"دواء مغربي" يبعث الأمل لدى مرضى التهاب الكبد الفيروسي
بعد شهور من محاولة ضم المغرب إلى لائحة الدول المستفيدة من الدواء الجديد المعالج لمرض الالتهاب الكبدي من النوع "سي" المصنع على مستوى إحدى المختبرات بالولايات المتحدة الأمريكية، دون التمكن من ذلك، نجح المغرب أخيرا في تحقيق هذا الإنجاز التي يعد سبقا على المستوى الوطني والإقليمي، والذي خرج إلى الوجود بفضل شراكة جمعت بين وزارة الصحة وإحدى المختبرات المغربية المعروفة وطنيا وقاريا.
وينتمي الدواء الجديد إلى جيل جديد من مضادات الفيروسات ذات التأثير المباشر، وسيسمح بالتكفل وبعلاج أزيد من 625 ألف مريض بالتهاب الكبد الفيروسي "سي" بشكل نهائي وبتكلفة منخفضة، في أفق تحقيق مخطط المغرب للقضاء نهائيا على مرض التهاب الكبد الفيروسي في أفق 2020.
وحصل الدواء المغربي الجديد "SSB 400"، المصنع من مادة السوفوسبوفير، والذي يعتبر طفرة ثورية في مجال الصناعة الصيدلية، على رخصة طرحه في السوق المغربي في الخامس من نونبر 2015، حيث سيتم تسويقه بسعر محدد في 3000 درهم للعلبة، وهي أقل تكلفة لدواء مماثل على الصعيد الدولي، ذلك أن تكلفة العلاج الخاصة بـ 12 أسبوعا تصل إلى 451 ألف درهم في فرنسا، و800 ألف درهم في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين إنها لن تتعدى 9000 درهم بالنسبة للدواء المغربي الذي سيمكن من علاج أزيد من 90 بالمائة من المرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي "C".
وحتى يكون الدواء في متناول أكبر عدد من المرضى المغاربة، تعمل لجنة النزاهة والتقييم الاقتصادي والمالي للأدوية ومنتجات الصحة على مدارسة إمكانية تسجيل الدواء الجديد في قائمة الأدوية المعوض عنها، الأمر الذي سيتيح إدراجه ضمن قائمة الأدوية المعوض عنها للهيئات العاملة في مجال التأمين عن المرض، تجنبا للمصاريف المتصلة بالمضاعفات التي يعاني منها المرضى المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي، ممن ليس بمقدورهم الحصول على علاج لهذا المرض.
وتعود قصة تصنيع الدواء المغربي إلى مطلع عام 2014، حين أعلن مختبر أمريكي عن الشروع في تسويق دواء ثوري من مادة السوفوسبوفير والذي يمكن من علاج أزيد من 90 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "سي"، بعد فترة علاج تتراوح ما بين 12 و16 أسبوعا، حيث بدأ تسويق الدواء على مستوى بعض الدول الغربية بأوروبا وأمريكا، ليقوم بعد ذلك المختبر الأمريكي بالتوقيع على اتفاقيات تراخيص حصرية لفائدة مصنعين لأدوية جنيسة من الهند بهدف توسيع قاعدة الولوج لهذا الدواء المضاد لمرض الالتهاب الفيروسي الكبدي في 91 بلدا، فيما استثني 100 بلد آخر ضمنهم المغرب، ما يمثل أكثر من نصف المصابين في العالم.
وأمام هذا الإقصاء، سعت وزارة الصحة إلى تقديم طلب للمختبر الأمريكي بهدف إدراج المغرب ضمن الدول المستفيدة من الصيغة الجنيسة للسوفوسبوفير، دون جدوى، ليسعى بعدها المغرب إلى محاولة تصنيع الدواء الجنيس محليا، ما حذا بالوزارة إلى منح الموافقة المبدئية لمختبر مغربي من أجل القيام بالتصنيع المحلي للصيغة الجنيسة للدواء، بعد الحصول على موافقة اللجنة الوطنية للترخيص بتسويق الأدوية.
وبعد عدة أشهر، استطاع المختبر المغربي تصنيع دواء مطابق للدواء الأصلي الأمريكي، وبثمن أقل، حيث حصل "SSB 400" في الخامس من نوبر 2015 على رخصة طرحه في السوق، قبل أن يتم تحديد ثمن العلبة في 3000 درهم من قِبل لجنة الأثمنة التابعة لوزارة الصحة، ما يشكل أملا كبيرا للآلاف من المرضى المغاربة وخطوة جبارة تخطوها الصناعة الصيدلية المغربية.
المصدر