قال أمير منطقة الصحراء الكبرى في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جمال عكاشة، المكنى بيحيى أبو الهمام، إنه بعد مرور قرابة ثلاثة أعوام على بدء الحملة الفرنسية ضد الجماعات "الجهادية" في مالي، ما تزال هذه الجماعات قادرة على ضرب الفرنسيين حيثما أرادت.
وقال أبو الهمام في تسجيل صوتي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، مخاطبا الفرنسيين، "لقد وعدناكم بحرب عصابات طويلة الأمد نستنزف فيها قدراتكم المادية والبشرية.. ووعدتمونا في وسائل إعلامكم بأن مهمتكم سوف تنتهي في بضعة أشهر".
وأوضح أنه بعد مرور قرابة ثلاث سنوات انهالت الضربات تباعا على فرنسا في شمالها ووسطها وجنوبها، رغم التعتيم الإعلامي، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن "المجاهدين" وجهوا ضربة للفرنسيين في أشد المناطق تحصينا وفي قلب بماكو عاصمة دولة مالي في غرب أفريقيا.
وفي إشادة ضمنية بالهجمات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر/تشرين الثاني، أضاف أبو الهمام أن "عمليات إخواننا" وصلت إلى أوروبا، وفي قلب "عاصمتكم باريس، وعلى مسمع رؤسائكم ووزرائكم".
وتعتبر هذه أول مرة يشيد فيها قيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعمليات تنظيم الدولة الإسلامية، الذي ظل محل انتقاد وهجوم في خطابات قادة تنظيم القاعدة.
واتهم أمير الصحراء الكبرى الرئيسَ الفرنسي فرانسوا هولاند بالكذب على شعبه، مضيفا -في حديثه للفرنسيين- أن "رئيسكم هولاند يكذب عليكم ويخدعكم عندما يقول لكم إن المجاهدين يستهدفونكم من أجل حضارتكم وقيمكم النبيلة، فهذا كله كذب وخداع".
وهاجم أبو الهمام الحضارة الغربية واصفا إياها بأنها "حضارة العهر والانحلال"، مشيرا إلى أن الحكومة التي انتخبها الشعب الفرنسي ورضي بسياساتها "قد ارتكبت خطأ تاريخيا عند غزوها لأراضي المسلمين، في مالي وأفريقيا الوسطى وغيرها من بلاد المسلمين، وكذلك قصفها لإخواننا وأهلنا في سوريا والعراق".
وتعرض أبو الهمام لبعض جرائم الاحتلال الفرنسي للجزائر خلال القرن الماضي، قائلا "يكفينا من قيمكم هذه ما فعلتموه في أرض الجزائر من مجازر رهيبة ضد شعب مسلم بريء، فمجزرة اسطيف وكالمة وخراطة التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف مسلم بريء أُبيدوا عن آخرهم، بقصف طيرانكم ومدافع عساكركم، فهذه واحدة من قيمكم النبيلة".
وأكد على أن عملية الهجوم على فندق راديسون بلو التي نفذتها إمارة الصحراء في تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي بالتعاون مع تنظيم المرابطون في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بماكو، كانت تستهدف الفرنسيين بالدرجة الأولى.
يأتي هذا التسجيل الصوتي الأول من نوعه لأمير منطقة الصحراء الكبرى في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ضمن موجة من التصريحات والبيانات لقادة التنظيم تتابعت مؤخرا، كان من بينها بيانان صادران عن أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود وعن تنظيم "المرابطون"، يعلنان فيهما اندماج التنظيمين وانخراط "المرابطون" في مسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
كما تزامن هذا التسجيل مع سلسة بيانات ورسائل وزعها التنظيم في شمال مالي، يحذر فيها السكان المحليين من مغبة التعاون مع القوات الفرنسية في حربها ضد الحركات الجهادية.