يعتبر الحرس الوطني الأمريكي جزء من مكونات احتياطي القوات المسلحة الأمريكية، ويشكل قوة احتياطية عسكرية تتكون من أعضاء ووحدات الحرس الوطني العسكري في كل ولاية، إضافة إلى أراضي جوام بالجزر العذراء، وبيرتوريكو، ومنطقة كولومبيا وتضم في مجموعها 54 منظمة تنتمي جميعاً للحرس الوطني الأمريكي وإلى المليشيات الأمريكية.
معظم الملحقين بالحرس الوطني من الجنود والقوات الجوية لديهم وظائف مدنية بينما يعملون أيضاً بدوام جزئي، ويضاف هؤلاء عادة إلى الحرس الاحتياطي في كل من الحرس الوطني الخاص بالجيش وبالقوات الجوية، ويضاف إليهم فنيين من احتياطي الجيش والقوات الجوية والحرس الوطني بالقوات الجوية.
ويعتبر الحرس الوطني بمثابة نشاط مشترك خاص بوزارة الدفاع، ويتشكل عادة من تشكيلات من احتياطي الجيش والقوات الجوية والحرس الوطني الأمريكي والحرس الوطني للقوات الجوية الأمريكية.
الأصول
منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1700 إلى عام 1900 كان لها جيش محدود، وكانت تعتمد على مليشيا الولايات لزيادة حجم القوة، ولكن نتيجة للحرب الأمريكية - الأسبانية قرر الكونجرس الأمريكي تدريب وتنظيم المليشيات.
في عام 1903 ونتيجة لصدور قانون تم تكوين الحرس الوطني وطلب من كل ولاية أن تقسم المليشيات الخاصة بها إلى قسمين وأوصى القانون بأن يكون الحرس الوطني للتقسيم الأول المعروف باسم المليشيا المنظمة، وعلى أن تكون المليشيا الاحتياطية لبقية المليشيات.
خلال الحرب العالمية الأولى أصدر الكونجرس قانون الدفاع الوطني لعام 1916 الذي قرر التسمية "الحرس الوطني" National Gruard ليضم كل المليشيات ومن ثم تنظيمها، كما وافق الكونجرس "مجلس الشيوخ الأمريكي" بالسماح للولايات بأن يكون لها حرس خاص بقوات الاحتياطي.
وفي عام 1933 وبصدور قانون التعبئة قرر الكونجرس التفريق بين الحرس الوطني والمليشيات واعتبار أن كل الجنود الذين يتلقون أجورهم من الاتحاد ويتلقون تجنيداً مزدوجاً يحق لهم الدخول إلى الحرس الوطني للولاية والحرس الوطني للولايات المتحدة، قوة الاحتياطي التي وجدت حديثاً.
في عام 1947 تشكل قانون الدفاع الوطني "لعام 1947" كفرع مستقل للقوات المسلحة، وتشكل تلقائياً الحرس الوطني للولايات المتحدة الأمريكية كأحد عناصر الاحتياطي المطابق لتشكيل الجيش.
تنظيم القوات
تقرر أن يكون الحرس الوطني للولايات، والمناطق ومنطقة كولومبيا بمثابة خط الدفاع الأول للولايات المتحدة وتم تنظيم الحرس الوطني الأمريكي ليكون على هيئة وحدات تتركز كل واحدة منها ضمن الخمسين ولاية، إضافة للمناطق الأخرى، وتعمل تحت إمرة حاكم الولاية أو المنطقة، ويزاول الحاكم سلطته من خلال القائد العام، ويمكن استدعاء الحرس الوطني لأداء الواجب من قبل الحكام في حال الاضطرابات المحلية وحالات الكوارث مثل الفيضانات والزلازل...إلخ.
