مع تنامي التهديدات الإرهابية في أيامنا الحالية، وفي ظلّ تسارع الأحداث في المنطقة، أصبحت مسألة تعزيز الدول العربية والعالمية لقدراتها العسكرية بأنظمة الدفاع الصاروخي ذات أهمّية كبرى، بهدف التصدي للمخاطر التي تواجهها من أجل ضمان أمن بلادها. ويعتبر نظام الدفاع الجوي والصاروخي "باتريوت" (Patriot) من الأنظمة التي تشكّل العمود القفري للقوات المسلحة العربية والعالمية خلال مهماتها العسكرية. ولقد تم اختبار صاروخ باتريوت طويل المدى والعامل في كافة الظروف المناخية، أكثر من 2500 مرة حتى اليوم.
وتعتبر شركة رايثيون (Raytheon) الأميركية، الرائدة في مجال التكنولوجيا، الدفاع والأمن، إحدى أكثر الشركات المعنيّة بتطوير قدرات منطقة الشرق الأوسط، حيث أنها عملت مع دول عربية عدّة لضمان أمنها وتوفيرها ببيئة سليمة خالية من التهديدات الأمنية. وفي هذا الإطار، أجرى موقع "الأمن والدفاع العربي" مقابلة مع المدير التنفيذي لأنظمة الدفاع المتكاملة في الإمارات لدى شركة رايثيون، السيد مايكل ترونولون، الذي سلّط الضوء على أهمية علاقة الشركة مع منطقة الشرق الأوسط وأطلعنا على أحدث مشاريع الشركة في ما يخص أنظمة باتريوت.
استهلّ ترونولون الحديث قائلاً: "تتمتع شركة رايثيون بعلاقة استراتيجية مع منطقة الشرق الأوسط، ونحن نسعى دائماً إلى تزويد شركائنا بأفضل الخدمات من خلال التركيز على حاجاتهم وتلبيتها بأفضل شكل. لقد مضى على وجودنا في هذه المنطقة خمسين عاماً ونحن نسعى إلى البقاء هنا لخمسين عام أخرى".
وحول زبائن الباتريوت، أضاف ترونولون: "أنا سعيد جداً بانضمام دولة قطر مؤخراً إلى لائحة زبائننا التي تمتلك أنظمة باتريوت، ولدى دول عربية عدّة النظام نفسه كالمملكة العربية السعودية. أنا أؤمن بشكل كبير بقدرات هذا النظام، فهو النظام الدفاعي الصاروخي الوحيد الذي تم إثبات قدراته على أرض المعارك، كما أنه الأكثر اختباراً في العالم".
توفّر رايثيون لـ13 دولة، بما في ذلك خمس دول تابعة لحلف شمال الأطلسي، نظام دفاعي متطّور يتم تحديثه بشكل مستمر لاستباق التهديدات المتطورة. ومن التحديثات الأخيرة نذكر:
رادار منظومة المسح الإلكتروني النشط (AESA) الذي سيزيد من مدى الصاروخ على الكشف عن الأهداف وتمكينه من تغطية الأجواء على نطاق 360 درجة، وأنظمة قيادة وسيطرة مشتركة تسمح بالقيام بعمليات سلسة مع أنظمة الشركاء والحلفاء.
وفي هذا السياق، قال ترونولون إن "التقنيات التي أضيفت على نظام باتريوت عززت بشكل كبير قدراته"، مشيراً إلى أن النظام قديم ويعود تواجده إلى ثمانينات القرن الماضي، ولكنه قد تطوّر كثيراً مع التحديثات التي تم اجراؤها عليه.
وبحسب المدير التنفيذي، إن المسألة الرئيسة التي تركز عليها شركة رايثيون اليوم، لا تتمثل فقط بالجانب التقني لصاروخ باتريوت- أي بالتقنيات والتحديثات التي تُضاف إليه- بل أن مسألة التدريب على النظام يشكّل أهمية كبرى بالنسبة للشركة المنتجة. وقال: "نحن نركز بشكل كبير اليوم على كيفية تحسين التدريب، ويسعى مشغلو الشركة بشكل دائم إلى مساعدة الجنود على استخدام الأنظمة الجديدة"، مضيفاً أن "جزء من علاقتنا مع الشركاء يقوم على تزويدهم بالخبرة الأساسية لاستخدام الأنظمة".
وختم ترونولون قائلاً: "أنا أثق برايثيون، وإن السبب الرئيس لانضمامي لتلك الشركة يعود إلى أنها تثق بعملائها وشركائها وهي تسعى إلى إقامة علاقة طويلة الأمد مبنيّة على الصداقة مع شركائها. نحن هنا، في منطقة الشرق الأوسط، لاستجابة طلبات زبائننا في السراء والضراء. صحيح أننا نتميّز بتطويرنا لأحدث الرادارات والتقنيات، ولكن ما يهمّنا أكثر هو أننا نريد أن نكون الشركاء الأفضل لحلفائنا وأصدقائنا للتأكد من أننا ما زلنا هنا وجزء من هذا المجتمع".
موضوع: نظام Patriot من Raytheon : العمود الفقري لقوات منطقة الشرق الأوسط والعالم 
السبت ديسمبر 19 2015, 10:47