المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالقوانينالتسجيلدخول

شاطر
 

 التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة

mi-17

مشرف
مشرف



التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena20التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena11التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena30
التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena23




التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Empty
مُساهمةموضوع: التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو   التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14 2015, 21:11

وفقاً لأدلة موثقة بالصور، أُعيد نشرها في تقرير في صحيفة الـ «ديلي ميل» البريطانية في 8 أيلول/سبتمبر، بدأت روسيا بنشر جنودها على الأراضي السورية - على الأقل منذ شهر نيسان/أبريل المنصرم. وهناك تقارير أخرى حول زيادة التعزيزات العسكرية المتصاعدة التي تقوم بها موسكو هناك قد أشارت إلى إرسال شحنات أسلحة متطورة إلى نظام الأسد، ووجود فريق تدخل عسكري وإرسال وحدات سكنية جاهزة إلى قاعدة جوية قرب اللاذقية. وفي 4 أيلول/سبتمبر، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحديث عن جنود روس في سوريا بأنه «سابق لأوانه»، ولكنه أكد أن روسيا تواصل تقديم مساعدات هامة إلى سوريا من خلال التدريب والأسلحة والمعدات. ومهما كان مدى التدخل الروسي المتزايد في سوريا في الوقت الحالي، فإنه يطرح أسئلة حول قدرات روسيا العسكرية بشكل عام.

إصلاحات عسكرية واسعة النطاق

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، دخل الجيش الروسي في مرحلة تراجع حاد، حيث بدأ يعاني من انخفاض الروح المعنوية، ومن مشاكل في التدريب/الانضباط، ونقص المعدات الحديثة، والفساد المستشري. وقد سلط اجتياح جورجيا في عام 2008 الضوء على ما وصفته "خدمة أبحاث الكونغرس" في آب/أغسطس 2011 بأنه "الفشل العملياتي الواسع النطاق للجيش الروسي". وفي الواقع، واجهت القوات الروسية صعوبة في الانتصار على خصم أصغر منها بكثير.

ورداً على ذلك، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2008، أعلن وزير الدفاع الروسي في ذلك الحين أناتولي سيرديوكوف عن إصلاحات عسكرية كبرى، هدفها إعادة تنظيم هيكلية الجيش وتسلسله القيادي، وتقليص حجمه، وإنشاء قوة رشيقة وعصرية وكفؤة بحلول عام 2020. وشرعت روسيا بعد ذلك بأكبر عملية بناء لجيشها منذ الانهيار السوفياتي، مع زيادات سنوية كبيرة في الإنفاق الدفاعي الذي من المقرر أن يستمر حتى عام 2020. ووفقاً لمجلة "الإيكونوميست"، تتمثل التغييرات الأكثر جوهرية في إطلاق برنامج لتحديث الأسلحة في عام 2010، يمتد على عشر سنوات وتبلغ كلفته 720 مليار دولار.

وحيث بدأ أثر الإصلاحات يكتسب زخماً، اتخذ الكرملين موقفاً أكثر عدوانية في الخارج، باستئنافه إرسال دوريات القاذفات في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتمديده عقود الإيجار لقواعد عسكرية في أرمينيا وطاجيكستان، ووضعه خططاً لبناء قاعدة جوية جديدة في روسيا البيضاء، ورفعه حجم ومستوى المناورات العسكرية السنوية المشتركة التي تجريها روسيا مع الصين. ووفقاً لصحيفة "موسكو تايمز"، عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في آذار/مارس 2014، بدا «من دون أدنى شك أن جنودها مدربون ومجهزون بشكل أفضل» مما كانوا عليه خلال الحملة العسكرية في جورجيا في عام  2008 (كما أن القوات في شبه جزيرة القرم كانت من نخبة الجيش الروسي أيضاً).

