د. محي الدين عميمور - كاتب و وزير سابق من الجزائر
سعدت بالحديث الذي تفضل به الدكتور عبد الحي زلوم، لأهمية ما أورده من نصوص تهم حرب أكتوبر 1973، وخصوصابالتكامل الكبير بيننا، ولعل أخطر ما جاء في حديثه تأكيده لوساوس كثيرة كانت تغلي في أعماقنا، تشير إلى وجود اتفاق مُسبق بين السادات وكيسنجر حول أهمية تحريك الأوضاع على الجبهة العربية الإسرائيلية، وهو يؤكد أن رسالة 7 أكتوبر لم تكن هي الاتصال الأول بينهما، وبهذا تكون “رأي اليوم” أول ساحة إعلامية تبحث قضية لعلها أحداثها هي من أهم ما واجهته الأمة في صراعها الأزلي والأبدي ضد أعداء العروبة والإسلام.
ولعلي أذكر بكل تواضع بالمكالمة الهاتفية التي أجريتها من القاهرة مع الرئيس هواري بو مدين قبل انقضاء اليوم من الحرب، واستعملت فيها اسم مدير المسرح الجزائري المرحوم مصطفى كاتب، لأتمكن من تمرير الرسالة التي التقطها الرئيس بكل ذكاء.
وأعود إلى ما كنت توقفت عنده في الحديث السابق لأسجل بأن وقع ثغرة “الديفرسوار” على النفوس كان أليما ومريرا، فقد أفسد فرحة النصر التي أطلقها العبور العظيم في السادس من أكتوبر، غير أن قائد الأركان آنذاك، الفريق سعد الدين الشاذلي قال لي شخصيا بعد ذلك بسنوات طويلة، أن احتمال حدوث ثغرة عند التقاء الجيشين الثاني والثالث لم يكن أمر خارقا بل كان متوقعا، واتخذت القيادة العسكرية كل الاحتياطات لمواجهته، بحيث كانت مجموعة التدخل على علم بكل شجرة وبكل حجر وبكل حفرة في تلك المنطقة.
والذي حدث يومها أن الخلاف تفاقم بين القائد العام الفريق أحمد إسماعيل ورئيس أركانه على أسلوب مواجهة الثغرة، التي انهمرت عليها دبابات العدوبعد تغيير موقع الفرقة المدرعة التي كان مكلفة بالتدخل، وكان المثير للأسى أن رئيس الجمهورية عجز عن مواجهة ما حدث، وهكذا تدهورت الأوضاع على الجبهة الجنوبية.
وكانت المعلومات التي تصل إلى الجزائر عن الخسائر الهائلة إثر الاندفاع شرقا في سيناء مثيرة للقلق، بحيث قرر الرئيس هواري بو مدين أن يسافر فورا إلى موسكو، وهو ما تم فجر يوم 16 أكتوبر.
وأتوقف لحظات لأقول إنني، ومع تقديري لمن يرفضون أسلوبي في تناول أهم حرب نظامية عرفها الوطن العربي في العصور الحديثة، أواصل حديثي بنفس الأسلوب لأن هذا هو ما أعرفه وأقدر عليه، ولعلي أستعين اليوم ببعض ما كنت كتبته في القرن الماضي لأنه سيكون أكثر مصداقية مما يمكن أن أكتبه اليوم، حيث كنت آنذاك أكثر قربا، زمنيا، من الأحداث، بالإضافة إلى أنه يُسجّلُ بأن المثقف الجزائري كان يملك من الوعي ما مكنه من دراسة ما حدث بعيدا عن أي ذاتية أو تشخيص للأحداث،وفي حدود المتوفر من المعلومات.
فقد قلت في صحيفة الشعب الجزائرية بتاريخ 4 نوفمبر أنه: “وطبقا للقرار السياسي الذي أصدره السادات بدأ الهجوم شرقا فجر يوم 14 أكتوبر، وكان على القوات المصرية أن تهاجم 900 دبابة معادية بقوة لا تزيد عن 400 دبابة، وفي المكان الذي اختاره العدوّ، وتحت سيطرته الجوية، وبعيدا عن حائط الصواريخ، كل ذلك تم بقرار سياسي يقول عنه الشاذلي بمرارة : “هل كان هذا القرار نتيجة الجهل أو المقامرة أو الخيانة ؟ لقد نجح العدوّ في استدراج ألويتنا المهاجمة إلى مناطق قتال اختارها بعناية (..) لقد فقدنا في هذا اليوم الأسود 250 دبابة، وهو رقم يزيد عن مجموع خسائرنا في الأيام الثمانية الأولى للحرب”.
ويقول قائد الجيش السابق الفريق محمد صادق في عدد نوفمبر 1984 من مجلة أكتوبر: “لقد تمكن العدوّ من الوصول إلى منتصف طريق السويس – القاهرة، ولم يكن يفصله عن القاهرة إلا لواء جزائري”.
