا لبلاده في مانيلا وبريتوريا، وخدم قبلها في مناصب دبلوماسية في كل من سنغافورة ولندن وكوبنهاغن وغيرها من العواصم، بحوار لصحيفة (NRC) الهولندية، وتناقلته وسائل الإعلام العبرية، مؤكدا على ضرورة ألا تزود ألمانيا الجيش الإسرائيلي ولا سيما سلاح البحرية بالمزيد من الغواصات قبل أن تبدي الأخيرة استعدادا للدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين.
ونقلت وسائل الإعلام عن السفير الإسرائيلي السابق، صاحب التوجهات اليسارية، أن عدم حرص الحكومة الإسرائيلية الحالية على السلام وتقويضها لمحاولات البدء في مفاوضات جديدة مع السلطة الفلسطينية، يحتم على السلطات الألمانية تجميد الصفقات التي أبرمتها مع إسرائيل ومنع تسليمها الغواصات المتعاقدة عليها.
وأشار باروخ إلى أنه كلما أصبحت الحكومة الإسرائيلية أكثر تطرفا، فإن المزيد من الدول المستنيرة ستنضم إلى الخطوات التي تعاديها، وأن بلدا مثل ألمانيا لا ينبغي أن يزود البحرية الإسرائيلية بالمعدات العسكرية المتطورة في وقت تقف فيه الحكومة العبرية في مواقف رافضة للتقدم على المسار السياسي.
واتهمت مصادر إسرائيلية، باروخ، بالعمل ضد مصالح حكومتها، زاعمة أنه كان قد تقاعد من العمل بوزارة الخارجية بعد أن حاول تولي منصب السفير الإسرائيلي لدى القاهرة قبل 6 سنوات، وأنه منذ ذلك الحين يشارك أو يقود حملات معادية لإسرائيل ومطالبة بتوقيع عقوبات على حكومة بلاده.
وشارك السفير الإسرائيلي السابق في الحملات التي طالبت السلطات البرازيلية برفض تعيين داني ديان سفيرا لإسرائيل لديها، الأمر الذي دفع الأخير لشن هجوم عليه عبر حسابه في “تويتر”، حيث أشار الأخير إلى أن باروخ الذي عمل ضده بشكل شخصي، يطالب الآن الحكومة الألمانية بعدم منح إسرائيل واحدة من أهم الأسلحة الاستراتيجية.
ويقود عدد من الدبلوماسيين والسفراء الإسرائيليين السابقين ممن يمتلكون في الغالب توجهات يسارية، خطوات جادة على الصعيد الدولي ضد حكومة نتنياهو اليمينية، في ظل تدهور الأوضاع بوزارة الخارجية وتكليف شخصيات عديمة الخبرة بإدارتها، فضلا عن رؤيتهم الداعية لضرورة استئناف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية، حيث كونوا انطباعا من خلال علاقاتهم بشخصيات سياسية ودبلوماسيين أجانب عن مدى العزلة التي تعيشها إسرائيل جراء سياسات حكومة نتنياهو.
وبلغت تلك الخطوات ذروتها في تأسيس السفير الإسرائيلي السابق، ألون ليئيل، مجموعة ضغط تضم شخصيات يسارية وشخصيات عملت بالسلك الدبلوماسي الإسرائيلي وسفراء سابقين، أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم “مجموعة ليئيل” تطالب بالمزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل، وتقوم بخطوات قوية داخل الإتحاد الأوروبي، لدرجة أن هناك من يعتقد أنها لعبت دورا كبيرا في قرار الاتحاد فيما يتعلق بوسم منتجات المستوطنات الورادة من الضفة الغربية وفي تعديل القرار بعد ذلك ليشمل مستوطنات الجولان المحتل.
وتضم “مجموعة ليئيل” فضلا عن مؤسسها، الذي يعمل حاليا كباحث في العلاقات الدولية كل من السفير السابق إيلان باروخ، ويطالب بمنع تسليم إسرائيل الغواصات الألمانية، وأستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب البروفيسور إيلي بار نافي، ودانيال كانمان الحائز على جائزة نوبل في العلوم الإقتصادية عام 2002، وعشرات السياسيين ورجال الفكر والدبلوماسيين الإسرائيليين.