الإنفاق غير المستدام

على الرغم من الإنفاق المتزايد وملامح النجاح، أشار تقرير أصدرته "خدمة أبحاث الكونغرس" في آذار/مارس 2014 إلى أن «سوء الإدارة وتغيير الخطط والفساد ومشاكل تجهيز الأفراد والقيود الاقتصادية» جميعها أمور ما زالت تعرقل الإصلاحات العسكرية الروسية. علاوة على ذلك، عبّر خبراء روس عن قلقهم من أن الإنفاق العسكري الضخم يجري على حساب النمو الاقتصادي والاستثمارات الضرورية في مجالي البنى التحتية والتعليم. وفي مقال نُشر في أيار/مايو 2015، استنتج الخبير الاقتصادي الروسي سيرغي غورييف أن الكرملين لن يستطيع تحمل كلفة الإنفاق العسكري الحالي، مشيراً إلى أن بيانات الميزانية للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي أظهرت أن الإنفاق العسكري لهذه الفترة فاق ضعف المبلغ المحدد له في الميزانية، متخطياً نسبة 9 في المائة من "الناتج المحلي الإجمالي" لتلك الفترة. وأضاف غورييف: «بعبارة أخرى، أنفقت روسيا حتى الآن أكثر من نصف جميع ميزانيتها العسكرية لعام 2015. وإذا استمر الإنفاق بهذا المعدل، سوف يفرغ صندوق روسيا الاحتياطي قبل نهاية العام». كذلك، استقال وزير المالية أليكسي كودرين من منصبه في أيلول/سبتمبر 2011 لأنه عارض الإنفاق العسكري المتزايد، من بين أسباب أخرى.

وقد فاقم ضمّ شبه جزيرة القرم من هذه القيود الاقتصادية. فوفقاً لموقع «ستراتفور.كوم»، يكمن جزء من المشكلة في ضرورة تأمين الدعم العسكري القوي والمستمر للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وبالإضافة إلى ذلك «إن التوتر المتزايد مع الغرب ومنظمة "حلف شمال الاطلسي" قد أجبر موسكو على تدعيم أنشطتها الأمنية وتدريباتها ومناوراتها العسكرية، مثل الدوريات الجوية بالطائرات المقاتلة وتحركات السفن الحربية». ووسط هذه العزلة الدولية، وهبوط أسعار النفط، وتراجع قيمة الروبل، أصبحت معدلات التضخم بالعشرات، مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية إلى حد 30 في المائة. وكما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آب/أغسطس 2014، شهدت روسيا هجرة لرؤوس الأموال تراوحت قيمتها بين 100 و200 مليار دولار.

وفي غضون ذلك، تواصل روسيا الحفاظ على وجودها العسكري الواسع في "جوارها القريب"، أي الجمهوريات السوفياتية السابقة. ووفقاً لتقرير مجلة "نيوزويك" من كانون الأول/ديسمبر 2014، بلغ عدد القوات المرابطة في أرمينيا (3200 جندي)، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية (7000)، وترانسنيستريا (1500)، وقيرغيزستان (500)، وطاجيكستان (5000). ولكي نضع هذه الأرقام في سياقها، يبلغ عدد القوات المسلحة الروسية من 700 إلى 800 ألف عنصر، بينما يبلغ عدد أفراد الجيش أقل من 300 ألف عنصر. وعلاوة على ذلك، ما زال الجيش يعتمد بشكل أساسي على المجندين الذين يتلقون تدريباً محدوداً.

المؤشرات الديمغرافية والإسلام الراديكالي

يتراجع عدد سكان روسيا بشكل حاد منذ أوائل التسعينيات. وكما كتب الخبير الديموغرافي نيكولاس إيبرستات في عام 2011، «تمثل المشاكل التي تسببها الأنماط السكانية الروسية ظاهرة لا سابق لها في مجتمع متمدّن ومتعلم لا يعيش في حالة حرب». فما زالت البلاد تعاني من معدل وفيات مرتفع، ونسبة مواليد منخفضة، وهجرة المثقفين في سياق التراجع الاقتصادي العام. ولا تظهر البيانات الديموغرافية الأخيرة الصادرة عن الكرملين (من أيار/مايو 2015) أي تغيير يذكر في هذه الأنماط.