وأواصل مقال الثمانينيات:
“في الأسبوع الثاني من الحرب كان هناك شعور على مستوى الجزائر بأن الأمور لا تسير كما يرام، فبالإضافة إلى الأخبار المتواترة عن الثغرةكانت التقارير تشير إلى “احتمال” وجود خلل في حجم الأسلحة بين الطرفين، وأتذكر يومها أنه، وطوال الليل الرمضاني، لم تطفأ الأضواء في مقر الرئاسة على مرتفعات المرادية، فقد اتخذ هواري بو مدين قرارٍالسفر فورا إلى الاتحاد السوفيتي، وتولت مصالح الرئاسة خلال الليل تحويله إلى مخطط العمل المطلوب، بما في ذلك طلبات التحليق فوق الدول التي تفصل الجزائر عن موسكو.
ويغادرالرئيس العاصمة فجرا على رأس وفد رفيع المستوى، وأتذكر أمراً بالغ الطرافة، فبعد نحو ساعة من الطيران يلتفت حوله متسائلا: نحن مسافرون، فهل من حقنا أن نفطر؟ وتحركتُ، بتسرّعي المعروف، لأجيب، لكن جاري إسماعيل حمداني (رئيس الحكومة الأسبق) لكزني هامساً: دع الردّ لمن هم أكبر منا، وسكتّ، لكن أحدا لم يجبْ.
ويسأل الرئيس السفير رضا مالك: يا رضا، أنت ألفت السفر إلى موسكو، ما رأيك ؟ وأجاب رضا بغمغمة غير واضحة، فهو لم يتبين ما يقصده الرئيس، الأزهري القديم، وهو لا يريد التناقض مع إرادته.
وعاجله بو مدين سائلا : أنت صائم أم فاطر ؟ وردّ رضا على الفور : أنا صائم يا سيادة الرئيس.
وقطب بو مدين حاجبيه وحوّل نظره يمينا نحو نافذة الطائرة، ولم نر وجهه إلا بعد ساعات، عندما كنا نثبت الأحزمة للهبوط في موسكو.
وكانت المباحثات مع الزعماء السوفييت شاقة، ولم يُخفِ المضيفون شكوكهم في جدية السادات، وكان بريجنيف لا يزال عاتبا عليه بسبب طرده للخبراء السوفييت، وبأنهم لم يخطَروا بموعد العمليات ولا بخططها، وبأنهم ضيعوا فرصا كثيرة الخ الخ، ولكن الرئيس قال له بأنه لم يأت هنا لمناقشة هذا الأمر، بل جاء ليشتري السلاح للمقاتلين.
وحدثت الملاسنة المعروفة مع الأمين العام للحزب الشيوعي، وانتهى الأمر بالاتفاق مع السوفييت على إرسال ما قيمته 200 مليون دولار من الأسلحة تدفع الجزائر ثمنها على الفور بصكّ كان مُعدّا (وكل ما حدث في الاجتماع تناوله بالتفصيل في مذكراته المرحوم عبد المجيد فريد، سكرتير الرئيس عبد الناصر، الذي سلم الأستاذ هيكل محضر الجلسة كاملا كما تلقته الرئاسة المصرية من السوفييت،وخصص له الصحفي الكبير في كتابه، الذي بلغ عدد صفحاته 833 صفحة،خمسة سطور ونصف لا غير، وله الشكر الجدير بكرمه)
في تلك المرحلة كان إليكسيكوسيغين يزور القاهرة، وبدا الزعيم السوفييتي نافذ الصبر وهو يتحدث مع السادات (وربما كانت تفاصيل لقاء بو مدين مع القيادة السوفيتية في ذهنه) فقد ضايقه ما بدا أنها محاولة لإلقاء اللوم على الاتحاد السوفيتي، وقال لمضيفه بأن : “الجسر الجوي نقل إلى مصر أكثر من ستة آلاف طن من المعدات، وقد حاربتم بالمعدات السوفيتية بطريقة أثبتت كفاءتها وكفايتها، وكانت إدارة المعركة في أيديكم ولم نقترب منها مع أنه كانت لنا ملاحظات (..) وحققتم انتصارا مبدئيا شهد لكم به العالم، ثم توقفتم بعد ذلك لسبب غير مفهوم، وتركتم حلفاءكم على الجبهة الشمالية حتى يضربهم العدوّ ثم يتحول إليكم” (..).
ويعرض كوسيغين على السادات في نفس الجلسة، كما يروي هيكل، 18 صورة التقطتها الأقمار الصناعية السوفيتية لمنطقة الثغرة وما حولها، كانت واضحة بطريقة مذهلة، وكانت هناك علامات ودوائر مرسومة تحدد مواقع القوات الإسرائيلية.
