بدأت ملامح التقارب العسكري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، تظهر على السطح في الشهور الأخيرة، كمحاولة لتغيير موازين القِوى في المنطقة.
تدخل دولة الكويت إلى خط التعاون العسكري مع الجمهورية التركية لتكمل ما بدأته المملكة العربية السعودية ضمن مساعي دول مجلس التعاون الخليجي في الوصول إلى صيغة توافق مع الحكومة التركية تعزز العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات لضمان الاستقرار السياسي في المنطقة.
ووصل، أمس الأحد، وفد من الحرس الوطني الكويتي برئاسة قائد الحماية والتعزيز، اللواء ركن فالح شجاع فالح، إلى العاصمة التركية أنقرة، للاطلاع على تجربة قوات الدرك التركية في المهام العسكرية والأمنية.
وقال فالح إن الزيارة تسعى لدفع عجلة التطوير في الحرس الوطني الكويتي؛ سواء على صعيد التسليح، أو التدريب.
وتأتي الزيارة كمحاولة لتفعيل الاتفاقات العسكرية التي وقعها الرئيس التركي السابق، عبد الله غول، قبل أكثر من عام، مع الكويت، والتي تضمنت تنسيقاً مشتركاً في مجال التدريب العسكري، وتبادل الخبرات، وإجراء المناورات المشتركة بين القوات العسكرية لكلا البلدَين، والتعاون في مجالات الصناعات الدفاعية.
وبدأت ملامح التقارب العسكري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، تظهر على السطح في الشهور الأخيرة، كمحاولة لتغيير موازين القِوى في المنطقة.
ودفع تنامي الدور الإيراني في كل من اليمن، وسوريا، والعراق، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى البحث عن دور تشاركي، لإدارة أزمات المنطقة، مع السعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي، ودول الخليج العربي، بعد أن كان -لأعوامٍ خلت- يحاول إدارة أزمات المنطقة بشكل أحادي.
ويجمع الكويت وتركيا، علاقات اقتصادية متميزة، تمت ترجمتها بالتوقيع على 40 اتفاقية تعاون؛ اقتصادية، وسياحية، وثقافية، خلال العام الماضي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتَين، عام 2014، حوالي 569 مليون دولار، وسبق أن أشار أردوغان، أواخر نيسان/إبريل الماضي، إلى سعي بلاده لرفع التبادل التجاري ليصل إلى مليار دولار عام 2016.
وتساهم الاستثمارات الكويتية في تركيا، في خلق فرص عمل للاقتصاد التركي؛ وبشكل خاص في القطاعين المصرفي، والعقاري، ويوجد في تركيا حوالي 160 شركة استثمارية ذات رأس مال كويتي، إضافة إلى 260 فرعاً لبنك “كويت ترك” التابع لبيت التمويل الكويتي، وامتلاك بنك “برقان” الكويتي أسهماً في أحد البنوك التركية.
وتعود العلاقات الرسمية بين الكويت وتركيا إلى العام 1969؛ حين وقع البلدان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية، والتي أعقبها تبادل افتتاح السفارتَين في الدولتَين عام 1970.