ولكن بينما يتأرجح عدد سكان روسيا حول الـ 144 مليون نسمة، بلغ عدد السكان المسلمين في البلاد من 21 إلى 23 مليون نسمة، ويستمر في الازدياد. وتتمتع العائلات المسلمة بصحة أفضل من السكان الروس الأصليين (ويرجع ذلك جزئياً إلى معدلات إدمان الكحول العالية نسبياً بين الروس الأصليين) كما أن العائلات المسلمة تميل إلى إنجاب المزيد من الأطفال. ووفقاً لإحصاءات من عام 2014 كانت قد أصدرتها وزارة التنمية الإقليمية الملغاة، تتمتع منطقة شمال القوقاز - وهي منطقة روسية يتركز فيها السكان المسلمون بشدة - بأحد أعلى معدلات النمو في البلاد.

ومن المرجح أن يؤدي ازدياد عدد السكان المسلمين إلى تداعيات خطيرة على أمن روسيا وقواتها المسلحة وسياستها الخارجية. فعلى سبيل المثال، قد تزداد النزاعات الداخلية بين السكان الروس الأصليين والأقليات في أماكن مختلفة من البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض المحللين بأن المسلمين سيشكلون عما قريب نصف المجندين في القوات المسلحة الروسية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كانت القوات المسلحة ستواصل دعمها لسياسات موسكو في شمال القوقاز. وفي أيلول/سبتمبر 2013، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن الجيش سيحد من عدد المجندين الآتين من تلك المنطقة بشكل جذري، بالرغم من النقص في عدد المجندين الكلي وتوفر عدد كبير من الجنود المحتملين في شمال القوقاز. وجاء ذلك الإعلان بعد عدة سنوات من الحديث عن بدء الجيش بإقصاء المجندين من تلك المنطقة.

وفي غضون ذلك، ما زالت روسيا تخسر معركتها المحلية مع الإسلام المتطرف، الذي تكثف وانتشر في جميع أنحاء القوقاز وآسيا الوسطى. وفي الآونة الأخيرة، ازدادت التوترات في طاجيكستان بين السلطات الموالية للكرملين والمعارضة الإسلامية. وفي 4 أيلول/سبتمبر، شهدت العاصمة دوشنبه موجة نادرة من العنف، راح ضحيتها 9 عناصر من الشرطة و13 مسلحاً. وزعمت السلطات إن «إرهابيين» متعاطفين مع ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») هم المسؤولون عن الحادثة - وقد اتهمت السلطات على وجه الخصوص نائب وزير الدفاع السابق عبد الحليم نزار زودا، وهو عضو في «حزب النهضة الإسلامية» الذي تم حظره مؤخراً.

المحصلة

في الوقت الذي تُوسع فيه روسيا من وجودها العسكري في سوريا، قد تجد موسكو أن انتشارها العسكري الواسع سيحول دون تحقيق التزاماتها بشكل فعال في أماكن أخرى من العالم. وفي الواقع، أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو في 5 أيلول/سبتمبر أنه تم احترام اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في شرق البلاد لمدة أسبوع كامل - وهو أمر لم يحدث منذ اندلاع الحرب بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الذين تدعمهم روسيا. وتزامن هذا الإعلان مع التقارير حول زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا.

وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أن روسيا ستخفض من مواقفها العدوانية في "جوارها القريب". ففي شهر آب/أغسطس المنصرم، أعلنت وزارة الخارجية في جورجيا أن الكرملين نشر جنوداً في أبخازيا «تحت ذريعة إجراء أعمال صيانة لسكة الحديد بين أوتشامشير وإنغوري». وأشار بيان وزارة الخارجية إلى أن روسيا قامت بتحركات مماثلة قبل الغزو التي قامت به عام 2008، حين «أطلقت موسكو بطريقة غير قانونية أعمال صيانة لسكة الحديد التي تمر في أبخازيا ونشرت جنوداً عبر سكة الحديد على أراضي جورجيا، الأمر الذي استغلته لاحقاً لنقل الجنود والمعدات خلال الأعمال العدائية». ووفقاً لبيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية في 7 أيلول/سبتمبر، أمر بوتين بإجراء مناورات عسكرية مفاجئة في "المنطقة العسكرية الوسطى"، وهي رقعة واسعة تضم نهر الفولغا وجبال الأورال وغرب سيبيريا.

