القنبله القذره
وهي قنبلة مشحونة بالإشعاعات وبسيطة التكوين وغير مكلفة ماليًا، وتهدف إلى إثارة الفزع وإلحاق أضرار وخسائر اقتصادية واسعة قد تصل إلى آلاف المليارات من الدولارات
بدون إحداث خسائر بشرية كبرى، وإن كان العلماء يؤكدون أن التعرض للقذرة يعني الموت أو الإصابة بالسرطان وغيره من أمراض الإشعاع الخطيرة.
فهى عبارة عن مواد مشعة تعبأ حول مادة متفجرة تقليدية وتنتشر بقوة الانفجار ،
والمواد المشعة التي يمكن استخدامها في صنع مثل هذه القنبلة متوفرة في الحياة اليومية في أنحاء العالم سواء في المستشفيات أو المصانع ،
وتختلف القنبلة القذرة عن القنبلة النووية في عدم حدوث عملية انشطار نووي ، وحتى إذا لم يكن للقنبلة القذرة تأثير مدمر مماثل لما تحدثه قنبلة نووية
يكفي أن نتخيل سحابة مشعة في محطة للمترو بإحدى المدن.. سيكون أثرها مدمرا ، وعلى مدى سنوات طويلة سوف ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان.
وتتكون القنبلة القذرة من مادة مشعة وعادة ما تكون نظير السيزيوم Cs-137 و من مادة متفجرة تقليدية. و تدخل في نطاق الاسلحة غير التقليدية تكمن خطورة القنبلة القذرة بالاثر الاشعاعي الضار
فهي من الناحية التفجيرية مثلها مثل اي قنبلة عادية من حيث قوة الانفجار ولكن عند حدوث الانفجار تنتشر المادة المشعة والتي تقوم بتلويث البيئة المحيطة والحاق الضرر بالاشخاص
الذين يستنتشقون المادة المشعة.
من مميزات نظير السيزيوم عمر النصف الطويل نسبيا والبالغ 30 سنة وعمر النصف هو الزمن اللازم لاضمحلال كمية النشاط الاشعاعي إلى النصف .
يعني يبقى التلوث لسنوات طويلة اذا لم يتم ازالة وطبعا ازالته تكلف مبالغ طائلة لان التلوث انتشر على مسافات كبيرة وان القنبلة القذرة الرخيصة لا تعتبر سلاحًا نوويًا متقدمًا،
وإنما هي عبوة ناسفة تقليدية وبدائية التكوين مشحونة بالمواد المشعة، علمًا بأن مثل هذه المواد يستخدم بصورة واسعة في المجالات الطبية والصناعية،
كما أن الحصول عليها أكثر سهولة من الحصول على البلوتونيوم واليورانيوم اللازمين لصنع قنبلة نووية بسيطة. ومن بين هذه المواد المشعة التي قد تستخدم في "القنبلة القذرة" السيانور
واليورانيوم 238. وبالإضافة إلى قوة انفجارها تخلف هذه القنبلة منطقة من الإشعاعات الكثيفة من شأنها تلويث حي بأكمله أو مدينة ومن الممكن صنعها أيضًا باستخدام مواد ذات درجة عالية من الإشعاع،
مثل أعمدة عوادم وقود المفاعلات النووية او مولدات كهرباء حرارية ذات إشعاع ذري عالٍ خصوصا المحطات اليتيمة المهملة (التى بدون راعٍ)،
ثم لف هذه المادة المشعة مع المواد التقليدية المتفجرة. وهذه القنبلة مصممة لكي تقتل وتجرح الأشخاص عن طريق قوتها الانفجارية وكذلك تكوين منطقة من الإشعاع المكثف
الذي من الممكن أن يمتد إلى أجزاء كبيرة من المدينة. كما أنه كلما زاد حجم القنبلة الإشعاعية زاد نطاق المنطقة المتأثرة بها.
وهى تشكل عند انفجارها غيمة إشعاعية في الجو وتسبب التقيؤ والسرطان والتشوهات الخلقية والموت البطيء
أما أشعة "ألفا" المنبعثة من "البولونيوم 201" فيسهل اتقاء خطرها، إذ يكفي وضع رقاقة من الألومنيوم، أو قطعة من الورق، بل وحتى جلد الإنسان الخارجي يستطيع حماية الجسم من تلك الأشعة
و بالتالى فيستبعد الاعتماد عليها في تصنيع القنبلة القذرة. التي تعتمد على أشعة "جاما" والقادرة على قتل الإنسان على نحو محدود إذا تعرض لها مباشرة،
وأن القنابل القذرة التي تستخدم أشعة "ألفا" والمعروفة بـ"قنابل الدخان"، قادرة على قتل أعداد كبيرة من البشر، رغم أنها لا تدخل الجسم بسهولة.
