استكمل الأردن مطلع الشهر الحالي الإجراءات القانونية اللازمة للتعاون مع تونس في محاربة الإرهاب.
وجاء استكمال خطوات التعاون بين البلدين، بعد أنّ نشر الأردن في جريدته الرسمية اتفاقية للتعاون في المجال الأمني، وقّعت أثناء زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمملكة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وحددت الاتفاقية ثمانية مجالات للتعاون الأمني، تصدّرتها قضايا التعاون في مكافحة الإرهاب، إلى جانب التعاون في مجالات مكافحة عمليات غسيل الأموال، وجرائم المخدرات والجريمة المنظمة.
ونصّت الاتفاقية على "ضبط آليات مُيسّرة لتسليم الموقوفين والمشتبه فيهم بالإرهاب"، وتنظيم اجتماعات دورية لرؤساء الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، وتبادل الزيارات بين مسؤولي تلك الأجهزة.
والتزم الجانبان، بحسب نصوص الاتفاقية، بتبادل المعلومات حول الأعمال الإرهابية المنفذة أو المخطط القيام بها، وطرق ارتكابها، والوسائل الفنية المستخدمة في تنفيذ تلك الأعمال.
وتعاهد الطرفان في الاتفاقية على تبادل المعلومات عن المجموعات الإرهابية وأعضائها، إلى جانب تبادل المعلومات عن أعمال تقوم بها تلك المجموعات على أراضي أحد البلدين، ومن شأنها الإضرار بمصالح البلد الآخر.
والتزم البلدان كذلك بالاستفادة من تجارب كل منهما في "الحماية من ظاهرة الإرهاب"، وتبادل الخبرات بينهما في تقنيات البحث والتحقيق في جرائمه.
بيد أن الاتفاقية أعطت الحكومتين إمكانية الاعتذار جزئياً أو كلياً عن إعطاء المعلومات، أو تقديم المساعدة المطلوبة، إذا كان ذلك الطلب يخل بنطاق سيادة الدولة أو أمنها أو مصالحها الهامة أو يتعارض مع تشريعات البلد الوطنية.
ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة تجتمع بالتناوب في البلدين، مهمتها تنفيذ بنودها، واقتراح سبل تكفل تطوير التعاون بينهما.
وكانت المملكة الأردنية وتونس وقعتا في عمان، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدة اتفاقيات للتعاون في المجالات العسكرية.
وسبق لكل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، خلال مباحثاتهما في عمان، التأكيد على "أهمية تكثيف التعاون والجهود إقليمياً ودولياً لمحاربته (الإرهاب)، وما يحتاجه ذلك من استمرار التنسيق والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية، ضمن استراتيجية شمولية"، بحسب بيان أصدره الديوان الملكي الأردني.
بينما قال الملك عبدالله إن "الأردن مستعد وعلى جميع المستويات الحكومية والعسكرية والأمنية والقطاع الخاص، لتقديم المساعدة والدعم الذي تحتاجه تونس للتعامل مع مختلف التحديات".
وأضاف العاهل الأردني أثناء حضوره توقيع الاتفاقيات، أن "بلاده وتونس تجمعهما خصائص وقواسم مشتركة، تؤهّلهما لمزيد من التعاون ومواجهة التحديات، وبناء شراكات متينة في مختلف المجالات".
من جانبه، قال الرئيس التونسي إن "الدور الذي يقوم به الأردن ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على المستوى الدولي، هو محط إعجاب وتقدير".