وتكشف هذه التوجهات النقاب عن مفارقة هامة: فبينما تتراجع قدرات روسيا العسكرية، من المرجح أن تزداد عدوانية الكرملين في "جواره القريب"، بما في ذلك الشرق الأوسط. وبالرغم من المشاكل التي تواجهها، ما زالت القوات المسلحة الروسية قادرة على ما يبدو على إتمام مهمات محدودة. لذلك، سيكون من الخطأ استخدام التراجع الواسع للقوات المسلحة الروسية كذريعة لتأخير القيام بخطوات أكثر تشدداً. وتكمن المقاربة الأكثر فعالية في إدانة شديدة لزيادة التعزيزات [العسكرية] الروسية في سوريا، بالتزامن مع مواصلة الضغط على الكرملين لتغيير السياسات التي يتبعها مع جيرانه.

--------------

الكاتب : آنا بورشيفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن.


التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Anna_Borshchevskaya_High-Res-155x232

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena20التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena11التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena30
التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Unbena23




التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Empty
مُساهمةموضوع: رد: التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو   التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19 2015, 12:04

روسيا في سوريا (الجزء 2): التداعيات العسكرية

يبدو أن روسيا قد بدأت بتدخل عسكري ملحوظ ومباشر في سوريا. وتشير التقارير المستفيضة، بما فيها تلك المنسوبة إلى الحكومة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية، أن روسيا تعمل حالياً على بناء قوة مشتركة للتدخل السريع لشن حملات جو-أرض في محافظات اللاذقية وطرطوس على طول الساحل الشمالي الغربي، تتجاوز بكثير نطاق الدور الذي لطالما اضطلعت به روسيا على مستوى إمدادات الأسلحة والاستشارة. وإذا ما تم بناء هذه القوة العسكرية على طول خطوط المعركة المذكورة، فقد تتغير قواعد اللعبة في ساحة الحرب. كما أن هناك تداعيات كبيرة قد تترتب عن ذلك القرار، والتي من شأنها أن تقوّض قدرات إسرائيل على شن عمليات جوية فوق غرب سوريا ولبنان، وتعرقل عمليات التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» ومنظمات إرهابية أخرى في سوريا.

وعلاوة على ذلك، إذا رسّخت روسيا وجودها في سوريا، فسيصبح من الصعب على نحو متزايد إقصاؤها من البلاد. وعلى غرار السيناريوهات العسكرية في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، يبدو أنه من غير المحتمل أن تتصدى الولايات المتحدة، ناهيك عن أي دولة أخرى، للقوات الروسية عسكرياً. وعلى الرغم من إمكانية وقوع خسائر في صفوف هذه القوات وتورطها في الحرب السورية، إلا أن موسكو قد ترضى بتلك العواقب الوخيمة وتعتبرها ثمناً لقاء إبقاء نظام الأسد في السلطة وإحباط عزيمة واشنطن.