واللافت للنظر أن استخدامات "البولونيوم 201" الذي يتسبب في كل ذلك الأذى للإنسان، تمتد إلى العديد من المجالات الصناعية من حولنا. فهو يستعمل في الصناعة الكهربائية،
وفي تحويل الهواء المحيط بالأفلام الفوتوغرافية إلى أيونات تسهل إزالة الغبار، فضلاً عن استخدامه في إدارة الآلات الضخمة التي توجد عادة في مصانع النسيج،
بل يستعمل "البولونيوم" أيضاً لتنظيف الغرف التي يتم فيها إنتاج رقاقات الكمبيوتر. وإذا كان من الصعب دفع الناس إلى أكل "البولونيوم"،
فإنه ليس من الصعب نفثه في الهواء للاستنشاق، إذ تبرز المشكلة الأساسية بالنسبة للشخص في طريقة إيصال مادته السامة إلى داخل جسم المستهدف وإلحاقه أكبر الضرر بالأنسجة والخلايا التي
سرعان ما تتداعى أمام المادة المشعة وتقضي في غضون ساعات قليلة على الضحية. وإذا ما تمكن الشخص من إيجاد حل لتلك المشكلة،
فإن أشعة "ألفا" الموجودة في "البولونيوم" تتحول إلى أداة قاتلة قد تستعمل على نطاق واسع. ولأن أشعة "ألفا" تتخلص من نواتها بسرعة، فإنها تضع كل طاقتها داخل مجموعة صغيرة من الخلايا،
ما يؤدي إما إلى قتلها، أو إلى التسبب في تشويهات تقود إلى الإصابة بالسرطان.
وللتخلص من هذه المشكلة عادة ما يلجأ الشخص الذي يسعى إلى استهداف أكبر عدد من الناس، إلى نفث كمية من "البولونيوم" الدقيق في الجو،
بحيث يسهل استنشاقه وبالتالي تسربه بسهولة إلى الجسم.فإن هناك العديد من الطرق البسيطة القادرة على إلحاق الأذى بالناس.
فمثلاً يمكن للشخص أن يحرق "البولونيوم" بطريقة من الطرق ثم تركه في الهواء ليستقر لاحقاً في الرئة ومن ثم التسبب في الوفاة.
و تحاول الولايات المتحدة التعتيم حول كيفية تفتيت "البولونيوم" إلى أجزاء صغيرة يمكن للهواء أن يحملها، أو طريقة حرقه،
بحيث يتحول إلى دخان متنقل. لكن في النهاية سيظهر "البولونيوم" بعد انفجار ما كدخان قاتل.
وفي حال ظهور "البولونيوم" في الهواء جراء المعالجة الدقيقة وتحويله إلى غبار ينثر في الفضاء، فإن قدرته المدمرة تصبح أكثر خطراً,
إذ يمكن لكمية قليلة مستنشقة أن تقود إلى المرض، وفي حالات متقدمة قد تؤدي مباشرة إلى الموت.
وهكذا يمكن لقنبلة دخان إذا ما انفجرت في مكان مزدحم أن تتسبب في قتل المئات، بل الآلاف من الأشخاص.
والأكثر من ذلك أنه في مثل هذه الحالات سيتم إعلان الطوارئ في المستشفيات التي ستكون عاجزة عن التعامل مع أعداد كبيرة من المرضى الملوثين بالإشعاعات الخطرة.
وأول من سيتعرض إلى الخطر هم فرق الإنقاذ من رجال الإطفاء والشرطة الذين عادة ما يُهرعون إلى عين المكان لإنقاذ الناس، حيث سيكونون حتماً من بين المصابين،
لاسيما في ظل غياب أجهزة رصد متطورة تستطيع كشف أشعة "ألفا" ودرء خطرها.
