يلاحظ مراقبون عسكريون في الرياض أن المملكة العربية السعودية اتخذت من جيبوتي قاعدة للحصول على تسهيلات عسكرية واسعة لتقديم الدعم العسكري لقوات التحالف العربي في عملياتها العسكرية في مضيق باب المندب
وتستخدم قوات التحالف والقوات السعودية ميناء جيبوتي لإرسال الإمدادات العسكرية عبر البحر إلى ميناء عدن وموانئ الجنوب اليمني، وكذلك المساعات الإنسانية والاقتصادية والوقود .
وساهمت التسهيلات العسكرية الجيبوتية في نجاح عمليات السفن والبوارج العسكرية لقوات التحالف (السعودية والمصرية) في تحرير جزيرة ميون اليمنية من الحوثيين والسيطرة على مضيق باب المندب وتسليمه لقوات الجيش الوطني اليمني التي تم إرسالها الى هناك عبر جيبوتي.
وذكرت مصادر عسكرية لقوات التحالف العربي أن السفن العسكرية المصرية والسعودية وحتى الفرنسية والأمريكية التي تساهم بمراقبة المياه الإقليمية اليمنية وبفرض حصار بحري على اليمن منعا لتهريب الأسلحة والمساعدات العسكرية لقوات الحوثيين وعلي صالح تتخذ من ميناء جيبوتي قاعدة لتحركاتها.
يذكر ان لفرنسا والولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين بحريتين في جيبوتي، وتحصل أساطيل بحرية المانية ويابانية على تسهيلات بحرية في جيبوتي منذ سنوات عديدة ولاسيما بعد عمليات القرصنة البحرية لعصابات صومالية ضد السفن قبل أكثر من 3 سنوات .
ووفق المصادر العسكرية فإن السعودية حصلت الآن على قاعدة بحرية عسكرية في جيبوتي. وأكد سفير جيبوتي لدى الرياض ضياء الدين بامخرمه أن بلاده « تؤيد المملكة ودول التحاف العربي في حربها لإعادة الشرعية إلى اليمن وطرد الانقلابيين من الحوثيين وقوات علي صالح».
وتقدم الحكومة الجيبوتية كل ما تحتاجه السعودية من تسهيلات، وقد تشكلت لجنة عسكرية سعودية جيبوتية مشتركة اجتمعت في شهرآب/ أغسطس الماضي تتولى التنسيق العسكري بين البلدين، ومن أجل ذلك قدمت المملكة العربية السعودية خمسة زوارق عسكرية بحرية سريعة لحكومة جيبوتي في إطار مساعدة جيبوتي على دعم قدرات قوات خفر السواحل لتعزيز دورها في عمليات الرقابة والتفتيش على السفن في المياه الاقليمية لجيبوتي.
وصرح رئيس وزراء جيبوتي، عبدالقادر كامل، بهذه المناسبة «أن الدعم السعودي لقوات خفر السواحل الجيبوتية سيسهم في أمن البحر الأحمر من خلال تعزيز قدرات القوات البحرية الجيبوتية».
وأضاف رئيس وزراء جيبوتي في تصريحه قائلا «إن قرب جيبوتي من باب المندب الذي يعتبر الممر الرئيس للتجارة العالمية، يشكل أهمية كبرى، وستلعب جيبوتي دورا كبيرا في محاربة القرصنة والإرهاب وحماية الملاحة الدولية «.
وشهدت العلاقات السعودية مع جيبوتي (الدولة المطلة على الجانب الغربي من مضيق باب المندب تطورا كبيرا بعد اندلاع حرب «عاصفة الحزم» التي تقود فيها السعودية تحالفا عربيا في الحرب على الحوثيين وجماعة علي صالح لإعادة الشرعية إلى اليمن.
بالإضافة إلى ذلك أقامت المملكة في جيبوتي مركزا لنقل المساعدات إلى الشعب اليمني بحرا، كما تقدم السعودية مساعدات للاجئين اليمنيين في مخيمهم هناك.
وفي إطار تنامي العلاقات السعودية الجيبوتية علم أن رئيسها إسماعيل جيله سيقوم بزيارة للرياض بعد نحو أسبوع، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار أهل الحكم في المملكة .