القرار والتحضيرات وتراكم الأحداث

تستند خطوات روسيا في سوريا على ما يبدو، على استراتيجية جيوسياسية أكبر شأناً تعول على القليل من التدخل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا. ويبدو أن التدخل الروسي هو بمثابة جهود استراتيجية مدروسة لدعم النظام السوري من خلال قوات عسكرية مباشرة، محفَّزاً على الأرجح بتقييم مفاده أن قوات بشار الأسد قد فشلت وأن الدعم الذي يقدمه «حزب الله» وإيران غير كاف. ومن المرجّح أن تكون روسيا قد اتّخذت قرار التدخل بالتعاون مع طهران التي، وفقاً لبعض المصادر الإخبارية، تعزّز دعمها العسكري لصالح النظام السوري. ويتضمن القرار الروسي أهدافاً محتملة أخرى، من بينها الحفاظ على المنطقة الغربية الحيوية للنظام، وحماية المنافذ البحرية والجوية التي تعتمد عليها روسيا للوصول إلى سوريا والعمل على توسيعها، وبسط سيطرة موسكو على الوضع بشكل عام. وعلى نطاق أوسع، يبدو أن روسيا ملتزمة بممارسة نفوذها في الشرق الأوسط، حيث توفر لها سوريا فرصة لتحقيق هدفها.

وبطريقة أو بأخرى، يشبه الانتشار العسكري في سوريا السيناريو الذي اعتمدته روسيا للسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014. ففي البداية، تتّخذ روسيا خطوات استباقية غامضة ومكتسية بتصريحات قيادية غير واضحة الأهداف، مقرونة ببناء تدريجي للقوات، ومستفيدة من الغطاء الذي تؤمنه لها النشاطات والمنشآت الروسية الموجودة سابقاً في سوريا. وقد استعانت موسكو بسفنها (بما فيها سفن الإنزال البحرية) إلى جانب 15 طائرة نقل (من طراز "أي إن- 124" /"الكندور" و "آي إل-62") من أجل إرسال أسلحة جديدة وقوات عسكرية إضافية إلى البلاد. وقد استخدمت تلك الطائرات مسارات جوية متعددة من روسيا إلى اللاذقية، وتواصل موسكو نشاطاتها الجوية تحت غطاء بعثات المساعدات الإنسانية.

إن المعدات والأسلحة التي جُلبت كجزء من العملية الجارية تشمل على ما يبدو المركبات القتالية (ست دبابات من طراز "تي -90" وخمسة وثلاثين ناقلة جنود مدرعة)، وخمسة عشر قطع مدفعية، وشاحنات عسكرية ومركبات رباعية الدفع، ووحدات المساكن الجاهزة (لحوالي 1500 شخص) ، ومركز متنقل لمراقبة الحركة الجوية. وأشارت الصور الفوتوغرافية الملتقطة عبر الأقمار الصناعية التجارية الى الجهود المبذولة لتوسيع مطار باسل الأسد. وفي ظل الوضع الراهن، قد تتمكن روسيا من الوصول إلى المطار وإلى موانئ اللاذقية وطرطوس لدعم عملياتها القائمة.

وحتى الآن، تفيد بعض التقارير أن حوالي 200 عنصر من عناصر المشاة البحرية الروسية - على الأرجح عناصر من "لواء مشاة البحرية الروسية رقم 810" ومقره في سيفاستوبول - قد تم نشرها في اللاذقية لحماية المنشآت الروسية. وتشير بعض التقارير أيضاً إلى تمركز عناصر من "لواء المشاة البحرية الروسية رقم 363" في سوريا. ووفقاً لمصادر نُسبت إلى الحكومة الأمريكية، تسعى روسيا أيضاً إلى نقل نظام صواريخ أرض-جو متطوّرة من طراز "أس أي - 22" ومركبات جوية مقاتلة (طائرات مقاتلة، وطائرات القصف) إلى البلاد. وباختصار، يدل الانتشار العسكري على مساعٍ روسية قيد التخطيط لتنظيم قوة مشتركة للتدخل السريع.