ويدار الحرس الوطني من قبل مكتب الحرس الوطني وهو مكتب يزاول نشاطاً مشتركاً بين الجيش والقوات الجوية تحت قيادة وزارة الدفاع، ويشكل المكتب قناة اتصال بين الحرس الوطني ووزارة الدفاع، كما يوفر المكتب متطلبات التدريب والاحتياجات للحرس الوطني للجيش ووحدات الحرس الوطني الجوية..ويرأس مكتب الحرس الوطني رئيس مكتب الخدمة الوطنية CNGB ويتولى هذه المسؤولية ضابط برتبة جنرال بأربع نجوم من قوات الجيش أو القوات الجوية، وهو عضو في هيئة الأركان المشتركة.
المستويات
يتوقع أن يلتزم كل من الحرس الوطني للجيش وللقوات الجوية بنفس المستويات المادية الأخلاقية تماماً مثل الضباط والجنود النظاميون والاحتياطيون الاتحاديون من زملائهم. هذا وتستخدم نفس الرتب والشارات للجميع، كما يتلقى الجميع نفس المكافآت العسكرية، كما يتلقون مكافآت وتقدير لقاء خدماتهم سواء في الداخل أو الخارج، ووفقاً لتعليمات القوات الجوية والجيش ويمكن ارتداء ما حصلوا عليه سواء خلال ساعات العمل الرسمية أو خلال أنشطة اتحادية، ويسمح للملتحقين بالجيش وبقوات الاحتياطي من الجنود بقبول مثل هذه المكافآت والجوائز ولكن لا يسمح لهم بارتدائها.
أسس دستورية
الدستور يعترف بالمليشيات ويمنحهم مهام لتطبيق القوانين الاتحادية وبقمع التمرد، وصد الغزو "المادة 1" من القسم 8/ الفقرة رقم 15، ويفرق الدستور بين المليشيات التي تمثل كيانات للدولة، من القوات غير الشرعية التي لا تحظى بموافقة الكونجرس، ووفقاً للقانون الحالي فإن الحرس الوطني وقوات الدفاع المجازة من قبل الكونجرس يطلق عليها قوات Troops، هذا ورغم أن المليشيات أصلاً من الكيانات الاتحادية إلا أن بعض المليشيات ليست مستقلة تماماً ويمكن تحويلها إلى فيدرالية، ووفقاً للمادة 1 من الفقرة 8 – البند 15 للكونجرس الأمريكي الحق في إصدار قوانين تسمح له بدعوة المليشيا لتنفيذ قوانين الاتحاد، وقمع التمرد، كما يملك الكونجرس القوة لإصدار إرشادات لتنظيم وتسليح وضبط المليشيات وتكليفها بخدمة الولايات المتحدة وتعيين ضباط وسلطة تدريب المليشيات وفقاً للنظم التي وضعها الكونجرس في الفقرة 16 ويعتبر الرئيس الأمريكي هو القائد الأعلى لهذه المليشيات عند استدعائها للخدمة الفعلية بالدولة، وفقاً للمادة 11 فقرة 2.
تنظيمات أخرى
عدد من الولايات لديها قوات دفاع خاصة بها، ورغم أنها لا تعتبر قوات فيدرالية مثل الحرس الوطني الأمريكي إلا أنها قطاعات من مليشيات أشبه ما تكون بالحرس الوطني للولايات.
هذه القوات أعدها الكونجرس عام 1917 نتيجة لانشغال الحرس الوطني بمهام أخرى، وقد عرفت هذه القوات باسم حراس المنازل Home Guards في عام 1940 مع بداية الحرب العالمية الثانية وكنتيجة لجعل الحرس الوطني فيدرالياً، عدل الكونجرس من المادة الخاصة بالدفاع الوطني لعام 1916 وسمح للولايات بتشكيل قوات عسكرية غير الحرس الوطني، وقد منح هذا القانون وزارة الحرب الحق في تدريب وتسليح القوات الجديدة التي عرفت فيما بعد باسم حراس الولايات، في عام 1950 مع نشوب الحرب الكورية وبإيحاء من الحرس الوطني صرح الكونجرس قيام قوات عسكرية مستقلة لفترة تمتد لعامين، وتم تدريب هذه القوات، ومنحت أسلحة وذخائر مع الرداء العسكري والمعدات التي رأى وزير الدفاع بضرورتها.
