من المتوقع أن يدخل ضمن تسليح الجيش الروسي قريباً مسدس فردي من نوع جديد، ليحل محل مسدّسي " ماكاروف" و" ياريغين" الشهيرين. وقد صُنع هذا النموذج الجديد في معهد البحوث العلمية المركزي لصناعة الآلات الدقيقة، بحسب ما أعلن المسؤولون في هذا المعهد.
وبالرغم من أن نموذج المسدس الجديد لا يحمل اسماً محدداً حتى الآن، إلا أن الحديث يمكن أن يدور حول أحد تعديلات مسدس أس بي أس " سيرديوكوف" الفتاك آلي التلقيم وصغير الحجم.
يُعدّ مسدس " سيرديوكوف" واحداً من أفضل المسدسات الحديثة من حيث مواصفاته القتالية، علماً بأنه صُنع من الصفر، ومع أنه ليس سرياً، إلا أن الخبراء بالأسلحة الفردية وحدهم يعرفون عن وجوده.
يتسلح بمسدس " سيرديوكوف" ( يحمل اسم مصممه بيوتر سيرديوكوف، ولا يمت لاسم وزير الدفاع الروسي السابق بأي صلة) رجال الاستخبارات الروسية ـ الحراس الشخصيون للرئيس فلاديمير بوتين الذين لا يفارقونه في جولاته الرسمية في جميع أنحاء العالم.
وقوة هذا المسدس صغير الحجم فتاكة لدرجة أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت الاستخبارات الروسية من إدخاله إلى أراضيها، وسمحت للحراس بحمل مسدسات فردية أقل قوة.
يعمل مسدس " سيرديوكوف" بلا خلل في مختلف الظروف المناخية القصوى؛ في منطقة القطب الشمالي حتى – 50 درجة مئوية، وفي حر الصحراء المضني حيث ترتفع الحرارة إلى + 50 درجة مئوية، وفي كلتا الحالتين يظل هذا المسدس فعالاً. كما يستطيع الرامي ذو المستوى المتوسط من الإعداد أن يسجل نتيجة جيدة خلال إطلاق عشر طلقات متتابعة من هذا المسدس، فعلى مسافة 25 متراً لا يشكل تباعد الطلقات على الهدف سوى 6.5 سم، أما على مسافة 100 فلا يزيد عن 32 سم.
ظهر مسدس " سيرديوكوف" في عقد التسعينيات العاصف من القرن الماضي كسلاح فردي جديد للضباط. آنذاك، عمت روسيا موجة من الإجرام، وكان المجرمون يستخدمون بكثرة السترات الواقية من الرصاص، وكانت الحاجة إلى مسدس يمكن أن يصيب شخصاً يرتدي مثل هذه السترات. وكان مسدس " سيرديوكوف" ( برصاصات من نوع " أس آر ـ 10" التي صنعت خصيصاً له) قادراً على أن يخترق عن مسافة 100 متر السترة الواقية المزودة بحماية من صفائح التيتانيوم بسماكة 1.4 ملم و 30 طبقة من ألياف كيفلر، أو رقائق من الفولاذ بسماكة تصل إلى 4.4 ملم.
ويجري تطوير مسدس " سيرديوكوف" باستمرار، ففي أغسطس/ آب من عام 2012 عرض معهد البحوث العلمية المركزي لصناعة الآلات الدقيقة تعديلاً جديداً تحت تسمية " أس آر 1 أم بي". وكان يتميز بوجود أخاديد تحت جانبي الجزء الأمامي من الإطار وبوجود شرائح Picatinny، وهي عبارة عن جهاز لتثبيت منظار التسديدعلى هذا السلاح ومؤشر ليزري على الهدف ومصابيح تكتيكية، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن تثبيت كاتم صوت على هذا المسدس.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية لم تشتر هذا المسدس حتى الآن، علماً بأنه يجري إنتاجه بأعداد قليلة في مصنع "ماياك" لقطعات النخبة من جهاز الاستخبارات ومصلحة الحماية الروسية ووزارة الداخلية، لأن الوحدات الخاصة لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسلحة.