الدبابة T-72 هي دبابة قتال رئيسة، من تصميم سوفياتي، دخلت الإنتاج العام 1970.
هي إلى حد بعيد تطوير للدبابة T-62 مع بعض ميزات الدبابة T-64A (التي كانت تصميماً موازيا لها)، وتطوّرت لاحقا ًلتكون الدبابه T-90 .
وفق التسلسل الزمني وبتعابير التصميم، تنتمي الدبابة T-72 إلى الجيل نفسه للدبابات: سلسلة M60 الأميركية، الدبابة Leopard 1 الألمانية والدبابة البريطانية Chieftain .
الأصل
كانت الدبابة T-64 عندما ظهرت كدبابة القتال الأكثر تطوراً في العالم، إلا أن المشاكل المبكرة مع المحرك 5TDF (بوكستر ديزل شبيه بمحرك 60L في دبابة Chieftain )، وعجلات الجر، وعدم دقة مدفعها الرئيس،حثّت المديرين السوفيات على البحث عن بديل للدبابة منخفض التقنية مع أداء مشابه، لا سيّما بعدما بانت الكلفة العالية للوحدة، وطريقة العمل المكثَّف للمصنع.لقد كانت الدبابة غالية جداً لتُجهّز بها جيوش المدرعات السوفياتية من دون ذكر دول حلف وارسو.
واعتباراً من العام 1967 طوِّرت دبابة «اقتصادية» من التصميم القديم V-46 للمجموعة المحركة في مصنع URALVAGON ZAVOD في مدينة NIZHNY TAGIL. وكان رئيس المهندسين ليونيد كارتسيف قد ابتكر «Object 172» التصميم البدئي، وأدخل فاليري فنديكتوف على النموذج البدئي المسمَّى «Object 172 M » تحسينات وأنهاه. ودامت التجارب الميدانية من العام 1971 إلى العام 1973.
وبُعَيْد الموافقة، توقَّفت مباشرة شركة CHELYABINSK TANK عن تصنيع الدبابتين T-55 وT-62 وشرعت تتجهَّز لإنتاج الدبابة الجديدة T-72 .
وأخيراً سرّب الكولونيل البولوني ريتشارد كوكلنسكي، بين العامين 1971 و1982 بعض الوثائق التقنية الخاصة بالدبابة T-72 إلى وكالة الاستخبارات الأميركية.
قصة الإنتاج
كانت الدبابة T-72 ، بين سبعينيات القرن العشرين وتفكك الإتحاد السوفياتي، الدبابة الأكثر شيوعاً لجهة استعمالها من قبل الجيش السوفياتي. كما صُدِّرَت إلى دول أخرى في حلف وارسو مثل فنلندا والهند والعراق وإيران وسوريا ثم يوغوسلافيا، كما كانت تُسْتَنْسَخ في اماكن اخرى برخصه أو من دونها.
أما النسخ المصنوعة برخصه ، فكانت تصنع في بولونيا وتشيكوسلوفاكيا السابقة لمصلحة مستهلكي حلف وارسو. وكانت أفضل صنعًا وأكثر متانة، ولكن بتدريع أقل جودة لافتقاره إلى طبقة السيراميك المحتوي الراتنج داخل مقدَّم البرج والتدريع المنحدر، والتي استبدلت بالفولاذ.
وكذلك امتلكت الدبابة T - 72G البولونية تدريعاً أقل سماكة بالمقارنة مع المعيار المعتمد في الجيش السوفياتي (410 ملم للبرج).
وقبل العام 1990 كانت نسخ التصدير من هذه الدبابة T-72 السوفياتية الصنع، وبشكل مماثل، بمنزلة أدنى للدول الزبائن خارج حلف وارسو (أغلبها من الدول العربية). وما سبّب مشاكل لوجستية حقيقية هو عدم القدرة على تبادل العديد من قطع الغيار والآلات بين النسخ الروسية والبولونية والتشيكوسلوفاكية من هذه الدبابة.
حدَّثت يوغوسلافيا دبابة T-72 لتصبح الدبابة M-84 الحديثة والمتطوّرة، وباعت منها المئات حول العالم خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وسمّى العراقيون دبابتهم T-72 باسم «أسد بابل» مع أنهم جمّعوها من قطع الغيار التي كانت تبيعها لهم روسيا كطريقة للهروب من حظر التسلّح المفروض من الأمم المتحدة على العراق.
أمّا معظم المشتقات الحديثة فيضمّ الدبابة البولونية PT-9 Twardy والروسية T-90 . والعديد من الدول، ومنها روسيا وأوكرانيا، قدّم أيضاً حزمات تحديث للدبابات القديمة T-72 .
استمرّت النسخ المختلفة من هذه الدبابة في مرحلة الإنتاج لعقود، وتغيّرت مواصفات تدريعها بشكل ملحوظ. فالدبابة الأصلية امتلكت تدريعاً فولاذياً متجانساً في قالب واحد يجسّد تكنولوجيا التدريع ذي الفواصل، وكانت محمية جيداً وفق مقاييس أوائل السبعينيات.
في العام 1979، بدأ السوفيات بصناعة الدبابة T-72 المعدّلة مع التدريع المركّب المشابه لتدريع T-64 في مقدم البرج وجبهة الهيكل. وأواخر الثمانينيات جُهِّزت الدبابات T-72 السوفياتية (كما في عدة دبابات في أمكنة أخرى من العالم) بقرميدات التدريع المتفاعل وبطبقة إضافية من «السجاد» الحاجب التوليفي ABV التي تخدم كذلك كمانع انزلاق القدم.
المقياس البعدي اللايزري ظهر في الدبابة T-72 منذ العام 1978 وقد جُهِّزَت النسخ الأولى بمقياس بصري مختلف المنظر الذي لم يكن ممكناً استعماله للمسافات الأدنى. وافتقر بعض نسخ التصدير إلى المقياس البعدي حتى العام 1985، أو وحدها دبابات آمري السرايا والفصائل (النسخة T-72K) كانت تحمله .
وبعد العام 1985، تزوّدت الدبابات الحديثة من T-72 التدريع المتفاعل كمعيار، والمحرّك الأكثر قوة V-84، والمدفع الرئيس المحدّث التصميم الذي يستطيع إطلاق الصواريخ الموجّهة المضادة للدروع من السبطانة. وغدَت الدبابة T-72 مع هذا التطوير أكثر قوة وكلفة من الدبابة T-80 ، بيد أن القليل من هذه النسخ الأخيرة وصل إلى حلفاء حلف وارسو المنزعجين اقتصادياً، كما إلى زبائن أجانب قبل سقوط الكتلة السوفياتية منفردة العام 1990
منذ العام 2000، قُدِّمت دبابات التصدير مع جهاز الرؤية الليلية بالتصوير الحراري من صنع فرنسي (على الرغم من أنه كان الأفضل استعمال نظام «بوران-كاترين» المصنّع محلياً والذي يتضمّن التصوير الحراري الفرنسي). وصُنِّعَت القذائف خارقة التدريع من الأورانيوم المستنفد للمدفع عيار 125 ملم في روسيا على شكل المقذوف BM-32 منذ حوالى العام 1978 على الرغم من أنها لم تنشر وهي أقل اختراقاً من قذيفة التنغستين BM-42 التي تقارن في قدرتها الإختراقية مع القذيفة الالمانية DM-53.
النماذج :
النماذج الرئيسة من الدبابة T-72 صُنِعَت في الاتحاد السوفياتي وروسيا. وأضيف إلى دبابة القيادة حرف K من كلمة Komandorskiy (القيادة بالروسية) لتصبح T-72 K ، وإلى الدبابة ذات التدريع المفاعل حرف V من كلمة Vzryvnoy (المتفجر بالروسية) لتصبح T-72V.
• T-72 Ural في العام 1973
النسخة الأصلية مسلّحة بمدفع أملس السبطانة عيار 125 ملم ومقياس بعدي بصري متطابق (أي يستعمل المبادئ الآلية والبصرية للسماح بالعامل عليه بتحديد مسافة هدف مرئي).
• T-72 A في العام 1979 :
أضيف إلى الدبابة الأصلية: مقياس بعدي لايزري وإدارة رمي الكترونية، تعزيز قوي لجبهة البرج وقمته بالتدريع المركّب (الملقب بـ دولي بارتون Dolly Parton حسب وكالة الإستخبارات الأميركية)، احتياط مسبق لتدريع مفاعل، قواذف رمانات داخنة، تدريع على شكل زعنفة مركب على واقيات الوصل، تغييرات داخلية.