المهمّات

تتضمن المهام المحتملة التي ستضطلع بها قوات الحملة العسكرية المرتقبة دعم قوات النظام الجوية المتقهقرة في عمليات القصف الجوي ضد الثوّار، وتزويد القوات الروسية والمنطقة الحيوية للنظام بالدفاع الجوي بواسطة نظام صواريخ "أس أي - 22" والطائرات القتالية، بالإضافة إلى مهمة شن سلسلة معارك قتالية برية وتنظيم بعثات دعم لاسيما من خلال شن عمليات دفاعية وهجومية، فضلاً عن تدريب القوات العسكرية والقيام بأدوار استشارية. وتشير أدلة محدودة، أن القوات الروسية تشارك فعلاً في بعض المعارك البرية. ويظهر شريط فيديو انخراط عربة قتال مدرعة من نوع "BTR-82A" في الميدان السوري بقيادة طاقم عسكري يتكلم الروسية، كما يُزعم، بينما أفادت بعض التقارير عن وقوع ضحايا في الصفوف العسكرية الروسية المنتشرة في سوريا. كذلك، تشير تقارير عديدة غير مؤكدة إلى انتشار عدد صغير من القوات الروسية في عدة مراكز خارج المنطقة الساحلية، وتنخرط في معارك قتالية ومهمات الاستطلاع البري.

وستتضح معالم المهمة الروسية (سواء الهجومية منها، أو الدفاعية، أو التدريبية، أو الاستشارية) عند تحديد حجم القوات الروسية وأنواعها. فوصول طائرات القصف، إلى جانب وجود دبابات القتال الروسية من طراز "تي -90" وفقاً لما أفادت به التقارير، يشكل دليلاً إضافياً على وجود نيّة هجومية لدى روسيا. وأيّاً كانت المهمة، فمن المتوقع أن تعزّز روسيا قدراتها الاستخباراتية ومنظومات القيادة والتحكم الذكية التي تملكها.

التداعيات على سوريا

إذا اتخذت روسيا الخطوات المذكورة أعلاه، فقد تنتج تداعيات كبيرة عن تدخلها، الأمر الذي سيؤثر على الوضع العسكري في سوريا. وقد تتعاون القوات القتالية الروسية مع قوات النظام السوري، معززة بالتالي القوة النارية والدعم الجوي والفاعلية القتالية لصالح النظام. وإذا تضمنت المهمة الروسية توفير التدريبات والأدوار الاستشارية، فقد يساهم ذلك في تعزيز المهارات العسكرية للوحدات السورية. كما يمكن للقوات الروسية أن تقوم بمهام قتالية مستقلة ضد أهداف مهمة.

بإمكان القوات الروسية الكبيرة منح النظام السوري ميزة حاسمة في ميادين القتال التي تعمل فيها قواته، متيحة بالتالي للنظام السوري السيطرة على مراكز حيوية أو بسط نفوذه عليها واستنزاف موارد الثوّار البشرية والعسكرية استنزافاً مضاعفاً. وقد يساهم تواجد روسيا على أرض المعركة في رفع معنويات قوات النظام بصورة ملحوظة، ويبث الذعر في الوقت نفسه في نفوس قوات الثوّار. صحيح أن قوات المعارضة قادرة على هزيمة النظام السوري تحت ظروف معيّنة، إلا أن ذلك الاحتمال يبدو بعيداً في ظل وجود القوات الروسية وانخراطها فعلياً في المعركة السورية، بغض النظر عن عدد هذه القوات. وقد يتسبب الثوّار بوقوع بعض الخسائر في صفوف الوحدات الروسية، إلا أنهم عاجزين إلى حد كبير عن إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في معارك حاسمة، على الرغم من الآمال التي يضعها أولئك الذين يستذكرون تجربة موسكو في أفغانستان. فلن يحظى الثوار بالتنسيق والتماسك والانضباط والقوة النارية المطلوبة لهزيمة الروس بصورة ثابتة، أو لن يتمكنوا من الانتصار عليهم في معارك أوسع نطاقاً.

التداعيات على إسرائيل

قد يقوّض التدخل الروسي إلى حد كبير من العمليات الجوية الإسرائيلية فوق سوريا ولبنان. وعلى وجه الخصوص، مع وجود طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي روسية مأهولة، فقد تضطر إسرائيل إلى إعادة النظر في عمليات القصف الجوية على المناطق التي تنتشر فيها القوات الروسية، وقد تُمكِّن بالتالي إيران أو حتى موسكو من تزويد نظام الأسد و«حزب الله» بترسانة أكثر تطوّراً. وقد أفادت بعض التقارير أن إسرائيل نجحت في استهداف شحنات الأسلحة إلى منطقة اللاذقية، إلا أن اتخاذ تلك الخطوة اليوم في ظل انتشار القوات الروسية قد يكون خطيراً. وإذا وسّعت القوات الجوية وقوّات الدفاع الجوي الروسية وجودها خارج النطاق الساحلي، وهي خطوة محتملة، قد يتضاعف خطر الانخراط في اشتباكات مع أي طائرة إسرائيلية دخيلة.

