«ستراتفور» الأمريكية: 3 تحركات لـ«واشنطن» دفعت بـ«ميسترال» إلى مصر
قالت مؤسسة «ستراتفور» البحثية الاستخباراتية الأمريكية إن «موافقة فرنسا على بيع حاملتى طائرات الهليكوبتر ميسترال إلى مصر لم يأت مدفوعاً بنية فرنسية مصرية بقدر ما كان نتيجة ثانوية لتحركات أمريكية على الساحة العالمية».
وأضافت المؤسسة أن «ثلاثة تحركات أمريكية دفعت بـ(ميسترال) إلى أيدى مصر، وكان التحرك الأول هو سعى واشنطن للتأثير فى أوروبا الشرقية بما فى ذلك الكثير من الدول السوفيتية سابقاً، وظهر ذلك أوضح ما يكون فى توسع حلف الأطلسى شرقاً حتى دول البلطيق».
وأوضحت المؤسسة الأمريكية أن «حلف الأطلسى ليس كياناً أمريكياً خالصاً، لكن على الأقل كل تحرك للحلف لا بد أن يحصل على موافقة من واشنطن، حيث عمل التقدم الأمريكى شرقاً بالأحداث فى أوكرانيا، وكنتيجة مباشرة ضغطت الولايات المتحدة وأوروبا على فرنسا لترفض بيع الحاملتين إلى روسيا، التى طلبت تصنيعهما، بسبب الدور الروسى فى الأزمة الأوكرانية».
وذكرت المؤسسة أن «التحرك الأمريكى الثانى جاء بعد رد فعل الجيش المصرى على الربيع العربى، حيث إن مصر كانت على طريق عدم الاستقرار رغم محاولات بناء ديمقراطية جديدة، واضطرت الولايات المتحدة إلى إبداء نوع من العقاب رغم أن مصر حليف قديم، واختارت واشنطن قطع مساعدتها العسكرية البالغة نحو مليار دولار سنوياً، ورغم أن القرار لم يكن معطلاً بصورة جوهرية لعلاقات القاهرة وواشنطن، فإنه غير رؤية مصر للاعتماد على الولايات المتحدة كمورد عسكرى وحيد، ومنذ ذلك الحين تبحث مصر عن سبل لتنويع مصادرها من موردى السلاح».
وأشار التقرير الأمريكى إلى أن «جهود التنويع تعرقل بدرجة كبيرة بسبب افتقار مصر للموارد، لكن التحرك الأمريكى الثالث الذى استغرق سنوات من الإعداد حدد مسار تحرك القاهرة، فالاتفاق النووى الإيرانى الذى كان فى وقت ما ضرباً من الخيال تطور ليصبح محتملاً ثم أمراً حتمياً، وغير الاتفاق ميزان القوى فى الشرق الأوسط، وجعل السعودية تتساءل عن الأمن الجوهرى الذى يوفره تحالفها مع الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك أصبحت الرياض أكثر نشاطاً فى محاولة التصدى بصورة مباشرة للنفوذ الإيرانى فى المنطقة، وكخطوة كبيرة فى هذه العملية عمل السعوديون على إقامة تحالفات أمنية فى المنطقة تخدم المصالح السعودية بما فى ذلك تشكيل قوة عربية مشتركة».
واعتبرت المؤسسة أن «مصر تمثل حجر زاوية فى تلك القوة المقترحة بسبب قدراتها العسكرية، خاصة القوة البشرية، لكن تشكيل تحالفات أمنية يعد عملية طويلة وشاقة، ولم تسفر كل محاولات الرياض حتى الآن عن شىء ملموس».
وقالت المؤسسة: «أدت تلك التحركات الأمريكية فى نهاية الأمر إلى زواج مصلحة، ومصر تريد شراء معدات من طرف غير الولايات المتحدة، لكن لا يمكنها تحمل ذلك، والسعودية تريد إعادة التوازن للشرق الأوسط من خلال تحالف خارج المظلة الأمنية الأمريكية، وتوجد سفينتان يمكن الحصول عليهما من طرف خارجى يمكنهما المساعدة فى ربط كل المصالح معاً».