ويقول الزعيم السوفيتي بأن الصور لا تشير إلى قوات معادية “صغيرة” تمكنت من عبور القناة إلى ضفتها الغربية كما قيل، ولكنها تظهر، وحتى ساعة التقاطها ظهر اليوم : “أن لإسرائيل في المنطقة 760 قطعة مدرعة ما بين دبابات وعربات مصفحة، وهذه قوة كبيرة وتعزيزها ما زال مستمرا، وأنتم أمام موقف خطير تفرض عليكم الظروف مواجهته ووقفه عند حده حتى تستطيعوا المحافظة على حجم انتصاراتكم المبدئية”.
كان تضامن الوطن العربي مع مصر وسوريا قد تصاعد بشكل لم يسبق له مثيل، ولم يكن هذا التضامن بالأمر السهل عندما نعرف أن حليف الخصم هو واشنطن بكل قوتها، وبأن البلدان العربية كانت تتلقى أنباء قتالٍ، المفروضُ أنها طرفٌ فيه، من وكالات الأنباء، ويمكن أن نتخيل ردود الفعل الأمريكية على ما قامت به دولة صغيرة مثل البحرين، أو حليف استراتيجي مثل المملكة السعودية.
واجتمع وزراء النفط العرب في الكويت يوم 17 أكتوبر، واتخذ القرار بخفض إنتاج النفط بنسبة خمسة في المائة تتزايد بتواصل العدوان، ويعلن الملك فيصل عن حظر تصدير النفط إلى أمريكا وهولندا، كما يُعلن أن السعودية سترفع نسبة تخفيض الإنتاج إلى 10 في المائة، وتتخذ بقية الدول العربية النفطية نفس الموقف، ثم تعلن البحرين إلغاء التسهيلات الممنوحة لواشنطون في المنامة.
وفي الوقت نفسه يستقبل الرئيس نيكسون وزراء خارجية كل من الجزائر والسعودية والكويت والمغرب، ويكشفالوزير الجزائريعبد العزيز بو تفليقة عند انتهاء الاجتماع للصحفيين كل الخلفيات التي اتضحت له عندما يقول إن : “أمريكا (..)تعمل على أساس الرغبة في الحفاظ على أمن إسرائيل ولإنقاذها من الهزيمة، وليس بدافع العطف على العرب، وترى أنه لا بد من الانتظار حتى ينتصر الإسرائيليون قليلا أو ينهار العرب قليلا قبل أن تستطيع التدخل”.
ولم يكن هناك أوضح من هذا لشرح الموقف الأمريكي علانية وبصراحة وبدون تلاعب بالألفاظ.
ويبدأ النصر المصري في الذوبان نتيجة لتعاظم الثغرة، ويُعزل الفريق الشاذلي وتلفق له الاتهامات بأنه كان “منهارا”، وبأنه طالب بسحب القوات المصرية إلى الغرب، في حين أن الأمر كان متعلقا بسحبٍ محدودٍ لمجموعات مدرعة كانت مكلفة بمواجهة احتمال الثغرة (وعلى ذكر اتهامات السادات لمساعديه بالانهيار سيُتهم إسماعيل فهمي وزير الخارجية فيما بعد أنه “انهار” عندما طلب منه الرئيس مرافقته إلى القدس، وهو ما أدى إلى استقالته)
ويصدر القرار 338 بوقف إطلاق النار، وسيتلوه فيما بعد القرار 339، وفيما بينهما واصلت إسرائيل التحرك لتحسين مواقعها، فحاولت احتلال مدينة السويس ولكنها تفشل في مواجهة المقاومة البطولية هناك، ويسارع الاتحاد السوفيتي بإرسال دبابات تعادل ثلاثة ألوية مدرعة، كما بادرت الجزائر بإرسال لواءين مدرعين بجنودهما، وأرسلت ليبيا لواء مدرعا، وكانت هناك مساهمة يوغوسلافية كما يروي محمود رياض في مذكراته التي صدرت في جزأين.
في كل هذا يجب أن نتوقف ثانية عند شخصية أنور السادات، الذي أعتقد أنه يتحمل أمام التاريخ مسؤولية إجهاض النتائج الكاملة للنصر العظيم الذي حققته القوات المسلحة في كل من مصر وسوريا، وتبديد كل ما ارتبط به من تضامن عربي سيسجل آخر مرة تنجح فيها الأمة العربية في تحقيق وحدة الفكر والعمل، بالإضافة إلى أن منهجه يتحمل مسؤولية الألغام الكامنة في العلاقات العربية – العربية، والمصرية الجزائرية على وجه التحديد.
وأعود إلى الأستاذ هيكل، مع اعترافي بأنه ليس محايدا تماما، لكن الصورة التي يرسمها لم يفندها أو يصححها أحد بشكل علمي موثق أو بمعلومات ثابتة،فهو يقول بأن : “أنور السادات وجد نفسه مع انطلاق حرب أكتوبر في مفترق طرق.