• T-72 M :
نسخة «نموذج القرد» للتصدير، (نموذج القرد هي التسمية غير الرسمية التي أطلقتها القيادة العسكرية السوفياتية على نسخ التجهيزات العسكرية، من عربات مدرّعة، وطائرات وصواريخ...) شبيهة بالدبابة T72-A وإنما مع تدريع أكثر سماكة وأنظمة أسلحة منخفضة المستوى. صُنِّعَت كذلك في بولونيا وتشيكوسلوفاكيا السابقة.
• T-72 B في العام 1985 :
مدفع رئيس جديد، جهاز استقرار، أجهزة تسديد وإدارة رمي قادرة على إطلاق الصاروخ الموجّه 9M119 SVIR. تدريع Super Dolly Parton يتضمّن تدريعاً إضافياً في مقدّم الهيكل، محرك مطوّر 840 حصاناً بخارياً (626 KW).
• T-90 في العام 1995 :
تحديث الدبابة ت-72 وتتضمّن الميزات التقنية للدبابة الأثقل والأكثر تعقيداً T-80. وفي الأصل كانت ستُسمّى T-72 BU.
إن تصميم الدبابة T-72 طوّر أيضاً وفق النماذج الجديدة الآتية: دبابة أسد بابل (العراق)، M-84 (يوغوسلافيا)، M-95 Degman (كرواتيا)، M-2001 (صربيا)، PT-91 Twardy (بولونيا)، T-90 (روسيا)، دبابة EX (الهند)، وTR-125 (رومانيا).
ميزات الدبابة T-72 :
تشترك الدبابة T-72 بعدة ميزات في التصميم مع باقي الدبابات السوفياتية الأصل. وبعض هذه الميزات اعتبر نواقص بالمقارنة المنصفة مع دبابات حلف شمال الأطلسي، ولكن معظمها كان نتيجة الطريقة المرغوب في تطبيقها انطلاقاً من خبرات السوفيات العملية في الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن هذه الدبابة أقل اعتماداً على الكهرباء من بعض دبابات القتال الرئيسة الغربية. فإنها تبقى مع ذلك بحاجة إلى طاقة كهربائية للعمليات والحركة.
الوزن:
إن الدبابة T-72 خفيفة الوزن للغاية، (41 طناً)، وصغيرة جداً بالمقارنة مع دبابات القتال الرئيسة الغربية. ولقد صُمِّم العديد من الطرق والجسور في دول حلف وارسو السابق بحيث تستطيع تحمل تنقل الدبابات T-72 في تشكيلة، في حين لا يمكن البتة أن تعبرها دبابات حلف شمال الأطلسي أو حتى واحدة تلو الأخرى منها ما يعني تقليص حركتها بشكل ملحوظ.
الدبابة T-72 الأم هي منخفضة الطاقة نسبياً مع نسخة مفرطة الضغط من كتلة محرك الديزل الأساس V-12 المخصّص للدبابة ت-34 من الحرب العالمية الثانية. أما السلاسل فتجري على عجلات طريق كبيرة القطر ما يسمح بتعرُّف سهل على الدبابة T-72 ومشتقاتها (عائلة الدبابة T-80/64 تمتلك عجلات طريق صغيرة نسبياً).
أما الراحة في الركوب فرديئة بالمقارنة مع الدبابات الغربية المجهّزة بجهاز تعليق هدرودينامي.
صُمِّمَت الدبابة T-72 لاجتياز نهر غائصة مستعملة snorkel قليل القطر يُجمع في الدبابة. وزوِّد كل فرد من الطاقم جهاز تنفس مبسّطاً موضوعاً في صندوق العدة للحالات الطارئة. فإذا توقف المحرّك تحت الماء فيجب أن يدور خلال ست ثوان وإلا غمرت المياه غرفة المحرك نظراً إلى فقدان الضغط. وتعتبر طريقة snorkel خطرة ولكنها مهمة جداً للحفاظ على الحركية العملانية
يتبع ........