يحتفل العالم في كل عام بذكرى إنزال قوات الحلفاء على شاطىء النورماندي في فرنسا، العملية التي غيرت وجه التاريخ. لن ندخل في سير المعارك إنما سنعرض بعض الحقائق الخافية على الكثيرين وكذلك لبعض الوقائع التي حصلت قبل وأثناء العمليات.
عطاء البريطانيين حقهم
إلتقى قادة ورؤساء عشرين دولة أوروبية لإحياء للذكرى السبعين لل دي داي D-Day أو إنزال الحلفاء على شواطىء النورماندي سنة 1944 الذي أسسس لنهاية الحرب العالمية الثانية وإلحاق الهزيمة بألمانيا النازية. شارك إلى جانب الرئيس الاميركي أوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
أبدت فرنسا إمتنانها لأميركا اذ أكد الرئيس هولاند أن بلاده لن تنسى أبدا ما تدين به للولايات المتحدة معتبرا أن يوم الإنزال هو تاريخ مهم للشعبين الفرنسي والأميركي حيث أن تضحيات ال 9388 جنديا أميركيا فتحت الطريق أمام عصر الديمقراطية والحرية.
منذ 70 سنة ، وفي 6 حزيران 1944 شارك 130 الف عنصر من الحلفاء بإنزال النورمندي بينهم 000،10 جندي أميركي، بريطاني وكندي لقوا حتفهم، جرحوا أو تم أسرهم في اليوم الأول. لكن لماذا حصدت الولايات المتحدة الأميركية كل الفضل في هذه المعركة الحاسمة واستحوذت على الأضواء حتى في بعض المصادر التاريخية والأفلام مثل The Longest Day مع العلم أن الإنزال كان عملا مشتركا للحلفاء وكانت بريطانيا الرائدة في هذا العمل.
صحيح أن مهمة ألقوات ألأميركية كانت صعبة في تأمين رأس جسر في المنطقة المحددة لهم OMAHA BEACH وهي واحدة من ستة مسارح عمليات على الشاطىء، بسبب صعوبات في الملاحة وعدم وصول سفن الإنزال إلى أهدافها المرسومة وعدم معرفتهم بقوة المراكز الألمانية المحصنة ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح تقدر ب 3000 جندي وبالعتاد أيضا بينها 26 قطعة مدفعية، 50 دبابة، 50 سفينة إنزال و 10 بوارج.
صحيح أيضا أن قائد قوات الحلفاء الجنرال دوايت أيزنهاور Gen Dwight D. Eisenhower، كان اميركيا لكن كما كتب الصحفي جيمس هولاند James Holland على موقع ال CNN، كان نائبه المارشال أرثر تيدير Air Chief Marshal Sir Arthur Tedder بريطانيا، وكذلك المارشال أرثر كونينغهام Air Marshal Sir Arthur Coningham قائد القوات الجوية. كما أن واضع خطة العمليات هو الجنرال البريطاني بيرنار مونتغومري Gen Bernard Montgomery قائد قوات الإنزال.
أما البحرية البريطانية فكان مناطا بها العمليات البحرية وإشترك فيها 1213 سفينة حربية منها 200 أميركية و 892 بريطانية. ومن بين 4126 سفينة إنزال كانت 805 أميركية و3261 بريطانية. اضافة أن 31 بالمئة من الإمدادات التي إستعملت في الإنزال كانت بريطانية، وكذلك ثلثا عدد الطائرات ال 12000 ألمشتركة في المعركة. وبالرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الأميركية في بقعة أوماها في الحصيلة كانت الخسائر البشرية متساوية بين الفريقين.
لا نذكر ذلك للتقليل من أهمية الدور ألأميركي في عملية الإنزال لكن لإعطاء نظرة موضوعية عن الذي حدث في تلك الحقبة من التاريخ لاسيما ان ألأميريكيين كانوا منشغلين أيضا" في المحيط الهادىء وفي شرق أفريقيا.
حوادث وإجراءات
أما من حيث ألإضاءة على بعض النقاط البارزة التي حصلت قبل وأثناء عملية الإنزال فقد أورد موقع أورونيوز Euronews ما يلي:
التدريب على الإنزال. العملية نمر Tiger
ليل 27 - 28 نيسان جرت عملية تدريب على الإنزال على الشواطىء الجنوبية لبريطانيا إشترك فيها 000،30 عنصر و300 قطعة بحرية من القوات الأميركية والبريطانية. لكن للأسف إعترى هذا التدريب الذي أجري بكل سرية الكثير من الأخطاء والحوادث. فقد إعترض الألمان الإتصالات اللاسلكية واكتشفوا موقع التدريب فوجهوا ثماني طائرات قاذفة أغارت على القوات المشتركة مما أدى إلى وقوع 800 قتيل. وقد بقيت هذه الحادثة طي الكتمان لوقت طويل.
الإغراء النسائي
كتب جوناثان مايو Jonathan Mayo في كتابه دي داي عن المقدم تيرينس أوتوي Lieutenant-Colonel Otway أنه ليكون متأكدا أن عناصره لن يفشوا الأسرار عن تحضيرات وتاريخ الإنزال أرسل 30 فتاة من القوات البريطانية إلى مقاهي المنطقة لإغراء الجنود والحصول منهم على معلومات لكن محاولتهم باءت بالفشل.
عملية الإلهاء FORTITUDE
هي الإجراءات التي قام بها الحلفاء لكي يخدعوا الألمان خصوصا إخفاء المكان المقرر للإنزال. لذلك وضعوا خطط عمليات خاطئة، وأرسلوا برقيات راديوية زائفة وأقاموا مخيمات عسكرية للتضليل. وفي الساعات الأولى من صباح 6 حزيران قاموا بإلقاء كميات كبيرة من الدمى بحجم الأنسان بواسطة المظلات على مناطق بعيدة من النورموندي لأيهام الألمان وتشتيت قواهم.
رسالة دوايت أيزنهاور
كتب الجنرال دوايت أيزنهاور ليل 5 حزيران رسالة يتحمل فيها كافة المسؤولية في حال لم ينجح الإنزال. قال فيها أن الحلفاء لم يحققوا الغاية من العملية ولم يستطيعوا بناء رأس جسر على الشاطىء ولذلك إتخذت قرارا بسحب القوات. وقد أشاد في الرسالة بدور كافة القوات البرية والبحرية والطيران. لكن هذه الرسالة لم تنشر كون الحلفاء حققوا نصرا" غير مجرى التاريخ.
آلة التشفير Enigma
كانت آلة التشفير إنيغما المستعملة لتشفير الرسائل الراديوية تحير الحلفاء كونها تستعمل 000،000،000،000،200 تركيبة من الأحرف. لكنهم في النهاية إستطاعوا أن يفكوا هذه الرموز بمساعدة خبير بولوني قبل عملية الإنزال ما مكنهم من الحصول على معلومات بالغة الأهمية.
مركبة الإنزال البحرية
كان الجنرال دوايت أيزنهاور يقول عن أندرو هيغنز Andrew Higgins أنه الشخص الذي جعلنا نربح المعركة. لو لم يصمم هذا الرجل مركبة الإنزال LCVP (Landing Craft, Vehicle, Personel) لكانت تغيرت كل إستراتيجيات المعارك.
------------------------------