للمرة الأولى في التاريخ، يخوض حزب الله حرب المناورات الهجومية كجزء من عملياته في سوريا، وقد اضطر الحزب إلى تغيير أهدافه الأساسية لتصبح الاستيلاء على الأراضي وإبقاء السيطرة عليها، وفي الوقت نفسه محاربة القوات شبه التقليدية التي تستخدم تكتيكات حرب العصابات، ويفترض انخراط روسيا بالحرب في سوريا أن حزب الله يتعلم هذه الدروس من أحد أفضل الجيوش في العالم، حيث تحافظ القوات الروسية على الأرجح على تعاون وثيق جداً مع شركائها للتأكد من أنهم يقومون بتنفيذ مهامهم.
على المستوى الكلي، سيطّلع حزب الله على الفكر العسكري الروسي، الذي يتضمن مفاهيم تشغيلية متطورة ومهارات متقدمة من ناحية التخطيط العسكري لأنواع مختلفة من العمليات، بما فيها حملات مكافحة التمرد وحملات تقليدية.
وعلى نطاق أوسع، يطّلع الحزب على الأرجح عن كثب على كيفية قيام المحللين الروس بجمع الاستخبارات لتقديم صورة أوضح عن العدو وأرض المعركة. وتعتبر هذه الملاحظات ذات قيمة خاصة بالنسبة إلى حزب الله كونه لا يملك خبرة كبيرة في الاستخبارات البصرية.
كما أن العمل مع الروس سيساعد الحزب أيضاً على تعلم كيفية تنفيذ عمليات هجومية معقدة في البيئات الحضرية، بما فيها كيفية تنظيم بنية فعالة للقيادة والتحكم، وكيفية اختيار أسلحة مختلفة لسيناريوهات مختلفة، وكيفية خلق أهداف إضافية بعد الدخول إلى أرض المعركة، وكيفية المحافظة على الطرق اللوجستية.
يمكن أن يطّلع حزب الله بوضوح على كيفية تنظيم قواته وفقاً للمهام على النحو الملائم، والتنسيق بين عناصر متفرقة على أرض المعركة بشكل فعال.
وعلى المستوى الاستراتيجي، يبدو أن الحزب قد تخلى عن مقاربة عدم الخسارة وأخذ يركز عوضاً عن ذلك على طرق تحقيق الانتصارات المرتقبة في مراحل مبكرة من نزاع معين. على سبيل المثال، أعرب حزب الله مرارا أن قواته تخطط لاختراق الحدود الشمالية لإسرائيل خلال الحرب المقبلة، إن المحادثات مع القادة الروس يمكن أن تدعم هذا التحوّل وتساعد حزب الله على مواصلة تطوير استراتيجياته الهجومية.
وعلى المستوى التكتيكي، يشغل حزب الله حالياً مقعداً في الصفوف الأمامية يتيح له مراقبة مختلف نظم الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الروس في سوريا، واكتساب الخبرة من استخدام نسخ روسية متفوقة من المعدات الأساسية قد تكون حاسمة.
بما أنه يبدو أن روسيا وحزب الله لن ينسحبا في القريب العاجل، سيستمر الحزب في استخلاص الدروس. وإن شركائه في الجريمة مثل الحوثيين في اليمن سرعان ما سيحذون حذوه.
وعلاوةً على ذلك، سيتفوق حزب الله بقدراته على القوات المسلحة اللبنانية بشكل أكبر ليزيد انعدام الاستقرار والتوتر الحزبي السائدين في لبنان.
تجدر الإشارة إلى أنه في حين يكتسب حزب الله خبرة قيّمة في سوريا، فإن الأعداء الذين يواجههم هناك أضعف بكثير من جيش الدفاع الإسرائيلي.
مصدر