في عام 1956 راجع الكونجرس القانون وسمح بقيام قوات دفاعية للولايات تحت عنوان رقم 32 للمادة 109 من قانون الولايات المتحدة الأمريكية.
المليشيات البحرية
برغم أنه لم تكن هناك قطاعات بحرية تابعة للحرس الوطني الأمريكي كانت هناك مليشيات تحت القانون الاتحادي U.S.C 7851، وكما حدث مع الجنود والطيارين في الحرس الوطني الأمريكي سمح لأعضاء مليشيات البحرية بالتعيين اتحادياً وتجنيدهم بتفويض من سكرتير البحرية.
واجب الولاية State Duty
عندما لا تكون وحدات الحرس الوطني تحت السلطة الاتحادية يصبح الحاكم هو القائد العام لهذه الوحدة التي تقع في منطقته أو ولايته "مثل بورتوريكو، جوام، الجزر العذراء"، ويعتبر الرئيس الأمريكي قائداً لمنطقة كولومبيا حيث يوجد حرس وطني، رغم أن هذه القيادة بتفويض منه تكون للقائد العام للحرس الوطني، ويحق لكل ولاية أن تستخدم قوة الحرس لأهداف الولاية وعلى نفقتها وفقاً للدستور، ويحق للحاكم في كل من هذه الولايات وبصفته قائداً عاماً استخدام معدات الحرس من طائرات وسيارات ومعدات طالما كان مسموح له باستخدام الوقود والمعدات والأطعمة، وبخاصة عندما تستخدم القوات في حالات الكوارث – كما يحق له استخدام الحرس في حالات الاضطرارية التي يتسبب فيها الإنسان مثل المظاهرات والشغب، والاضطرابات المدنية أو في حالة هجوم إرهابي.
كما يحق للحاكم أن يستخدم الحرس الوطني في حالة كوارث أحدثها البعض أو عند الدفاع عن الوطن، وتبقى في مثل هذه الحالات القوات تحت سيطرة الحاكم، ومن واجبات الحرس العامة حالات التدريب العادي، ويتم هذا كشيء تقليدي مرة في الشهر أو الأسبوعين خلال فترة الصيف.
الواجب الاتحادي Federal Duty
وهذا يعني نشاط عسكري في خدمة الدولة، ويتم في هذه الحالة تكليف الحرس من قبل الرئيس لأداء الواجب سواء كانوا في الخدمة أو الاحتياطي وذلك وفقاً للشروط التالية:
- العمل التطوعي لأداء الواجب، ويكون بقبول الجنود ورجال القوات الجوية وبموافقة الحاكم.
- التعبئة الجزئية.
- في حالة الطوارئ الوطنية التي يعلنها الرئيس لأي وحدة أو أي عضو في الحرس، وتكون لفترة لا تزيد عن 24 شهراً على التوالي.
- دعوة الرئيس للقوة الاحتياطية.
- عندما يقرر الرئيس أن من الضرورة بمكان دعوة القوات الفاعلة لأداء مهمة عملياتية لأي وحدة أو أي أحد، ولكن ليس لأكثر من 270 يوماً.
- المساعدات الفيدرالية لحكومات الولايات.
- في حال حدوث اضطراب في أية ولاية يحق للرئيس الأمريكي بناءً على طلب من مجلس الولاية الاستشاري أو حاكم الولاية أن يستدعى للخدمة المليشيا من أي ولاية أخرى.
- استخدام المليشيا والقوات المسلحة لفرض السلطة الاتحادية.
- في أي وقت يشعر فيه الرئيس أن هناك عملاً يجري غير قانوني أو تجمعات، أو تمرد بمنع تنفيذ القوانين الأمريكية في أي ولاية أو منطقة يحق له دعوة الخدمة الاتحادية مثل المليشيا.
