كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن بريطانيا استعانت بصواريخ "تموز" الإسرائيلية، في العراق وأفغانستان، لمواجهة عبوات تنظيم "القاعدة".
وأوضح التقرير أن "إسرائيل أخرجت، عام 2007 ، صواريخ تموز من مخازن الاحتياط وأعادت طلاءها، ثم أرسلتها إلى القوات البريطانية في العراق وأفغانستان".
وقد دفع نجاح الصواريخ في المهمة المطلوبة، بريطانيا إلى طلب التزود بالمزيد، وسط امتناع عن الإشارة إلى استخدامها، طبقاً للتقرير.
ونقلت "هآرتس" عن مجلة "جيينز" المتخصصة في الشؤون الأمنية، إن "بريطانيا عانت في تلك الفترة مشكلة مواجهة العبوات الناسفة وقذائف المورتور التي استخدمها رجال "القاعدة" ضد الدوريات البريطانية في كل من البصرة في العراق، ومنطقة الموند في أفغانستان".
وركبت، الصواريخ على 12 سيارة إسرائيلية مصفحة أعيد طلاؤها، لطمس أي إشارة حول هويتها. وقد أخرجتها إسرائيل من مخازنها "كبادرة حسن نية تجاه الحلفاء".
وبهدف المزيد من التمويه، أطلق البريطانيون، على هذه الصواريخ، اسم (أكستور)، وواصلوا طلب التزود بها، لدرجة فتح إنتاج خاص بالقوات البريطانية، ضمن سلطة تطوير الأسلحة الإسرائيلية (رفائيل).
ولا تزال هذه الصواريخ ضمن منظومة المدفعية البريطانية، على الرغم من انسحاب القوات البريطانية كلياً من أفغانستان في العام الماضي.
ويكشف التقرير، أيضاً، التعاون العسكري البريطاني في مجال الطائرات بدون طيار، موضحاً أن "الصواريخ المذكورة تطلق بعد الحصول على لائحة بالأهداف التي يجري تحديدها عبر الاستعانة بطائرات من دون طيار، من طراز (هيلمس)، تصنعها شركة ألفيت الإسرائيلية".
وبحسب التقرير ذاته، فإنّ "بعثات من القوات البريطانية، تصل إسرائيل، مرة كل شهرين، بهدف التدريب وتعلم "نظرية المدفعية الإسرائيلية".
ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذه الدورات اسم "إغلاق دائرة النيران"، إذ تقوم طائرات (هيرمس 450) بتحصيل الأهداف ونقلها إلى مشغلي المدفعية البريطانية التي تطلق الصواريخ لإبادتها.
كذلك، أشار التقرير إلى أن "صواريخ تموز كانت لا تزال سرية، ولم يعلن عنها عندما تم إمداد القوات البريطانية بها لأول مرة".
بدوره، لم يعلن جيش الاحتلال عن هذه الصواريخ إلا قبل أربع سنوات. وقد جرى استخدامها رسمياً من إسرائيل لأول مرة في الحرب الثانية على لبنان عام 2006، حيث أطلق 500 صاروخ باتجاه أهداف لـ"حزب الله".
هذا وتستخدم هذه الصواريخ، حالياً، في استهداف مواقع وأهداف سورية أطلقت منها النيران، باتجاه هضبة الجولان.
ولا تستبعد التقديرات البريطانية، استخدام هذه الصواريخ في الحرب ضد تنظيم "داعش"، إضافة إلى منظومة أسلحة إسرائيلية أخرى، ركبت على طائرات "تورنادو" البريطانية، التي أنتجت في سنوات الثمانينيات ويستخدمها البريطانيون في الهجمات الجوية في العراق.
وتدعى هذه المنظومة (لايتينج)، وهي من صنع "رفائيل" الإسرائيلية، وتساعد هذه المنظومة طاقم المقاتلات الجوية في تحديد الأهداف والعثور عليها خلال الطيران، ثم قصفها بصواريخ متطورة.