التداعيات على تركيا

قد يعزّز التدخل العسكري الروسي المتزايد لصالح النظام السوري التحالف الأمريكي-التركي في سوريا بصورة أكثر فأكثر. وبالنسبة إلى أنقرة، تشكل موسكو عدوّاً تاريخياً، فالأتراك العثمانيين شنّوا على الأقل 17 معركة ضد الروس لم يحققوا فيها أي فوز. وبالتالي، قد تضطر تركيا إلى الاصطفاف، بشكل وثيق، إلى جانب سياسة الولايات المتحدة في سوريا بهدف تجنّب أي احتكاك عسكري ضد روسيا على أرض المعركة.

التداعيات على الولايات المتحدة

تشكل خطوة روسيا تحدياً واضحاً لواشنطن، حيث تستغل ما قد تصفه موسكو بالتردد الأمريكي إزاء الانخراط في سوريا. وربما يساهم موقف الإدارة الأمريكية الفاتر حتى الآن - والذي تمثل بالبيانات والتصريحات المثيرة للقلق، والمكالمات الهاتفية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والجهود المبذولة لمنع الحركة الجوية الروسية الى سوريا - في تشجيع الروس على اتخاذ قرار التدخل وهم ينوون متابعته على الأرجح.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعرقل وجود القوات القتالية الروسية العمليات الجوية للتحالف الدولي - الأمريكي. وبالرغم من أنّ معظم تلك العمليات الجوية تتم بعيداً عن المناطق الساحلية التي تنتشر فيها القوات الروسية على ما يبدو، فإن أي توسع للوجود العسكري الروسي نحو الشرق أو الشمال قد يشكل مناطق عمليات مجاورة أو متداخلة. وقد سبق أن أثارت روسيا بالفعل إمكانية وقوع اشتباكات غير متعمدة [مع التحالف] وأشارت إلى ضرورة اعتماد تدابير للحؤول دون الانخراط في اشتباك.

كذلك، من شأن العمليات العسكرية الروسية عرقلة الخطط الأمريكية الرامية إلى دعم العمليات البرية في سوريا. وبالرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل الهدف الأساسي لأي حملة عسكرية تدعمها الولايات المتحدة، إلا أن ميادين القتال المتشابكة في سوريا غالباً ما تجمع الثوّار وعناصر تنظيم «داعش» وقوات النظام السوري في ساحة واحدة، بحيث يقومون بتنفيذ عملياتهم بالقرب من بعضهم البعض أو ينخرطون فعلياً مع بعضهم البعض. وفي ظل الظروف الراهنة، قد تسبب العمليات الروسية الداعمة لقوات النظام بشن هجوم على القوات التي تدعمها الولايات المتحدة، سواء عن قصد أو دون قصد. وقد تشكل محافظتا درعا وحلب منطقتين رئيسيتين لمثل هذه الاشتباكات.

وبطبيعة الحال، كانت موسكو قد نادت بضرورة القيام بعمليات عسكرية دولية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ونظرياً، قد تزيد القوات الروسية من قوة الهجوم الذي يشنه التحالف ضد التنظيم الإرهابي، وقد تساهم في استنزاف قوات «داعش» وتدمر البنى التحتية التابعة للتنظيم. إلا أنّ نيّة موسكو الأساسية من التدخل في سوريا تكمن، على أغلب الظن، في دعم النظام السوري وليس في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». فالتهديد الرئيسي الذي يواجه النظام غير مرتبط بمعاقل «داعش» في شرق سوريا ووسطها، بل بمجموعات الثوّار التي تشكل خطراً متزايداً في المناطق الغربية الحيوية لاستمرارية النظام، لاسيما شمال اللاذقية وإدلب وشمال حماة وجنوب دمشق. وبالفعل، لم تكن محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، يوماً، أولى أولويات العمليات العسكرية للنظام السوري الذي كان تارة يتعاون مع التنظيم وطوراً يهاجمه على أساس تقديرات واقعية للوضع العسكري في ذلك الوقت.

