يتطلع البنتاغون إلى توسيع عمليات تخزين المعدات بشكل مسبق حول العالم خلال العام المقبل إذ يسعى لمواجهة تزايد التحديات في جميع أنحاء العالم في ظل موازنة أصغر مما كان متوقعًا.
وقال الجنرال جون برودميدو، نائب مدير الخدمات اللوجيستية (J4)، في تصريحات له خلال مقابلة صحفية مع ديفينس نيوز في 18 ديسمبر، أنه يتوقع نموًا في استخدام تخزين المعدات بشكل مسبق في المستقبل القريب – ولكنه أكد على أن كل قرار بشأن تخزين القدرات بشكل مسبق ينبغي وزنه بعناية.
وأضاف برودميدو، “أنا مؤمن تمامًا بأن عملية التخزين المسبق للمعدات قد تمت بشكل صحيح، بالقدر الصحيح من الصرامة الذهنية والموارد التي تُستخدم في الحفاظ على العتاد في حالات مناسبة وفي المكان المناسب، الأمر الذي يكسبك ليس فقط فعالية كبيرة، بل أيضًا كفاءات جيدة في استخدام المعدات”. ولكن، “هناك جانبان سلبيان في هذا الأمر، خاصة فيما يتعلق بالتخزين الأرضي”.
وأشار إلى جانبين سلبيين فيما يتعلق بالمعدات المخزنة مسبقًا. الأول، على حد قوله، هو أن ترك المعدة في مكان واحد يعني أ، أي عدو يمكنه القيام برد فعل ومحاولة وضع الموقع تحت التهديد. فعلى سبيل المثال، إذا تم وضع كمية كبيرة من العتاد على الحدود مع روسيا، فإن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنها نقل بعض النظم المضادة للطائرات من طراز S-400 في مكان قريب من هذه المعدات، الأمر الذي يضع الموقع فجأة تحت “حلقة تهديد”، على حد وصف برودميدو.
كما أشار إلى أن المشكلة الأخرى تتمثل في تغطية التكلفة الكلية لصيانة المعدات.
وأوضح قائلاً، “لا يمكنك اعتبار التخزين المسبق أنه مجرد تخزين. فإذا فكرت أن كل ما يتم القيام به هو مجرد تخزين مجموعة من المعدات، فإنك بذلك تكون قد ارتكبت خطأ، لأن ما سيحدث هو أن المعدة لن تكون في وضع الاستعداد القتالي”. “عليك أن توفر جهود الصيانة لها. عليك أن تنفق الأموال للحفاظ على المعدة في وضع الاستعداد القتالي”.
وأشار إلى “أن هذه الصيانة تشمل التأكد من تحديث البرامج وأن يتم الاحتفاظ بالمعدات ف مثل هذه الحالة (عندما تقع قوة عليها وتضغط على مفتاح التشغيل، فإنها تعمل بالفعل ولا تبدأ في التسريب”.
كما أشار إلى أن التفكير من خلال التخزين المسبق المحتمل يعد أمرًا رئيسيًا بالنظر إلى كمية المعدات الزائدة التي يخطط البنتاغون لتصفيتها في السنوات المقبلة.
وأضاف، “إننا سنصفي المعدات التي من المفترض أن نقوم بتصفيتها – لا يوجد مغزى اقتصادي للاحتفاظ بكل هذا الكم من المعدات – ولكن لا يوجد مغزى اقتصادي أيضًا لتصفية كل هذا العتاد الزائد”. “إذا كنا سنخزنها، فدعونا نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، وهذا هو التوازن – فكم معدة من هذه المعدات ينبغي علينا وضعها في مخازن باهظة الثمن متقدمة؟ فينبغي وضع بعضها هناك”.
إن مفهوم التخزين المسبق ليس جديدًا، ولكن لم يزد الاهتمام به خلال العام الماضي.
ففي يونيو، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنه سيتم وضع 250 دبابة، عربات القتال Bradley ومدافع howitzers ذاتية الدفع في جميع أنحاء البلدان الستة التي هي قريبة من روسيا تحت إشراف “مجموعة نشاط أوروبية”. ووفقًا لمراقب البنتاغون مايك ماكورد، فإن التمويل لهذا العتاد في أوروبا يشهد زيادة في الطلب في ميزانية السنة المالية لعام 2017.
كما أن الجيش، على وجه الخصوص، قد أعرب عن رغبته في زيادة كمية العتاد المخزن في جميع أنحاء العالم. وترافق ذلك مع إعلان مسؤولين في يونيو أن الخدمة تعتزم تخزين معدات بشكل مسبق في المحيط الهاديء بحلول عام 2016.
وفي حديث له لديفينس نيوز في شهر أكتوبر، أشار الجنرال دينيس فيا، رئيس قيادة العتاد في الجيش، إلى أنه كان يدرس عدة خيارات خاصة بالتخزين المسبق. كما أعرب قادة الجيش، بما في ذلك الرئيس السابق لهيئة الأركان الجنرال راي أوديرنو، عن ضرورة أن يستمر الجيش في الحفاظ على المعدات متمركزة في الخطوط الأمامية من أجل تسريع أوقات الاستجابة للأزمات، سواء العسكرية والإنسانية.
وفي تصريحات للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر، قال العميد بن هودجز، القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا، أنه يريد أن يرى انضمام الحرس الوطني لمهمة التخزين المسبق التابعة لمجموعة النشاط الأوروبية.
وأضاف هودجز، “حسنًا، ما كنت عرضته على الحرس على سبيل المثال، أنه إذا أراد الحرس وضع المعدات في أوروبا، وأن أود ذلك، فيمكن أن نضيفها إلى مواقع [مجموعة النشاط الأوروبية] – وذلك للاستفادة منها – أو أنها قد توضع في ألمانيا، على سبيل المثال، إذا اختار الحرس القيام بذلك، ولكن أنا لا أرى مواقع إضافية تابعة لمجموعة النشاط الأوروبية”. “بالتأكيد نحن نبحث دائمًا عن احتمال ما إذا كان الجيش سيضع مزيدًا من المعدات في المخازن المسبقة التابعة للجيش لأغراض الردع. نحن نبحث عن أماكن لذلك أيضًا ولكن ليس لدي قرارًا رسميا بشأن ذلك “.
كما زعم برودميدو أيضًا أن برنامج مخازن الجيش المسبقة يمكن توسيعه، ولكنه أشار إلى أن العتاد المُخزن مسبقًا من كافة الأنواع، بما في ذلك المجموعات الإنسانية، يستحق النظر.
وأضاف، ” أنت ترى هذا في كل مكان. إننا نرى مجموعات [الكوارث الإنسانية والإغاثة الإنسانية]، ونرى المجموعات العملياتية، تبدأ حقًا في لعب دور أكثر أهمية. وأنا أعتقد أنك سترى توسع ذلك”.