* – قبلها كان “واحدا” من زعماء العالم العربي، وبعدها أصبح نجما يلمع في سماء عالية.
* – وقبلها كان هنري كيسنجر يتهرب منه ويصفه بأنه “بهلوان سياسي”، وبعدها لم يعدْ في مقدور أحد، بمن فيهم كيسنجر، إلا أن يُعلن أنه يعترف به كداهية سياسي (ولقد كان إعلانه هذا الاعتراف فخا استهدف إطراء شخصية الرئيس بما ينمي لديه جنون العظمة mégalomanie بما يمكنه من السيطرة عليه).
* – وقبلها كان حاكما بشرعية مستعارة من سلفه، وبعدها أصبح يمتلك شرعية مستقلة يبدأ بها عصرا جديدا من حكمه.
* – وقبلها لم يكن في تاريخ العرب الحديث انتصار عسكري واضح، وبعدها فإنه سجل في تاريخ العرب نصرا عسكريا على مستوى لم يكن ينتظره أحد (العارفون بأسلوب هيكل سيجدون هنا تأكيده الضمني بأن الانتصار على العدوان الثلاثي في 1956 كان سياسيا، بالحديث عن عدم وجود انتصار عربي واضح، لكن الغريب إغفاله لأهم انتصارات العالم العربي وهو هزيمة الاستعمار الفرنسي في الجزائر التي استعادت استقلالها وسيادتها عبر مقاومة طالت عقودا، توّجَت بثورة تحريرية استغرقت أكثر من سبع سنوات، وكان ذلك من جوانب التقصير الإعلامي العربي التي تستثير الجزائريين، وهم يرون أن العالم كله، بما فيه فرنسا، تعترف لهم بالانتصار الكبير الذي أنهى استعمارا استيطانيا دام زهاء قرن ونصف، ولكن كبار المثقفين العرب يتجاهلون التركيز على ذلك، وإذا أشاروا له فلكي يكون فرصة لاستعراض ما قدموه هم للجزائر من معونات)
* – وقبلها كان رجلا تكررت وعوده، واعتبرت كلها جوفاء فارغة ولكنه بعدها استطاع أن يحقق ما وعد به بل وزاد عليه (وتلك بالطبع نظرته لنفسه)
* – وقبلها كان يتصرف وفي إحساسه أن جمال عبد الناصر كان رجلا أكبر منه، والآن داخله الإحساس بأنه أصبح أكبر من عبد الناصر، فهذا الذي تحقق لديه لم يحدث ولا لناصر.
* – وقبلها كثير وبعدها كثير أيضا” (ص 352)
ونجد من استعراض الوقائع والتطورات، والتي لم تكن كلها معروفة خلال المرحلة الساخنة من الأحداث، أن السادات، مع كل مميزاته التي اكتسبها من خبرته الطويلة في العمل السري، ثم خلال نشاطه في المؤتمر الإسلامي ومجلس الشعب بجانب عبد الناصر، لم يكن في مستوى انتصار أكتوبر، ولقد أعطاه المولى عز وجل ما لم يعطه لأي قائد عربي، ولكنه، ولأنه لم يكن رجل استراتيجيةيستكملها إحساس عملي بالمعطيات التاكتيكية، وبإدراك للفرق بين هذه وتلك، لم يستطع أن يستوعب ما حدث، ولم يتمكن من التعامل مع معطياته بالشكل المُناسب في الوقت المناسب، وأضاع بالتالي ما ضحى الشعب المصري من أجله عقودا وعقودا، وكان أكبر أخطائه عدم استعانته بمساعديه، وكانوا من كبار خبراء الديبلوماسية والعسكرية.
وشيئا فشيئا بدأت تتسلط عليه نزعات جنون العظمة، ورُوي عنه قوله آنذاك لوزير الخارجية الأمريكي بأنه “رجل استراتيجية” يتحاور مع “رجل استراتيجية” آخر، ولا وقت لديه للتفاصيل، وادعى البعض فيما بعد أن المقولة نفسها هي لكيسنجر، الذي أدرك نزعات التفوق عند الرئيس فأعطاه تعبيرا استساغه السادات ثم نسبه لنفسه (وهناك روايات عن مواقف مماثلة قدمها بطرس غالي في كتابه : طريق مصر إلى القدس)
وأذكر أنني كتبت أقول بأن المشكل في دراسة ما حدث هو أننا نحاول تحليل الأحداث بمنطق العقل السليم، في الوقت الذي كان السادات فيه يتعامل مع الأحداث بمنطق جنون العظمة، وبمزيج من السذاجة السياسية والمكر والخداع (انطباعات – الجزء الثالث – ص356)
http://www.raialyoum.com/?p=322386