الأسلحة الراديولوجية المشعة
هو سلاح مصمم لنشر مادة نشطة اشعاعيا (مشعة) بنية اللون بهدف وقصد القتل و تسبب تمزيق أو تفجير مدينة أو دولة. وتعرف بصفة أساسية باسم القنبلة القذرة لأنها ليست قنبلة نووية حقيقية أو فعلية
و لا تملك قوة تدميرية مماثلة.و هى تستخدم متفجرات لنشر المادة المشعة وهى في الأغلب الأعم وقود من المفاعلات النووية أو النفايات والمخلفات المشعة
ويمكن تعريفه ايضا بانه سلاح إشعاعي (Radiological Weapon) وهو جهاز يتم من خلاله نشر مادة إشعاعية في منطقة الهدف لإلحاق أضرار أو إصابات بالأفراد. وتبعًا لتعريفه الأصلي لا يلزم حدوث انفجار لإحداث تلك الآثار، إلا أن التطويرات الحديثة للتعريف الأصلي طرحت إمكانية إحداث انفجار باستخدام مواد TNT التقليدية لتوسيع نطاق الآثار الإشعاعية.
ولا تستخدم في تلك الأسلحة بالضرورة المواد المشعة الانشطارية المعروفة كاليورانيوم 235 أو البلوتونيوم 239 أو البولونيوم 201،
فمن الممكن استخدام نظائر أخرى من البلوتونيوم واليورانيوم، أو حتى مواد كالسيزيوم 137 أو الكوبالت 60. ويمثل امتلاك هذا السلاح الذي اصطلح على تسميته "القنبلة القذرة"
أى أنها قنبلة عادية ككل القنابل الا انها تحتوى مع مادتها التفجيرية على مادة مشعة خطرة و يمكن استهداف المفاعلات النووية بهذا النوع من القنابل ،
وفقا لما أطلقت عليه العديد من الكتابات "الحرب الإشعاعية"
ويعد شن هجمات تقليدية ضد المنشآت النووية أحد أهم أساليب تلك الحرب، وهو ما تنتج عنه آثار تختلف كثيرًا عن التسربات الإشعاعية و قد اعتبرت الأسلحة الراديولوجية سلاحا محتملا يخلق الذعر والفزع و الكوارث
و المصائب في المناطق المزدحمة بالسكان. و هو يحيل الكثير من الممتلكات لمواد لا تصلح للاستعمال الادمى الا اذا عولجت معالجة مكلفة وباهظة الثمن و يتحكم المصدر (نوع المادة المشعة المستخدمة)الراديولوجى و الكمية منه في مدى تأثير هذا النوع من الأسلحة وعوامل مثل ( الطاقة ونوع الاشعاع وفترة عمر النصف وحجم الانفجار والتوافر والتحصين والقابلية للحمل والنقل )
وهذه الاسلحة تمثل اقصى خطورة امنية مثل السيزيوم 137 و يستعمل في الاجهزة الطبية التى تعمل بالاشعاع ، و الكوبالت 60 ، والامريكيوم 241 ، و الكاليفورنيوم 252 ،
و الايريديوم 192 ، والبلوتونيوم 238 ، و السترونتيوم 90 ، و الراديوم 226.كل تلك النظائر ما عدا الاخير تصنع في المفاعلات النووية.
وبما ان الكمية المشتتة من الاشعاع في ذلك الحدث ستكون الحد الادنى واقل ما يمكن فحقيقة وجود اى اشعاع كافية لخلق وبث الرعب والفزع و الفوضى في الدولة او المدينة المصابة
و ورد أول ذكر لها عام 1943
ويمكن أن تستعمل الذخائر الحربية المشعة لجعل المناطق المأهولة بالسكان مقفرة غير مسكونة و لتلويث مناطق صغيرة حرجة وحساسة مثل ساحات السكك الحديدية
و المطارات الجوية و يمكن لغاز سام مشع ان يخلقكوارث بين القوات العسكرية ، ويخلق الفزع والذعر في المدن الكبرى بين الكثافة السكانية هناك.
والمناطق الملوثة للغاية بالغبار و الادخنة والاتربة المشعة ستبقى مناطق خطرة ما بقى و ظل فيها تركيز عال بما يكفىمن المادة المشعة.
ويمكن ان تثار هذه الاتربة المشعة الناعمة المسحوقة من الارض بواسطة الرياح و حركة المركبات و القوات الخ و تبقى خطرا مستديما ناجعا لوقت طويل.
و تكون هذه المواد بنفس خطورتها الشديدة ان ابتلعت عنطريق الفم كما انها خطيرة ان استنشقت عن طريق الانف.و الصوامع للغلال و الآبار ستتلوث ايضا و سيتسمم الطعام
و يكون لهم نفس تأثير استنشاق الغبار او الدخان المشع . انتاج اربعة ايام يكفى لتلويثمليون جالونا من المياه لدرجة ان شرب ربع جالون في اليوم الواحد
يمكن ان يؤدى إلى العجز التام و الضعف الكامل أو الوفاة في غضون شهر واحد.