قالت تقارير إعلامية جزائرية إن أجهزة الأمن رفعت حالة الاستنفار الأمني إلى أقصى درجة، تخوفاً من عمليات إرهابية محتملة، وذلك منذ الاعتداءات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، موضحة أن هناك أربعة سيناريوهات لاعتداءات إرهابية تستعد قوات الجيش والأمن الجزائرية لمواجهتها.
وأضافت صحيفة «الوطن» (خاصة) نقلا عن مصادر أمنية أن أجهزة الأمن تعيش حالة استنفار قصوى، منذ اعتداءات باريس الشهر الماضي، خاصة وأن معلومات وصلت إليه تشير إلى تحرك خلايا إرهابية نائمة، متعاطفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يمكن أن تستغل هذا الظرف من أجل تنفيذ عمليات إرهابية.
وذكرت الصحيفة أن السيناريو الأول يتمثل في استهداف منشأة للنفط أو الغاز في صحراء البلاد من خلال سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، مشيرة إلى أن تعزيزات أمنية إضافية تم وضعها بالقرب من المنشآت الغازية والنفطية الواقعة جنوب البلاد، تحسباً لأي محاولة اعتداء إرهابي، أو يتم استهداف هذا النوع من المنشآت من خلال قاذفة صواريخ، مثلما كان عليه الحال مع مطار مدينة جانت الصحراوية سنة 2008، وأن قوات الجيش قررت تكثيف الطلعات الجوية لمراقبة أية تحركات محتملة للجماعات الإرهابية.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في استهداف قوافل للجيش من خلال سيارة مفخخة، وقد سبق للجماعات الإرهابية أن استخدمت هذا الأسلوب في استهداف قوات الجيش والأمن.
وذكرت الصحيفة أن السيناريو الثالث هو استهداف الأجانب من خلال عمليات اختطاف، الأمر الذي جعل قوات الشرطة والدرك والجيش تكثف المراقبة على الأجانب المقيمين والعاملين في الجزائر، لإحباط أية محاولة اختطاف، كما تم فتح تحقيقات حول الأشخاص الذين يعملون مع السياح الأجانب، والذين يرافقونهم في تنقلاتهم، خوفاً من أي علاقات مشبوهة لهؤلاء مع الجماعات الإرهابية، قد تسهل تنظيم عملية الاختطاف.
وأوضح المصدر ذاته أن السيناريو الرابع والأخير الذي تخشاه أجهزة الأمن الجزائرية هو تنظيم عدة اعتداءات إرهابية في وقت واحد وفي أماكن مختلفة، وقد سبق للجزائر أن عرفت عدة عمليات انتحارية متزأمنة سنة 2007.
وشددت على أن الأجهزة الأمنية الجزائرية تلقت تحذيراً أمريكياً من وجود متعاطفين مع تنظيم «داعش» في الجزائر وفي عاصمة البلاد على وجه التحديد، وذلك من خلال ما يتم نشره على الإنترنت، كما تم رصد شخص مشبوه نشر صورة له على موقع للتواصل الاجتماعي، وهو يحمل مدفعاً رشاشاً من نوع كلاشنيكوف، وتحقق الأجهزة الأمنية في ما إذا كان الأمر يتعلق فقط بمتعاطفين أو بخلايا إرهابية نائمة قد تستغل هذا الظرف لتنفيذ اعتداءات إرهابية، مع العلم أن الشرطة الجزائرية حجزت منذ أيام أسلحة حربية على مستوى شقة بالعاصمة، كما أحبطت قوات الأمن محاولة اعتداء استهدفت مهرجاناً فنياً بمدينة عناية ( 600 كيلومتر شرق العاصمة).