في الوقت الذي وجدت فيه قوات الجيش والشرطة الأفغان صعوبة في احتواء التمرد المتصاعد الذي استهدف عدة مدن في الأسابيع الأخيرة تواجه القوات الأفغانية الخاصة اختبارا لم تواجهه من قبل.
وتلقت القوات الخاصة تدريبات في تكتيكات مكافحة التمرد في مدرسة التميز للنخبة بالقرب من كابول. وقاد هؤلاء الجنود المعركة لاستعادة قندوز بعد أن فرت القوات النظامية الشهر الماضي تاركة المدينة الشمالية للمسلحين الذين فاقوها عددا بسهولة.
وفي إشارة إلى استعادة الحكومة السيطرة على معظم قندوز بعد أيام قليلة من سقوطها في أيدي طالبان في أواخر سبتمبر قال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي "يعود الفضل في انتصار قندوز إلى القوات الأفغانية الخاصة من الشرطة والجيش الوطني الأفغاني."
وأضاف صديقي "انهم مقاتلون أشداء."
وسلطت الأحداث المتعلقة بسقوط أول عاصمة إقليمية في أيدي طالبان منذ الاطاحة بهم من السلطة في عام 2001 الضوء على ضعف الجيش والشرطة النظاميين في أفغانستان وعلى القوة النسبية للقوات الخاصة.
وما يقلق كابول والولايات المتحدة التي أنفقت نحو 65 مليار دولار لتدريب القوات المحلية للسماح لبقية قواتها بالانسحاب هو أن القوات الخاصة الأفغانية تشعر بالضغط.
ويشير تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن قوام القوات الخاصة يبلغ نحو 18 ألفا من مجموع قوات الأمن الوطنية الأفغانية التي يبلغ عدد أفرادها ما يصل إلى 350 ألفا وهي مقسمة بين الجيش والشرطة ووزارة الداخلية. وقامت الوحدات الخاصة وأفراد الكوماندوس بتنفيذ 2800 عملية مستقلة في العام حتى مايو أيار 2015.
وقال عبد الله جوارد قائد القوات الخاصة في الشرطة بقندوز "قواتنا تتحمل الكثير من المسؤولية وفي بعض الأحيان تضطر للتصدي لهجمات مرتين في اليوم."
في ظل وجود معدات وتدريب وأجور أفضل فضلا عن التمتع بهيبة أكبر من القوات النظامية فقد أصبحت القوات الخاصة هي الخيار الأول الذي يتم اللجوء إليه في الأزمات.
وأثار هذا العبء انزعاج قادة القوات الخاصة الأفغانية حتى قبل الأحداث المأساوية في قندوز.
ومنذ ذلك الحين اندلع قتال عنيف بالقرب من غزنة وهي مدينة على بعد 130 كيلومترا جنوب غربي كابول وفي الأيام القليلة الماضية حول لشكركاه في الجنوب وهرات في الغرب وفي إقليم فارياب المتاخم لتركمانستان في الشمال.
ويخشى بعض القادة من التعويل المبالغ فيه على وحدات صممت بالأساس لتوفير الدعم المتخصص لقوات الأمن النظامية.
وشكا قائد أفغاني إلى فريق من القوات الخاصة الأمريكية في موقع ناء بإقليم بكتيا بالقرب من حدود باكستان حيث تنشط حركة طالبان منذ فترة طويلة قائلا "الكوماندوس لا يستخدمون بالطريقة المفترضة."
وتابع قوله خلال اجتماع انعقد هذا الصيف من أجل زيارة قائد قوات أمريكية خاصة "إذا استمروا في استخدام قوات الكوماندوس كقوات تقليدية فلن يكون لدينا مجندين جدد. سوف نخسر كل ما لدينا." ورفض الضابط الأفغاني الكشف عن اسمه لأنه غير مخول له بالحديث إلى الصحافة.
وفي الوقت الذي تم فيه تسليم التدريب من القوات الأمريكية لمدربين أفغان وردت شكاوى من بعض الضباط بأن مستوى كفاءة الجنود تراجع.
وقال القائد الأفغاني "نضطر إلى تعليمهم كل شيء من البداية."
ومع انسحاب القوات الدولية مرة أخرى من القتال تحول شكل التفاعل بين القوات الخاصة الأمريكية والأفغانية فيما يترك الجنود الأمريكيون معظم القتال للقوات المحلية.
وقال مستشار للقوات الخاصة الأمريكية " لم نعد نخرج بقدر ما كنا معتادين لكن هذا أمر جيد."