المحصلة

على الرغم من أن النطاق الكامل للتدخل الروسي في سوريا وهدفه لا يزالان غامضين، إلا أنّ أبعادهما تبدو كبيرة. وعلى غرار انخراط «حزب الله» علناً في الحرب عام 2013، قد تكون الخطوة الروسية عامل تغيير محتمل لشروط اللعبة العسكرية، والذي من المحتمل أن يوقف إنهيار قوات الأسد، بل أن يقلب المعادلة لصالح النظام إذا كان عامل التغيير كبيراً بما فيه الكفاية، الأمر الذي يرسّخ نفوذ النظام ويعرقل قدرة القوات الإسرائيلية والأمريكية على العمل في البلاد. وقد يمثل التدخل الروسي مشكلة بالنسبة إلى موسكو، إلا أن روسيا تبدو عازمة على المخاطرة بعض الشيء لتحقيق هدفها الكامن في تحقيق استمرارية النظام السوري وتسجيل هدف على حساب واشنطن.

كما أن التدخل الروسي في المعركة السورية قد يدفع بالمعارضة وحلفائها، لاسيما الحكومات التي يبدو دعمها لهم متزعزعاً، إلى أخذ وقت مستقطع. وعلى ما يبدو، لا ترغب معظم هذه الجهات الفاعلة [في المعارضة] على الانخراط في معركة عسكرية ضد روسيا، وقد تضطر إلى التفاوض بشأن حل سياسي بدلاً من حل عسكري. كما أن التدخل الروسي سيدفع الأطراف المعنية بالتسليم جدلاً إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري دون انخراط موسكو. وحيث توجد قوات عسكرية على أرض المعركة، يتضاعف تأثير روسيا على أي نتائج قد تنجم [عن الصراع في النهاية]. وطالما يحظى النظام السوري بدعم الكرملين، فإن احتمال إقصاء الأسد من منصبه يتضاءل أكثر فأكثر.

إن موقف الولايات المتحدة وحلفائها المتردد تجاه الثوار ودعمهم المتزعزع لهم، ناهيك عن بروز تنظيم "الدولة الإسلامية"، قد ساهم في منح روسيا الفرصة لاتخاذ خطوات جريئة لتحقيق أهدافها في سوريا. وقد صرّحت موسكو بوضوح بأنها ستستمر في دعم نظام الأسد "عسكرياً وفنياً". وفي حال تطوّر الوجود الروسي إلى قوة قتالية كبيرة، فقد تعجز واشنطن وحلفاؤها عن اتخاذ أي خطوات بارزة حيال ذلك. فالولايات المتحدة وحلفاؤها لن يخاطروا في الانخراط في مواجهة عسكرية مع روسيا، ومن المحتمل أن لا تكون  الأدوات السياسية التقليدية (الاحتجاجات الدبلوماسية والعقوبات وإجراءات الأمم المتحدة) مُجدية أو قد يتم  إحباطها من قبل روسيا. إنّ الغرب في حال تفاعلية ولم يبدِ أي رغبة حقيقية في مواجهة موسكو في مناطق أخرى تلوِّح بمخاطر إندلاع مواجهات عسكرية.


----------

الكاتب : جيفري وايت هو زميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن وضابط كبير سابق لشؤون الإستخبارات العسكرية.


التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو White_press_photo-155x232

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

التدخل الروسي في سوريا (الجزء 1) : تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العسكري العربي :: الأقســـام العسكريـــة :: التحليلات الامنية و العسكرية - Security and Military analysis -