في ظلّ التحالف الدولي الذي لا يزال قائماً بقيادة الولايات المتحدة، وفي حين تمضي المملكة العربية السعودية بقيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تبرز آفة الإرهاب كأزمة موحِّدة تسعى الدول كافة لمحاربتها، الذي أصبح الشغل الشاغل لتلك الدول، خاصة مع بروز تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق وتمدده في سيناء والشمال الإفريقي، ونجاحه في تصدير العمليات الإرهابية الى أوروبا وأميركا.

أمّا اليوم، فقد بدأ التخطيط لمحاربة الإرهاب بالإرتقاء إلى مرحلة جديدة؛ من خلال إعلان الرياض تشكيل تحالف عسكري "إسلامي" من 34 بلداً تمثل منظمة التعاون الإسلامي.

فقد أعلنت المملكة العربية السعودية في 15 كانون الأول/ديسمبر عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي "لمحاربة الإرهاب" يضم 34 بلداً بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية. ويأتي الإعلان بعد تكرار تصريحات غربية في الفترة الماضية، لا سيما من الولايات المتحدة، عن ضرورة وجود قوات على الأرض تقاتل ضد التنظيمات الإرهابية.

وجاء في البيان أنه “تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، فقد تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود".

وأضاف البيان أنه “سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين”.

ومن بين الدول المشاركة في التحالف نذكر مصر، ليبيا، تونس، المغرب، الأردن، الإمارات، البحرين، قطر، الكويت، لبنان، دولة فلسطين، السودان، تركيا وباكستان. كما أبدت عشر دول أخرى أبرزها اندونيسيا، تأييدها للتحالف "وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن"، بحسب الوكالة.

وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن هذا التحالف "يأتي حرصاً من العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء ولكي يكون شريكاً للعالم في محاربة الإرهاب"، مضيفاً "اليوم كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جداً من خلال هذه الغرفة"، مما سيطوّر "الأساليب والجهود التي ممكن أن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي".

وأكّد ولي ولي العهد، أن التحالف سيحارب "أي منظمة إرهابية تظهر أمامنا، أما بخصوص العمليات في سوريا والعراق، فلا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أنه "لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء  واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وافغانستان، وهذا يتطلب جهوداً قوية جداً لمحاربته"، مؤكداً أن التحالف الجديد سيواجه الإرهاب "عسكرياً وفكرياً وإعلامياً".