- في حال التدخل ضد القوانين الاتحادية أو قانون الولاية: يحق للرئيس استخدام المليشيا أو القوات المسلحة أو كليهما أو بأي أسلوب أخر أو وسائل أخرى لاتخاذ ما يلزم لإنهاء التمرد، العنف أو التآمر...الخ.
الحرس الوطني/ القوات الجوية والجيش
يتم دعوة الحرس الوطني للقوات الجوية والجيش للخدمة الوطنية في حالة الغزو أو التمرد أو عدم القدرة على تنفيذ القانون الاتحادي من قبل المليشيات.
يمكن استخدام وحدات الحرس الوطني للقوات الجوية والجيش أو الأفراد لأغراض غير قتالية مثل العمليات الإنسانية، وعمليات حفظ السلام.
تاريخ الحرس الوطني
يقال أن الحرس الوطني أقدم من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، إذ كان يقدم خدماته منذ سنين طويلة، وتعتمد هذه المقولة على أن كتيبة المدفعية 101 الحالية، وكتيبة المشاة (رقم 182) وكتيبة المهندسين (رقم 181) ومشاة كتيبة ماساتشوستس التابعة للحرس الوطني تعود جميعها إلى كتائب مستعمرات خليج ماساتشوستس التي تشكلت قبل 375 سنة وذلك في ديسمبر من عام 1636، ووفقاً لذلك تم إلزام الرجال من سن 16 إلى 60 بامتلاك السلاح والمشاركة في الدفاع في مجتمعاتهم من خلال الخدمة في الحراسة الليلية، وفي التمارين الأسبوعية.
القرن الـ 20
خلال القرن التاسع عشر كان الجيش الأمريكي النظامي صغيراً وكانت المليشيات تمد الجيش بالقوات للقتال خلال الحرب المكسيكية الأمريكية وخلال مرحلتي الحرب الأهلية الأمريكية والحرب الأسبانية الأمريكية، وبقانون عام 1903 أصبحت المليشيات أكثر تنظيماً وتم اقتراح مسمى الحرس الوطني National Guard، وفي عام 1933 طلب من الحرس الوطني – للولايات الانضمام للحرس الوطني للولايات المتحدة الأمريكية National Guard of the United States وكقوة احتياط لها، وقد شاركت في الحروب التالية:
- في الحرب العالمية الأولى شكل جنود الحرس الوطني 40 % من القوة الأمريكية في فرنسا.
- في الحرب العالمية الثانية شكل جنود الحرس الوطني 19 فرقة.
- في الحرب الكورية شكلوا 140 ألف مقاتل.
- وفي عملية حرب الصحراء شكلوا 63.000 مقاتل.
- شاركت هذه القوات أيضاً في عملية حفظ السلام في الصومال، وهايتي، وبوسنية وكوسوفو كما شاركت في عمليات الكوارث الطبيعية، والاضطرابات، وحماية الألعاب الأولمبية.
- بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت وحدات قوات الحرس الوطني التي كانت جزءاً من الجيش الأمريكي، حرس القوات الجوية ANG، وواحدة من تشكيلين احتياطيين للقوات الجوية الأمريكية الحديثة التكوين، وأصبح لقوات الحرس الوطني 27 فرقة منها 25 مشاة، وفرقتان في المدرعات بالإضافة لوحدات صغيرة.
- إبان الحرب في فيتنام شكل وزير الدفاع مكنمارا قوة الاحتياط المختارة SRF في أكتوبر من عام 1965.
- بنهاية عام 2007 عام كان 28 % من القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان من مجندي الحرس الوطني والاحتياطي.
- في يوليو عام 2012 تقرر زيادة متطلبات التمارين من أسبوعين في السنة إلى سبعة أسابيع في السنة.
- 18 من الرؤساء الأمريكيين من بين 44 رئيساً خدموا في الحرس الوطني.
- خدم في الحرس الوطني من الجيش والقوات الجوية 461.796 أمريكياً.