«يجب ألا تُستخدم البندقية في قتل أخٍ لأخيه، إنما لحماية الوطن»، هكذا يرى ميخائيل كلاشنيكوف، العسكري الروسي الأشهر ومصمم أكثر الأسلحة فتكًا وانتشار على وجه الأرض، متى يمكن أن يستخدم السلاح، في إشارة إلى بندقيته الشهيرة التي تحمل اسمه.
ومنذ تصميمه للبندقية الهجومية الشهيرة في عام 1949، يواجه «كلاشينكوف» اتهامات بابتكار سلاح قتل فتاك استخدم في عشرات المجازر والحروب الأهلية، رغم أن بندقية كلاشينكوف نفسها جاءت لحسم صراع بدأه الألمان ببندقيتهم الهجومية الأولى STG-44، أو البندقية 44 التي صممها الألماني هوغو شمايسر، لتكون أول بندقية هجومية في التاريخ العسكري.
ويطلق وصف البنادق الهجومية على هذا النوع من الأسلحة الذي يطلق الذخائر بشكل آلي أو شبه آلي، ويطلق عليها أيضاً وصف «بنادق الاقتحام» أو البنادق الرشاشة، وكان الألمان أول صنعها واستخدموها بكثافة خلال الحرب العالمية الثانية.
وبدأ صراع الكلاشينكوف مع البندقية الهجومية 44 خلال معركة بريانسك، إحدى معارك الحرب العالمية الثانية، والتي شارك فيها الجندي ميخائيلوفيتش كلاشنيكوف ضد الألمان، قبل أن ينجو هجوم فرقة من الجنود الألمان استخدمت فيه بندقيتهم الهجومية الخطيرة «44»، ليمكث عقبها الجندى الروسي في المستشفى بعد إصابته، ومن ثم يبدأ التفكير، كيف يخترع بندقية تقهر بندقية الألمان التي شهد بنفسه قدراتها الهجومية الفتاكة.
البندقية STG-44 التي طاردت «كلاشنيكوف» في الحرب، هي أول بندقية هجومية في العالم، اخترعها الألماني هوغو شمايسر، وبلغ وزنها 5 كيلوجرامات تقريبًا، وبطول 94 سم، كان يمكنها إطلاق من 500 إلى 600 طلقة في الدقيقة (نظريًا)، بسرعة 685 متر في الثانية، لذا كان يمكنها إطلاق رصاصات خزنتها الثلاثين في أقل من 5 ثواني، وبمدى يصل إلى 300 مترٍ، لذا كانت هذه البندقية وقتها قاتلة.
«كلاشنيكوف» قرر أن يقهر الألمان ويتغلب على بندقيتهم القاتلة، وبعقل ميكانيكي، وخبرة جندي، وبالرجوع لتصميمات بعض الأسلحة، صمم الروسي سلاحه الأشهرAK-47 الذي حمل اسمه فيما بعد ليصبح بندقية «كلاشنيكوف» المعروفة.
ولاقت بندقية «كلاشينكوف» استحسان الجنود في معظم جيوش العالم في العالم، لتستمر في الخدمة منذ 1949 حتى الآن، حيث كانت أخف وأسهل في الحمل، بوزنها الذي يبلغ 4 كيلوجرامات، وبطول 87 سم، وكانت البندقية القاتلة تطلق 600 رصاصة في الدقيقة (نظريًا)، وصلت إلى 100 طلقة في الدقيقة داخل أرض المعركة، وبسرعة بلغت 700 مترًا في الدقيقة، بسعة خزنة بلغت 30 طلقة يمكن أن تصل إلى 40 طلقة.
«كلاشنيكوف»، التي مات صاحبها في 23 ديسمبر 2013، قاتلة على مدى 450 مترًا، فإذا كنت داخل هذا المدى فأنت في خطر، لأن تلك البندقية لا يوقفها شيء، فخلال اختبارات أجريت عليه، يمكن لبندقية «كلاشنيكوف» إطلاق الرصاص في عاصفة رملية، أو في مطرٍ استوائي، أو في بيئة ثلجية، حتى وأن قذفت بها على قاعدة إسمنتية، فإنها «تطلق الرصاص دائمًا».