أفاد موقع "انتليجانس" (Intelligence Online) الاستخباراتي الفرنسي الأسبوع الماضي أن المملكة العربية السعودية قدمت طلباً إلى فرنسا، من أجل تزويدها بمقاتلات رافال (Rafale) في غضون الأسابيع المقبلة، بعدما أعلنت حاجتها الماسة إلى هذه الطائرة. وكشف الموقع أن السعودية تسعى للحصول على 72 مقاتلة رافال بأسرع وقت، مشيراً إلى أن السلطات الفرنسية تواجه صعوبة في توفير هذه الصفقة، خاصة وأن السعودية أعلنت رغبتها في الحصول على هذا العرض خلال الأسابيع المقبلة.
وأصبح تزايد الطلب السعودي على السلاح الفرنسي يشكل ركيزة أساسية في علاقة باريس والسعودية، فهل تعتبر هذه الصفقة ترجمة لإعلان الرياض بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب أم أنها مبنيّة على حسن العلاقات الثنائية بين البلدين في الوقت الراهن؟
وكانت فرنسا والسعودية وقّعتا في تشرين الأول/أكتوبر عقوداً بعشرة مليارات يورو، تشمل بشكل رئيس مجال التسليح والملاحة والأقمار الاصطناعية؛ من هنا، يمكن لصفقة المقاتلات أن تكون جزءاً من تلك العقود التي تم توقيعها بين الطرفين.
تتزامن هذه الخطوة في ظلّ تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وفي إطار اهتمام الدول العربية الكبير والمتزايد لاقتناء مقاتلات متعددة المهام بهدف مكافحة الإرهاب، كما أنها تعتبر مؤشراً إيجابياً بارزاً للشركة المصنّعة داسو (Dassault). فهي اليوم، بالإضافة إلى العقود التي وقعتها مع كل من مصر (24 مقاتلة) وقطر(24 مقاتلة) والهند (36 مقاتلة)، تجري مفاوضات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لبيعها ستين مقاتلة من هذا النوع. وكما توقّعنا، لقد فتحت هذه الخطوة المجال أمام بلدان عربية ودولية أخرى كالمملكة العربية السعودية لشراء هذا النوع من المقاتلات.
وفي مقارنة بين الرافال والمقاتلات الأخرى، تختلف الطائرة الفرنسية بثلاث نقاط: الأولى، سعر المقاتلة، فإن تخطّي جمود عمليات بيع المقاتلة يبيّن أن الشركة الفرنسية اعتمدت شروطاً أكثر ليونة، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى نجاح صفقات المقاتلة مع مصر وقطر والهند مما ساهم في خفض سعرها، الأمر الذي يشجّع الدول الأخرى على إتمام الصفقات. وسيسهّل هذا الأمر الوضع على الإمارات العربية المتحدة.
من ناحية ثانية، تتميز الطائرة بمنافستها، فهي مقاتلة حديثة قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام خلال طلعة جوية واحدة، وفي وقت متزامن، كتنفيذ هجوم بري ودفاع جوي على سبيل المثال في وقت واحد. توفر المقاتلة المتعددة المهام التفوق في الدفاع الجوي، مهاجمة الأهداف الأرضية أو البحرية، دعم القوات البرية عن قرب بالنيران عن قرب والاستطلاع وتوجيه الضربات النووية.
ثالثاً، نذكر رغبة الدولة الفرنسية في نقل التكنولوجيا بينها وبين كافة الدّول، فهي تتمتع مع كل دولة بمستوى نقل تكنولوجيا يختلف عن الأخرى.
ويتوقّع أن تزوّد المقاتلة الفرنسية القوات الجوية الملكية السعودية بقدرات هائلة خاصة وأنها حديثة ومتعددة المهام وقادرة على القيام بالمناورات الجوية والقتال الجوي.
عن المقاتلة:
تعتبر المقاتلة، رأس حربة الدفاع الفرنسي، وقد تم استخدامها في عدة عمليات في افغانستان وليبيا ومالي والعراق. وأطلق برنامج رافال في 1988 وكانت أول رحلة تجريبية لها في 1991 فيما خرجت أول مقاتلة من السلسلة المخصصة لسلاح الجو الفرنسي من المصانع عام 1998.
المساحة التي تفصل جناحي الطائرة: 10.90 متراً
الطول: 15.30 متراً
وزن الطائرة وهي فارغة: 10 طن
الوزن الأقصى عند الإقلاع: 24.5 طن